انتقدت نقابة الصحافيين المغاربة بشدة التعامل الاعلامي مع كارثة «تسونامي»، وقال بيان صادر عن النقابة تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إن مضمون المقال المنشور بيومية «التجديد» المقربة من حزب العدالة والتنمية الأصولي المعارض، حول هذه الكارثة الكبرى، يسيء الى أخلاقيات مهنة الصحافة لكونه تعمد توظيف البعد الديني في كارثة انسانية صرفة.
واستغربت النقابة استمرار الصحيفة في الدفاع عن مضمون المقال، مما ضاعف ما أسماه البيان «خطورة التوجه الذي يعتبر خاطئا في كل مواثيق أخلاقيات الصحافة وآدابها، ويلحق ضررا معنويا بالضحايا وعائلاتهم ومحيطهم الاجتماعي»، داعية الصحافيين الى تجنب نشر كل الأفكار والاراء التي لا تحترم البعد الإنساني والأخلاقي، أو التي قد تفسر بشكل سلبي.
ومن جهة أخرى، وصفت النقابة تناول القناة الثانية التلفزيونية (دوزيم) لموضوع الجدل الذي أثاره المقال السالف الذكر، بأنه تناول غير مهني، لم يحترم أخلاقيات المهنة ولا أصولها، ويفتقر الى القواعد الاحترافية في تناول القضايا، نظرا لوجود طابع التحامل والتحريض «مما انعكس سلبا على جودة النقاش الذي كان من الضروري فتحه حول ملابسات وأبعاد القضايا التي أثارها».
وجددت النقابة تنبيهها لما أسمته عمق المشاكل التي تعيشها مديرية الأخبار في القناة الثانية، والمتجلية أساسا في سيادة طابع التسيير الفردي، وغياب التشاور والحوار مع هيئة التحرير والخضوع لمنطق التعليمات، مما ينتج عنه خلل في المهنية، على حد قول البيان.
واعتبرت النقابة أن تقييم عمل إعلامي، وإبداء ملاحظات حوله لا يمكن أن يتحول الى تحامل على أي صحافي أو تهديده في أمنه وسلامته والمس بكرامته.
وتعتزم صحيفة «التجديد» تنظيم مؤتمر صحافي اليوم لتوضيح موقفها، مما تعتبره حملة ظالمة وجهت بقصد خلط الأوراق، والاستغلال السياسي.
واعتبر بيان صادر عن الصحيفة تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أن مقال رئيس تحرير الصحيفة، مقال رأي كتبه صاحبه بصفة شخصية، انطلاقا من خلفية اسلامية، مشيرا الى أن الاحتجاجات التي قوبل بها، من طرف من أسماهم بـ«الاستئصاليين»، هو من قبيل «الإرهاب الفكري وقمع الحريات».
وأكد البيان رفضه المطلق للاحتجاج الذي سينظم غدا أمام مقر الصحيفة بالرباط من قبل عدد من جمعيات المجتمع المدني، واصفا إياه بالمحاولة السخيفة لإرهاب طاقم الصحيفة.