استضافت نقابة الصحفيين فى مصر امسية شعرية تضامنية مع حرية الصحافة والصحفيين لم ينقطع عنها التصفيق على مدار اكثر من ساعتين، و حملت اسم "حقنا يساوى صحافة حرة وقضاء مستقل" .
بلغ اندماج الحضور اوجه عندما صعد شاعر العامية الشهير عبد الرحمن الابنودى الى المسرح وراح ينتقد حبس الصحفيين بسخريته المعهودة التى اثارت ضحك الحضور.
والقى الابنودى قصيدة بعنوان "الاحزان العادية"، والتى قال انه كان قد كتبها عام 1995 بعد صدور قانون الصحافة رقم 93 والذى واجه العديد من الانتقادات .
ابراهيم عيسى رئيس تحرير جريدة الدستور واحد ابرز الذين صدرت ضدهم احكام بالحبس فى قضايا النشر ، القى كلمة خلال الامسية التى اعتبرها دفاع عن الكلمة عن طريق المقاومة بالشعر والفن .
واستعرض عيسى ابياتا للشاعر الكبير صلاح عبد الصبور من مسرحيته الشعرية الشهيرة ليلى والمجنون كما تلا ابياتا من قصيدة على هذه الارض ما يستحق الحياة للشاعر الكبير محمود درويش.
كما حضر الامسية الكاتب الصحفى وائل الابراشى رئيس تحرير جريدة صوت الامة واحد الصادر ضدهم احكاما بالحبس فى قضايا النشر ، وقال ل بي بي سي ان هذه الامسية الفنية تعتبر محاولة لتحويل الازمات الى احتفالات واعياد، خاصة انه ومن معه من المحكوم عليهم فى جرائم للنشر لا يشعرون بالفزع او الخوف من هذه الاحكام على حد تعبيره ، وجدد تأكيده على ضرورة تحويل محاكمة الصحافة الحرة الى عيد .
امسية شعرية تضامنية
وعبر الكاتب الصحفى الساخر بلال فضل عن قناعته بأهمية الاشكال الفنية بشكل عام كالشعر والتمثيل والكاريكاتير فى الدفاع عن حرية الصحافة باعتبارها ارقى وسائل التعبير ، ويمكنها ان تحمل من الرسائل الكثير حتى لو لم يعتد بها الخصم .
وأكدت الاعلامية بثينة كامل المسؤولة عن تنظيم هذه الامسية التضامنية ، ان اختيارها لعنوانها استند على عدم امكانية الفصل بين حرية الصحافة واستقلالية القضاء ، واكدت ان فكرة الامسيات التضامنية ستتوالى خلال الفترة المقبلة مع استمرار الاحكام الصادرة ضد الصحفيين والتى تستهدف حرية الصحافة .
وعلى هامش الامسية الشعرية تم عرض فيلم تسجيلى قصير يستعرض تاريخ العقوبات فى جرائم النشر، كما اقيم معرض للرسوم الكاريكاتورية للتعبير عن التضامن مع حرية الصحافة.
هانى شمس احد المشاركين فى المعرض الفنى شدد على اهمية دور الكاريكاتير التنبيهى لخطورة الحبس فى قضايا النشر كشكل من اشكال القمع والاعتداء على الرأى بما يحمل تأثير سلبى على المجتمع ككل .
وحضر الامسية عدد من رموز العمل السياسي من بينهم جورج اسحق القيادى البارز بحركة كفاية المعارضة الذى عبر عن سعادته بالشكل الفنى فى التعبير عن الاحتجاج ، واعتبر الامسية تعبيرا ناضجا وايجابيا لا يقل عن التظاهر والاعتصام ،و هو ما يعكس حراكا سياسيا حتى لو بالموسيقى والشعر ، وعبر عن امله ان تنتقل هذه الوسائل من حيز الصفوة الى الشارع والاماكن الشعبية للوصول الى قاعدة اعرض من التضامن الشعبى .
واعتبر ابراهيم منصور عضو مجلس نقابة الصحفيين ان هذه الامسية الفنية تمثل شكلا من اشكال التضامن مع مطالب الصحفيين فى اطار الاشكال الاخرى الاحتجاجية بما فيها المؤتمرات العامة وحتى من خلال الاجندة الرئيسة المطروحة خلال انتخابات نقابة الصحفيين المقبلة ، مشددا على ضرورة تصعيد الاحتجاج من اجل وقف عقوبة الحبس فى جرائم النشر .
تأتى هذه الأمسية التضامنية فى أعقاب الاحكام التى طالت خمسة من رؤساء التحرير وهم ابراهيم عيسى رئيس تحرير جريدة الدستور،وعادل حمودة رئيس تحرير جريدة صوت الامة وانور الهوارى رئيس تحرير جريدة الوفد ووائل الابراشى رئيس تحرير جريدة صوت الامة وعبد الحليم قنديل رئيس التحرير السابق لجريدة الكرامة.