تسود أوساط صحافيي التيار الإسلامي والناصريين مخاوف شديدة من اختطاف نقابة الصحافيين من حوزتهم وذلك بعد البلاء الحسن الذي ابلاه الكاتب مكرم محمد أحمد المرشح لمنصب نقيب الصحافيين والذي بدأ على مدار اليومين الماضيين القيام بجولات للمؤسسات الصحافية بدءا من الاهرام المؤسسة العريقة والتي يتجاوز عدد المحررين بمختلف إصداراتها ألفا وثلاثمائة محرر.
وقد حرص مكرم في أول لقاء مفتوح يجمعه بمئات الصحافيين على التأكيد أنه لا علاقة له بالحكومة وأنه مرشح مستقل جاء بهدف إصلاح أوضاع العاملين في تلك المهنة، وبالرغم من إصراره على نفي أي علاقة له مع السلطة إلا أن جموع الصحافيين لا زالت تثق في أنه مدفوع من قبل الحكومة في محاولة الهدف منها إعادة الهدوء داخل النقابة التي تحولت على مدار السنوات الأربع الماضية إلى كيان معارض لنظام الحكم.
ويستشعر أعضاء مجلس النقابة الحالي بمختلف أعضائه أنهم في مأزق حقيقي لأن مرشحهم على مقعد النقيب وهو الكاتب رجائي الميرغني لا يتمتع بحضور إعلامي كبير فضلا عن نظر الكثيرين له علي أساس أنه وجه يقف في كثير من الأحيان بجانب الحكومة، ويدلل هؤلاء على صحة مواقفهم تجاهه أنه لم يسبق له أن شارك في أي من المظاهرات الاحتجاجية التي شهدتها منطقة وسط القاهرة أو حتى تلك التي أقيمت على سلم نقابة الصحافيين.
وفي ذات السياق يشعر قيادات جماعة الإخوان بقلق بالغ من أن يتمكن مكرم محمد أحمد من اكتساح الميرغني والذي تدعمه الجماعة على مضض حيث تنظر لمكرم باعتباره أحد خصومها التاريخيين الذين عملوا علي مدار حقب زمنية في التنديد بمخططات الجماعة من أجل استخدام الدين في خدمة أغراض سياسية.
وينظر المراقبون لقيام الجماعة بدعم الميرغني باعتباره انه من قبيل فقه المضطر الذي يبيح دعم أحد الخصوم من أجل منع شر أكبر هو في نظر قيادات الإخوان مرشح الحكومة.
وفي تصريحات خاصة لـ"القدس العربي" اعترف د. عبدالحليم قنديل الناطق بلسان حركة كفاية ورئيس تحرير صحيفة الكرامة السابق ان القوميين والإخوان ومختلف تيارات المعارضة داخل نقابة الصحافيين في موقف لا يحسدون عليه وذلك بسبب عدم وجود وجه معارض يمتلك من الكاريزما ما يمكن أن يسمح له بتأليف قلوب الصحافيين.
ودعا جورج إسحق منسق كفاية السابق الصحافيين لعدم انتخاب مرشح الحكومة حتى ولو كان المقابل بعض الامتيازات البسيطة.
وقال إسحق إذا خسرنا نقابة الصحافيين فسيمثل الأمر بالنسبة لنا مشكلة كبيرة.
وأعرب النقيب الحالي جلال عارف عن أمله أن تظل النقابة كيانا نابضا بالمصالح العليا للوطن وأن تظل شوكة في جسد السلطة الغاشمة.
جدير بالذكر أن باب الترشيح لانتخابات النقابة الذي بدأ يوم السبت الماضي قد شهد حتي الآن تقدم أكثر من خمسين مرشحا للتنافس على عضوية مجلس النقابة ومن المتوقع أن يتجاوز العدد مائتي متنافس.