أطلقوا عليها اسم ” الحرة” رغم انها محاصرة بتمويل الكونغرس الأمريكي والمسيرة بأشراف وزارة الخارجية الأمريكية ، فهل تعتبر هذه الفضائية الامريكية الجديدة الموجهة للعرب حرة فعلا في الوقت الذي تعمل فيه الإدارة الأمريكية على خفض سقف الحرية المرتفع لبعض الفضائيات العربية ؟
يذكر ان هذه الفضائية الأمريكية بدأت بثها مساء السبت الماضي ، ببرامج تتمحور حول قضية الحرية .
طاقم ” الحرة ” يبدون وكأنهم يريدون إقناع مشاهدي فضائيتهم انهم مقموعون وليسوا احرارا، وان ” الحرة ” وحدها التي ستنقلهم الى اجواء الحرية وتعلمهم اصولها !
لكن ماذا يقول مشاهدو هذه الفضائية الامريكية بامتياز ، وهي تباشر بثها بموضوع عن الحرية؟
د. عرفات الاشهب أكد على ضرورة الانفتاح على كل الثقافات وكسر الحواجز بين الأمم، ولكن بشرط التزام وسائل الإعلام بالموضوعية والبعد عن توجيهات الأجهزة الرسمية .
وأضاف: بالنسبة لفضائية ” الحرة ” الأمريكية الجديدة انا لا افرقها عن محطة ” سوا ” وبعض المحطات او الفضائيات العربية التي تركز في برامجها على الجانب الفني الترفيهي، للاستئثار باهتمام الشباب وبالتالي إبعادهم عن متابعة البرامج ذات الطابع الجدي او الموضوعي والثقافي مشيرا إلى ان معظم برامج هذه المحطات ذات بعد سياسي واجتماعي يعبر عن السياسية الأمريكية ما يؤثر على مفاهيم وقناعات المشاهدين .
وأكد الاشهب ان الإعلام الداخلي في أمريكا أعلام خاص ، لايسمح للدولة بالتدخل فيه، في حين ان الأعلام الموجه للخارج أعلام حكومي على نمط إذاعة ” صوت أمريكا ” التي تبث منذ عشرات السنين وإذاعة سوا وفضائية الحرة الجديدة ، فمن الطبيعي ان تتطابق أهداف البرامج التي تبثها هذه المحطات من إذاعات وتلفزيون مع أهداف السياسية الأمريكية .
فعلى سبيل المثال تبث هذه المحطات بين فقراتها الفنية المنحلة أخلاقيا مفاهيم مغلوطة في أخبارها مثل عبارة الإرهاب بدل المقاومة ، والسلام بدلا من حق الأمم والشعوب في تقرير مصيرها ، ومقتل بدل استشهاد ، ومسلم بدل مناضل، وغيرها من المصطلحات .
الطالب الجامعي يحيى فاضل استهزأ بالنهج الأمريكي للسيطرة على تفكير وتوجهات الشباب العربي وقال : هل تعتقدون أن الشباب العربي بشكل عام والأردني بشكل خاص غير واع للمخططات الأمريكية؟ وأضاف ان الجيل الجديد للشباب العربي اصبح على درجة كبيرة من الوعي والتعليم والثقافة لدرجة تحول دون تأثير هذه المخططات الغبية على قناعاته ومواقفه.
كما ان المواطن العادي اصبح مدركا لاهداف مثل هذه المحطات المغرضة والتي تخدم إسرائيل بالدرجة الاولى والمخططات الاستعمارية الأمريكية .
اما الطالبة سهاد الفاعوري فاعتبرت فضائية ” الحرة ” امتدادا لمحطة ” سوا” التي ظهرت في فترة حرب امريكا على العراق، وقالت: لا اعتقد ان من تابع هذه المحطة لم يدرك ما تهدف إليه من تضليل الشارع العربي والأردني، وإحباطه كي تحكم سيطرتها على العراق وجميع العرب أيضا!أضافت: رغم ان متابعتهم لهذه المحطة كانت للتسلية فقط إلا انهم لم يتأثروا ” بالسم المدسوس في الدسم” لذلك لا اعتقد ان أهداف أمريكا ستتحقق من إنشاء مثل هذه الفضائيات.
د. احلام صبيحات أكدت على ان اسم ” الحرة” يتنافى تماما مع مضمون هذه الفضائية ففريق العمل فيها يحاول غسل أدمغة الشباب العربي بأسلوب غبي ومبتذل تحت شعار الحرية.. فأين هي الحرية التي يدعونها في الوقت الذي حاولت فيه الإدارة الأمريكية العنصرية قمع بعض الفضائيات العربية كالجزيرة والعربية أبان الحرب على العراق ؟
وأضافت ان الأردنيون وصلوا إلى درجة كبيرة من الوعي والانفتاح لا يمكن ان تسيطر على عقولهم مثل هذه الفضائيات ومن المستبعد ان تحقق أغراضها مؤكدة على أهمية ان تركز وسائل الإعلام الأردنية على توعية الشباب والمواطنين بشكل عام من أخطار برامج هذه المحطات وذلك بتوضيح أهدافها ومصادر تمويلها وما تسعى إليه حاضرا ومستقبلا ، وضرورة تطوير الإعلام العربي بشكل عام وذلك بترك الابتذال والتهريج الذي تتبعه بعض الفضائيات العربية والتركيز على قضايا المواطن العربي الأساسية ومحاولة إيجاد الحلول لها .