بعد مرور عامين على تعرض
الصحفية البيلاروسية فيرونيكا تشيركاسوفا للطعن بوحشية في شقتها بمنسك في 20
أكتوبر 2004، لم تحسم قضية مقتلها بعد. وقد دشنت كل من الفدرالية الدولية للصحفيين
والجمعية البيلاروسية للصحفيين حملة لوضع حد لمناخ الإفلات من العقاب الذي يحيط
بقضيتها.
وقد وجهت كل من الفدرالية
الدولية للصحفيين و الجمعية البيلاروسية للصحفيين خطابا إلى الرئيس ألكسندر
لوكاشنكو لحثه على إعادة فتح
التحقيق في مقتل تشيركاسوفا. ففي وقت سابق من هذا العام، قامت السلطات البيلاروسية
بغلق باب التحقيق في القضية بعد فشلها في إلصاق التهمة بإبنها أنطون البالغ من
العمر 15 عاما وزوجها الثاني. فقد كانا أول من عثر على جثة تشيركاسوفا في 20
أكتوبر وعدا على الفور أول المشتبه بهم. وعندما فشلت السلطات في إقامة دعوى مقنعة
ضد أنطون، قامت بتوقيفه واتهمته بتزوير الأوراق المالية. وتعتقد الفدرالية الدولية
للصحفيين بزيف هذا الاتهام. وقد حكم على أنطون في 11 إبريل 2006 بالسجن لمدة عامين
ونصف.
وقد كشفت العديد من التحقيقات
الصحفية عن أن تشيركاسوفا كانت قد شرعت قبل مقتلها في تقصي ادعاءات عن تورط مصرف إنفوبنك البيلاروسي في عمليات بيع سلاح
غير مشروعة بالعراق، حسبما تشير الفدرالية الدولية للصحفيين. وقد تم تجميد حسابات
إنفوبنك بالولايات المتحدة في أغسطس 2004 وكانت تشيركاسوفا قد اشتركت في زيارة
نظمها البنك إلى بغداد. وجدير بالذكر أن صور تلك الرحلة كانت ما اتضح اختفاؤه من
شقتها بعد اكتشاف الجثة.
وفي إطار هذه الحملة، دعت
الفدرالية الدولية للصحفيين أعضاءها حول العالم إلى كتابة خطابات للحكومة
البيلاروسية وممارسة ضغوط على السلطات لإعادة فتح قضية تشيركاسوفا (انظر نموذج
للخطاب على: http://www.ifj.org/docs/appeal1.doc ). كما أصدرت تقريرا عن القضية يثير الشكوك حول
التزام الحكومة البيلاروسية بحل قضية مقتلها.
و تشيركاسوفا ليست الصحفية
القتيلة الوحيدة التي لم تحسم السلطات قضيتها بعد. فلم يقدم أحد للمحاكمة في قضية
اغتيال كل من زميتري زافادسكي، الذي اختفى في عام 2000، وفاسيل هرودنيكاو، الذي
قتل في عام 2005.
إن إفلات مرتكبي تلك الجرائم
من العقاب يلقي الضوء على غياب حرية الصحافة في بيلاروسيا، حسب الفدرالية الدولية
للصحفيين. فمنذ تولي لوكاشنكو السلطة منذ 11 عاما، تم القضاء بشكل شبه كامل على
الصحافة المستقلة. وقد تعرض منتقدي الحكومة للتحرشات والغرامات والسجن. كما حرمت وسائل الإعلام الخاصة من
استخدام أنظمة الطباعة والتوزيع المحلية، مما اضطر العديد من الصحف إلى طباعة
وتوزيع أعدادها من روسيا. وفي يومنا هذا، أجبرت أغلب وسائل الإعلام الخاصة على
الاقتصار على العمل الصحفي عن طريق الإنترنت.