دافعت غالبية الصحف الفرنسية الجمعة 3 فبراير عن
حرية الصحافة في وقت تثير فيه قضية نشر رسوم كاريكاتورية تظهر النبي محمد ردود فعل
غاضبة جدا في العالم الاسلامي.
وكتبت "فرانس سوار" التي كانت اول صحيفة
فرنسة تنشر الرسوم الكاريكاتورية الدنماركية ان ما يحصل يظهر "صوابية دقنا
لناقوس الخطر".
واعتمدت صحيفة "لومانيتيه" الشيوعية
موقفا معتدلا حول قضية الرسوم لكنها دانت اقدام اصحاب صحيفة "فرانس
سوار" على اقالة مديرها معتبرة انه اجراء "غير مقبول" لان
"حرية التعبير حق اساسي في الديموقراطية".
واقرت الكثير من الصحف ان المسلمين قد يكونون
صدموا بالرسوم لكنها دافعت رغم ذلك عن ضرورة احترام حرية الصحافة.
وجاء في صحيفة "لوموند" "لا
يمكن لاي ديموقراطية ان تنشئ شرطة للرأي الا اذا ارادت الازدراء بحقوق
الانسان".
لكن صحيفة "لو فيغارو" (محافظة) لطفت
قليلا من هذه الحرية المطلقة مؤكدة ان "الرقابة الذاتية قد تكون ضرورية"
لان "ما يسمح به القانون يحظره الضمير احيانا". واكدت "قد يحصل
احيانا سوء استخدام لحرية الصحافة".
وقررت صحيفة "ليبراسيون" نشر رسمين
من اصل 12 رسما نشرتها صحيفة دنماركية في الاساس تحت عنوان "وثائق
وادلة" اثر نقاشات طويلة بين المحررين على ما جاء في تفسير رافق ملفا ضخما
مخصصا للقضية.
واوضحت الصحيفة ان "الخيار الذي اتخذ في
الصحيفة اليوم يلبي قبل كل شيء الحرص على الفهم واعادة تأكيد مبدأ وقيم يبدو لنا
انها تتعرض للاساءة في هذه الازمة التي فاقت الحد مقارنة مع موضوع النقاش".
لكن الصحيفة قالت انها استبعدت "اكثر
الرسوم كاريكاتورية والتي تظهر النبي محمد معتمرا عمامة على شكل حزام ناسف"
مشددة على انه "يخلط بشكل غير مقبول بين كل المسملين والارهابيين".
واعتمدت الصحف في المناطق الفرنسية اللهجة
ذاتها واشارت الكثير منها الى ان الرسوم الكاريكاتورية التي تظهر النبي مستوحاة من
كون ان الارهابيين "يدعون انهم يتحركون باسمه ولا يستحقون بتاتا
+احترامنا+" على ما جاء في صحيفة "لا فوا دو نور".
واشارت "لا برس دو لا مانش" في هذا
الاطار الى ان "اعتداءات القاعدة تسيء بالتأكيد بشكل كبير الى فهم الاسلام
لانها تشوهه وتظهره بمظهر كاريكاتوري".
وتساءلت صحيفة "لانديبندان دو ميدي"
"المتعصبون الذين يقتلون الابرياء باسم الله اليسوا هم اسوأ كاريكاتور لكلام
محمد؟".
ورأت "لونيون دو ريمس" ان مجرى
الاحداث في العالم العربي والاسلامي "مثيرة للحيرة لا بل مشبوهة …فان هذا
الهذيان يدفع الى التصور ان هذا الغضب المسلم يخدم كثيرا بعض الحكومات
العربية". وختمت صحيفة "ليست ريبوبليكان" بقولها انه انطلاقا من
ذلك "ثمة اشتباه بوجود احكام سياسية اكثر منها دينية في كل ذلك".