أضحت
مواقع المدونات الـ(Blogs)
وانتشارها بين فئة الشباب تحديدا مثار نقاش إعلاميين وصحافيين، متسائلين هل ستشكل
هذه المواقع بديلا أم استكمالا للصحافة المحترفة التقليدية.
وفي مؤتمر
الحوار الإعلامي الألماني – العربي الذي انطلقت أعماله في عمان أمس أكد إعلاميون
ومدونون عرب وألمان أهمية "المدونات الشبابية" كأرضية واسعة للتعبير عن
الرأي العام في الانترنت من دون رقابة أو قيود، ومساهمته كوسيلة إعلامية في كشف
أمور لا تستطيع الصحافة التقليدية بثها أو نشرها.
واكتنفت
جلسات المؤتمر جدلا حيال مدى الحرية التي يجب أن يتحلى بها المدونون، وسط مطالبات
البعض بضرورة فرض رقابة على المدونات خشية تشكيلها مصدرا لبث معلومات مغلوطة تصل
خطورة بعضها إلى خلق النزاعات والعنف.
ويناقش
صحافيون ومدونون من ألمانيا والأردن وعدة دول عربية خلال المؤتمر الذي تستمر
أعماله ليومين وتنظمه وزارة الخارجية الاتحادية الألمانية ومعهد العلاقات الثقافية
بالتعاون مع السفارة الألمانية في عمان، المستقبل المهني للإعلام والصحافة على
خلفية النفوذ المتنامي لشبكة الانترنت والمدونين بين أوساط جيل الشباب في العالم
العربي.
وأكدت
مفوضة الاعلام في وزارة الخارجية الالمانية انا برنس في افتتاح المؤتمر على أهمية
تبادل المعلومات بين الصحافيين والمدونين عبر الشبكة العنكبوتية، بما يساهم في
اثراء المعلومات المتبادلة وتعزيز ثقافة الصحافي.
وأوضح السفير
الألماني في عمان كلاوس بورغهارت أهمية المؤتمر في إتاحته الفرصة أمام الصحافيين
العرب والألمان لمناقشة التحديات التي تواجه الصحافة التقليدية نتيجة ظهور
المدونات، والحوار حول التغييرات الجذرية التي طرأت على اهتمامات الشباب في
العالم.
وقال بورغهارت إن مؤتمر الحوار الإعلامي
الألماني العربي هو الثاني عشر على التوالي منذ انطلاقته في ألمانيا ويعقد كل عام
في بلد عربي، ويأتي استكمالا لمؤتمر الحوار الإعلامي الأوروبي المتوسطي الذي
انعقدت أعماله في غضون الشهر الحالي في برلين.
وأكد مدير
المركز الأردني للإعلام بشر الخصاونة على أهمية الحوار العربي الالماني واللقاءات
العربية الاوروبية في إثراء حوار الثقافات، مشيرا الى دور الشباب في النهوض بمستوى
التفاعل الايجابي لاستخدام الانترنت والمدونات على الوجه الأمثل.
وقال إن
اختيار عمان كمقر لعقد المؤتمر يعكس ثقة بلد أوروبي بنهج الاعتدال والوسطية الذي
اتخذته المملكة أسلوب حياة على مختلف الصعد.
وشدد
خصاونة على أهمية الدور الذي يضطلع به الشباب في التعبير عن نهج الوسطية
والاعتدال، وتعميق قيم احترام الرأي والرأي الاخر والابتعاد عن التعصب والغلو
والتطرف.
وقال إن
جلالة الملك عبد الله الثاني أولى رعاية فضلى بالشباب المسؤول القادر على
التعبيرعن القيم العربية الاصيلة وتعاليم الدين الاسلامي السمح الذي يحترم ويقدس
الحياة الانسانية وينهى عن التطرف والعنف والارهاب.
وقال نقيب
الصحافيين طارق المومني إن الغايات الانسانية النبيلة هي القواسم المشتركة التي
يلتقي عليها المؤتمرون اليوم سعيا "لإعلام بلا حدود في عالم بلا حدود،
استشرافا لمستقبل أكرم وتطلعا لغد ينعم فيه الانسان بالأمان والاستقرار".
وأكد على
دور الإعلام ومكانته وتأثيره في بناء الرأي العام ودوره الرقابي وقدرته على توفير
المعلومات وإثارة القضايا، لافتا الى تضاعف مسؤولية الاعلام يوما بعد يوم في ظل
"القرية العالمية الصغيرة".
وأشار
المومني الى أهمية المدونات على الانترنت ودورها التفاعلي في خدمة الحوار وجسر
الفجوات، وتحقيق تفاهم اكبر اذا ما استخدمت بطريقة مسؤولة اجتماعيا أو خدمة للقضايا
الصحافية.
واعتبر
أوليفر هان من معهد الصحافة بجامعة دورتموند الألمانية أن انتشار مواقع المدونات
السريع في العالم يعتبر نوعا جديدا من "الصحافة الشعبية" التي تتيح
أشكالا جديدة من مشاركة الشعب وتشكيل الرأي العام.
وقال
عندما ننظر إلى موضوع الشباب والإعلام، يقع بصرنا حتما على شبكة الانترنت، إذ
يزداد في اوروبا استخدام الشباب للشبكة التي تلقى اعجابا متناميا لديهم.
وينظر إلى
التدوين باعتباره وسيلة النشر للعامة التي أدت إلى زيادة دور شبكة الانترنت
باعتبارها وسيلة للتعبير والتواصل أكثر من أي وقت مضى، بالإضافة إلى كونه وسيلة
للنشر والدعاية والترويج للمشروعات والحملات المختلفة.
وفي
الجلسة الأولى للمؤتمر التي اتخذت عنوان "التحديات النابعة من وسيلة إعلام
تزداد انتشارا" قال رولاند شرودر من جامعة دورتموند إن المدون استطاع كسر
كافة القيود والرقابة المفروضة على الصحافة التقليدية.
ويرى أن
المدونات استطاعت أن تجعل من نفسها أحيانا مصدرا للأخبار التي تنشر وتناقش في
الصحافة التقليدية من صحف ومحطات تلفزة.
وفي
الجلسة الثانية للمؤتمر التي بحثت في الفرص المتاحة لأصحاب المدونات الشباب
ودوافعهم، رفض مدونون خضوع المدونات للرقابة، معتبرينها متنفسا للتعبير عن الرأي.
واعتبروا
أن ظهور المدونات جاء نتيجة للقيود التي تخضع لها الصحافة التقليدية من قبل
الحكومات، مؤكدين على ضرورة تطوير قدرة المدونين على التثبت من المعلومات التي
ينشرها.