تضاعف القلق في الأوساط الصحافية اليمنية علي
مستقبل العمل الصحافي في البلاد، اثر اعتقال السلطة لثلاثة صحافيين بطريقة مخالفة
للقانون منذ أكثر من أسبوعين علي ذمة قضية اعادة نشر مشوهة للرسوم الكاريكاتورية
الدنماركية في اطار تغطياتها لردود الأفعال الغاضبة علي تلك الرسوم، بالاضافة الي
اعتداء مجهولين بالضرب المبرح علي صحافي آخر وسبقه تهديد لناشر الصحيفة بسبب قضايا
نشر تمس رموز الفساد.
وأعربت العديد من الأوساط الصحافية اليمنية عن
قلقها البالغ من الأوضاع الصحافية المتدهورة في اليمن، مع تصاعد حملة الاعتداء
والاستهداف للصحافيين اليمنيين، والتي أشار البعض الي أنها موجهة وتسير بوتيرة
منظمة، ربما لمحاولة الحد من الحريات الصحافية خلال الفترة المقبلة وهي فترة
الانتخابات المحلية والرئاسية.
وكانت السلطات اليمنية اعتقلت في السادس من
الشهر الجاري رئيس تحرير صحيفة الحرية بالوكالة أكرم عبد الكريم صبره، ونائبه
الصحافي يحيي حسين العابد، وشرعت في محاكمتهما السبت الماضي، ورفضت المحكمة طلبا
قدمه محاميا الدفاع بالافراج عنهما بضمانة تجارية، كما اعتقلت بعد ذلك بأيام أيضا
الصحافي محمد الأسعدي رئيس تحرير صحيفة يمن أوبزرفر الناطقة باللغة الانكليزية،
التي يملكها السكرتير الثاني لرئيس الجمهورية فارس السنباني، وشرعت في محاكمته
الأربعاء الماضي، دون السماح بالافراج عنه وهو ما اعتبرته الأوساط القانونية
مخالفا للقانون الذي يمنع حبس أي متهم لأكثر من 24 ساعة الا بحكم قضائي، ناهيك أن
يكون المتهم صحافي وعلي ذمة قضية نشر.
في غضون ذلك دانت نقابة الصحافيين اليمنيين أمس
ما تعرض له رئيس تحرير صحيفة أخبار اليوم ابراهيم مجاهد من اعتداء بالضرب المبرح
وكذا رئيس تحرير صحيفة الشموع عبد الباسط الشميري بتهشيم أمس الأول الأحد، والتي
سبقتها تهديدات لناشر الصحيفتين سيف الحاضري.
وقالت نقابة الصحافيين اليمنيين انه لا يكاد
يمر أسبوع في اليمن دون أن يسجن أو يضرب صحافي أو تغلق مؤسسة صحافية أو تصدر أحكام
قضائية ضد الصحافة والصحافيين .
وأكدت أن ذلك دليل صريح علي أن الصحافة اليمنية
تقبع تحت طائلة العقاب الجماعي .
وقال رئيس لجنة الاعلام في نقابة الصحافيين
اليمنيين علي الجرادي ان الحكومة أقدمت مؤخراً علي الغاء تراخيص 3 صحف أهلية وسجن
رؤساء تحريرها ومحاولة تصويرهم أمام المجتمع بأنهم أساءوا لرسول الله صلي الله
عليه وسلم وهم من أرادوا الدفاع عنه، وما حصل أمس من اعتداء همجي طال رئيسي تحرير
صحيفتي (أخبار اليوم) و(الشموع) يشعرنا بقلق بالغ وتهديد خطير يطال الصحف اليمنية
بكل أشكالها وألوانها وقبل أيام تهجم نافذون علي صحيفة الوحدة الرسمية .
وأكد الجرادي أن ما تعرض له ابراهيم المجاهد من
اعتداء جسدي وما تعرض له قبله سيف الحاضري مالك مؤسسة (الشموع) من تهديدات ليس الا
دليلاً قاطعاً علي أن الكلمة تحت طائلة العقاب الجماعي والفردي وأن الصحافة
اليمنية بمختلف أشكالها وتوجهاتها تحت مرمي النيران .
وحمّل الجرادي وزارة الداخلية المسؤولية
الكاملة عما يتعرض له الصحافيون، واتهمها بعد الكشف عن الجناة في حالة اعتداء
واحدة ومن يقف وراءها وجميعها تقيد ضد مجهول ما يعني أن هناك ايحاء بوجود تواطؤ
رسمي في ذلك .
وكانت مؤسسة الشموع التي تصدر عنها يومية أخبار
اليوم وأسبوعية الشموع أصدرت بيانا يدين ما تعرض له صحافيوها من اعتداء جسدي علي
أيدي عصابة مجهولة في ميدان التحرير بأمانة العاصمة، ومحاولة نشل مدير التحرير
فاروق مقبل الكمالي وكذا تهشيم سيارة رئيس تحرير صحيفة الشموع .
واستنكرت هذه الأعمال (الاجرامية) التي تستهدف
حرية الصحافة وطالبت الأجهزة الأمنية بسرعة ملاحقة الجناة والفاعلين وضبطهم
وتقديمهم للعدالة.
وقال بلاغ للصحيفتين ان العصابة لاحقت أمس
الأول ابراهيم مجاهد واعتدت عليه بهراوات وعصيّ حديدية متسببة له بكدمات وجروح
بالغة في الرأس والقدمين وأجزاء متفرقة من جسده .
وأضاف أنه بعد يوم من حادثة الاعتداء علي رئيس
تحرير صحيفة أخبار اليوم حاولت عصابة أخري الاعتداء علي مدير التحرير فاروق مقبل
الكمالي ونشل كاميرته وهاتفه النقال فيما كان عائداً من مؤتمر صحافي .
مؤكدا أن مجهولين عمدوا الي تهشيم الزجاج
الخلفي لسيارة رئيس تحرير صحيفة الشموع عبد الباسط الشميري ولاذوا بالفرار .
واعتبر أن: تتابع تلك الأفعال بترتيب زمني يدل
علي أن هناك استهدافاً واضحاً للعاملين الصحافيين في صحيفتي الشموع و أخبار اليوم
.
ودعا البيان الأجهزة الأمنية الي تحمل
مسؤولياتها الكاملة ازاء تأمين سلامة العاملين في الصحيفتين، والمنشآت التابعة لها
. ودعا كافة المنظمات والفعاليات الحقوقية الي التضامن معها في مواجهة هذه الهجمة
التي تستهدف الحقوق والحريات الصحافية والوقوف صفاً واحداً ضد كل من يحاول ارهاب
الصحافة الوطنية المسؤولة.