0 Comment

مركز الدوحة لحرية الإعلام – أجمع إعلاميون ومختصون على أن الإعلام الإسرائيلي متورط في التحريض على قتل المدنيين الفلسطينيين، واستهداف الصحفيين في محاولة للتغطية على الاعتداءات والجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال والمستوطنون المتطرفون، مطالبين المنظمات الحقوقية والإعلامية العربية والدولية بفضحه ووقفه.

وأكد مختصون وإعلاميون أنه بناء على التدقيق والمتابعة الحثيثة لوسائل الإعلام الإسرائيلية المكتوبة والمسموعة والمرئية ووسائل التواصل الاجتماعي، اتضح أن الإعلام الإسرائيلي، بما فيه تلك المنابر اليسارية التي تدعي الاستقلالية، تتلقى تعليمات مباشرة من المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، وأنه في بعض الأحيان يكون الإعلام الإسرائيلي أكثر تطرفا من حكومته، خصوصا في الدعوة بشكل مباشر وعلني لقتل المدنيين العرب وقمع الصحافة.
وحدة الإعلام الإسرائيلي في ساعة الأزمات
ويرى العديد من الإعلاميين والكتاب المختصين أن الإعلام الإسرائيلي يصبح كعادته في الأزمات والحروب، موحدا إلى جانب المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، وكأنه “ذراع قمعي” ضد المدنيين والصحافة الفلسطينية والعربية والأجنبية التي تنتهج الخط المهني، ويعتقد أغلبهم أن الإعلام الإسرائيلي لا يتوانى في التضييق على أي مؤسسة إعلامية أجنبية أو عربية، تركز على فضح الجرائم ضد المدنيين.
وفي استطلاعات أجراها مركز الدوحة لحرية الإعلام، قال معين الحلو، الإعلامي المختص في الشأن الإسرائيلي والمسؤول في فضائية “فلسطين” الرسمية لمركز الدوحة لحرية الإعلام: “إن الخطاب الإعلامي الإسرائيلي يحاول بكل جهده فبركة قصص وروايات واهية موجهة للرأي العام العالمي، لكي تحاول تبرئة نفسها، وتجد مبررا لقتل الفلسطينيين، نظرا لحالة الهوس في صفوفه، حتى أصبح هذا الجيش المتخبط يقتل أي شخص بملامح عربية فلسطينية، وقد ظهر هذا واضحا، حين أصاب عناصره مستوطنا إسرائيليا لأن ملامحه قريبة من العربية، وهذا دليل قاطع على كذب الروايات الإعلامية الإسرائيلية حول قتل الأطفال والفتية بذريعة الاشتباه بهم.

ويتابع الحلو: “نستطيع القول أن الإعلام الإسرائيلي يكون ديمقراطيا فقط في القضايا المحلية الإسرائيلية، وفيه فسحة من الحرية، لكن عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين تتلاشى كل معاني المهنية والموضوعية، ولكن عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين يشرع الإعلام الإسرائيلي في تلقي أوامره وتعليماته من المكتب الخاص بالناطق باسم الجيش الإسرائيلي، ومن المكتب الإعلامي الحكومي الإسرائيلي، الذي يتبع مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ببنيامين نتنياهو.
ويضيف الحلو أن هناك تعليمات شبه يومية لكافة وسائل الإعلام الإسرائيلية، ويبدو واضحا إصغاء المؤسسات بشكل كبير لهذه الأوامر والالتزام بها، وإن قام أحد الإعلاميين الإسرائيليين بالخروج عن النص الإسرائيلي يعاقب هو ومؤسسته، بدعوى عدم تطبيق أوامر الجيش والحكومة الإسرائيلية، ويتم مقاطعة هذه المؤسسة الإعلامية الإسرائيلية، تمنع عنها الحكومة الإعلانات التي تدر عليها عائدا ماليا كبيرا، فضلا عن منعها من تغطية أي حدث داخلي، أو له علاقة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
الإعلام الإسرائيلي في خدمة حكومة بلاده
ويشير الحلو إلى أن الإعلام الإسرائيلي يتوحد بمختلف توجهاته تحت مظلة واحدة تخدم أهداف الحكومة الإسرائيلية، وتتوحد رسالته التحريضية ضد الفلسطينيين والعرب كافة، ويعمل على إضفاء صبغة ما يسمى بـ”الإرهاب الإسلامي”، وزج أسماء التنظيمات مثل “داعش” وغيرها، والحديث عنها وربطها بالمقاومة الفلسطينية.

وطالب الحلو الإعلاميين الفلسطينيين بمتابعة الإعلام الإسرائيلي عن كثب وتخصيص كوادر إعلامية تعنى بالشأن الإسرائيلي وتحليله، والعمل على تصحيح الخبر للرأي العالم، وإظهار حقيقة ما ترويه هذه وسائل إعلامه.
وأشار الحلو إلى ضرورة توفير مدربين مختصين في استخدام “السوشيال ميديا”، الذي لعب دورا كبيرا في هذه الهبة، لأن حكومة إسرائيل لا تستطيع السيطرة على المواقع الاجتماعية، وهذا ما يجب على الإعلام الفلسطيني استغلاله بشكل منظم خدمة للحقيقة.
تخلي الإعلام الإسرائيلي عن موضوعيته
الخبير بالشأن الاسرائيلي وأستاذ الإعلام في كلية “الأمة” الدكتور عدنان أبو عامر تحدث لمركز الدوحة لحرية الإعلام معتبر “أن الإعلام الإسرائيلي بكافة مؤسساته، يرتبط ارتباطا قويا بالحكومة الإسرائيلية، التي تخضع أجندتها الخاصة ضد كل ما هو فلسطيني، ويبدو جليا تخلي الإعلام الإسرائيلي عن حياده وموضوعيته في الأزمات والحروب، وهذا المتعارف عليه لدى الجميع”.
وأضاف “من خلال متابعتنا لهبة انتفاضة الأقصى الحالية، نرى أن الإعلام الإسرائيلي قد تبنى الروايات الإسرائيلية، لكن سرعان ما أثبتت الفيديوهات المسربة عبر مواقع التواصل كذب روايتهم، التي تدعي أن كل الإعدامات الميدانية والقتل جاء تحت ذريعة الاشتباه بهم.
الإعلام العبري متورط
ومن جهتها قالت نقابة الصحفيين الفلسطينيين إن الإعلام العبري متورط في التحريض على رفع وتيرة الاستهداف للفلسطينيين، من خلال “مغامرات تحريضية عنصرية”، يقوم بها صحفيون إسرائيليون بهدف المس بكل ما هو فلسطيني.
وقال محمد اللحام، عضو الأمانة العامة للنقابة، ورئيس لجنة الحريات، إن الإعلام العبري يعد جزءاً أصيلاً من المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، ويقف على يمينها في التشجيع على القتل وتزوير الحقائق، وإخفاء جرائم الاحتلال، وإن النقابة توثّق سلوك الصحفيين الإسرائيليين، باعتبارها انتهاكات واضحة لأخلاقيات المهنة المغيبة أصلاً لدى الصحفيين الإسرائيليين، وإنها ستعمل على تعميم هذا السلوك العدواني والعنصري، وصولا لتقديم شكوى لدى الاتحاد الدولي للصحفيين، وتجديد المطالبة بطرد نقابة الصحفيين الإسرائيليين من الاتحاد.