
في غضون أشهر معدودة سيكون متاحا لمشاهدي التلفزيون ومستمعي الإذاعات في العالمين العربي والإسلامي، تلقي برامج أميركية حوارية خاصة معدة باللغة الإنجليزية ومترجمة إلى لغات مختلفة، من بينها العربية والفارسية والأردية، ليتم بثها عبر عدد من المحطات الرائدة في المنطقة. هذا ما كشفه لـ«الشرق الأوسط»، آرون لوبيل، رئيس مؤسسة «أميركا أبرود ميديا» (إعلام أميركا في الخارج)، المتخصصة في إنتاج برامج حوارية يشارك فيها مواطنون من مختلف البلدان والثقافات. وقال لوبيل إنه يتم التفاوض حاليا مع محطات إذاعية وتلفزيونية في المنطقة لبث تلك البرامج، لكنه رفض الإفصاح عن اسماء تلك المحطات في الوقت الحالي إلى أن يتم توقيع العقود. وقد بدأت المؤسسة نشاطها في الساحة الأميركية عام 2001 عن طريق بث برامج إذاعية عبر الإذاعة الوطنية العامة NPR، وأكثر برامجها شهرة هو برنامج «أميركا في الخارج» America Abroad، الذي يبث في أكثر من 90 محطة أميركية إلى جانب محطات أجنبية في أكثر من 100 بلد.
لمعرفة المزيد عن المؤسسة الإعلامية الناشئة التقت «الشرق الأوسط» برئيسها لوبيل في مقر المؤسسة بواشنطن، وأجرينا معه الحوار التالي:
* سمعنا عن نيتكم إطلاق خدمة إذاعية باللغة العربية، فهل ستكون محلية للمواطنين العرب في أميركا أم موجهة للبلدان العربية؟
ـ نحن نعمل على مخاطبة الجمهور في البلدان العربية والإسلامية، لكن تركيزنا في الوقت الحالي قائم على انتاج برامج تلفزيونية ليتم بثها في العديد من البلدان العربية والإسلامية، ولكن ليس بالضرورة أن تكون هذه البرامج باللغة العربية، لكنها ستكون مترجمة، ليتمكن المشاهد أن يعرف طبيعة الحوار الجاري في البرنامج بين الأميركيين وغير الأميركيين وكل يتحدث بلغته. ولقد فكرنا في إنتاج برامج باللغة العربية، لكن ذلك يتطلب منا أن نختار أميركيين يتحدثون العربية، وهذا أمر غير متاح بسهولة، لذلك فإن الترجمة هي أفضل وسيلة في الوقت الراهن، وربما نتمكن مستقبلا من تنفيذ كافة الأفكار المطروحة. وقد بدأنا بالفعل انتاج برامج ترجمت إلى اللغة التركية وإلى اللغة الألمانية ولغات أخرى، ولقيت نجاحا في تلك البلدان.
* ما هي أسباب إنشاء هذه المؤسسة الإعلامية؟
ـ هذه مؤسسة إعلامية غير ربحية وغير حكومية، رأينا تأسيسها لما رأيناه من حاجة للتواصل والحوار بين الأميركيين، وبقية العالم، إضافة إلى أهمية توعية الأميركيين أنفسهم بالقضايا الدولية، ودورنا هو خلق نوع من التفاعل والحوار حول القضايا الملحة. كما أن إيضاح صورة أميركا في الخارج، لا يجب أن تقتصر على الجهد الحكومي، لأنها قضية أصبحت تهم الشعب الأميركي ككل، ويتحتم إشراك الأميركيين في إيضاح صورة بلدهم، وعلى المنظمات غير الربحية أن تساهم في الحوار الأميركي مع الأمم الأخرى بعيدا عن التأثير الحكومي، خصوصا أن الحكومة الأميركية لديها مشكلة في المصداقية أمام بعض الشعوب الأخرى.
* من يمولكم إذاً؟
ـ نحن لا نتلقى أي تمويل من الحكومة الأميركية، بل نعتمد على المنظمات غير الربحية الكبرى والمؤسسات الخاصة وتبرعات الأفراد. لذلك تم تأسيس المنظمة كمؤسسة غير ربحية، لا تربطها أي صلة بالحكومة، وتتلقى التمويل من التبرعات العامة. وهناك صعوبات تواجهنا في التمويل، رغم ما يعرف عن أميركا أنها بلد ثري ومزدهر. وقد أخذنا وقتا طويلا لإقناع القطاع الخاص بأهمية الاستثمار في مشاريع إعلامية كهذه، من دون انتظار عائد سوى إيضاح الصورة الحقيقية للمجتمع الأميركي، والكل الآن بدأ يدرك أهمية ما نقوم به.
* وما هي ابرز المؤسسات التي تتلقون منها التمويل؟
ـ نحن نتلقى دعما من مؤسسة فورد للخدمات الإنسانية، ومؤسسة كارنجي، وستار فاونديشن، ومجلة الإكونميست، ومؤسسة درابر ريتشارد، ومؤسسة سميث ريتشارد، ومعهد السلام الأميركي، والجمعية الكورية، ومؤسسة أرثر شولتز.
* ما هي علاقتكم بمحطة «إن بي آر» واسعة الانتشار في الولايات المتحدة المعروفة بتوجهها الليبرالي اليساري؟
ـ نحن مؤسسة مستقلة ولسنا محطة إذاعية، ودورنا هو انتاج البرامج، ونقوم بتوزيع برامجنا في الولايات المتحدة على محطات متعددة من بينها «إن بي آر» داخل أميركا، إضافة إلى «إن بي آر» العالمية.
* هل تم إنشاء المؤسسة قبل أحداث سبتمبر أم بعدها؟
ـ لقد بدأنا قبل في عام 2001 قبل أحداث سبتمبر، لكن الأحداث شجعتنا على مضاعفة جهودنا نظرا لأهمية التفاهم المشترك بين الأميركيين والمواطنين في العالم العربي والإسلامي.
* هل تركزون فقط على البرامج الإذاعية والتلفزيونية؟
ـ نعم عملنا الحالي يقتصر على البرامج الإذاعية والتلفزيونية، لكن لا نستبعد مستقبلا أن يمتد نشاطنا ليشمل الصحافة المطبوعة، فمنظمتنا تكبر وتتوسع يوما بعد يوم. وآخر البرامج التي انتجناها كانت عن المحافظين الجدد في الولايات المتحدة، وقبل ذلك عن العولمة..
* هل ستستخدمون قناة «الجزيرة» مثلا في بث برامجكم؟
ـ ليس بالضرورة قناة «الجزيرة» على وجه التحديد، لكن أستطيع أن أؤكد أننا على وشك توقيع اتفاقات مع محطات واسعة الانتشار في المنطقة لا أريد أن أسميها الآن، وقد تكون «الجزيرة» من بينها أو لا تكون، لكن عندما يتم الاتفاق نهائيا سيعرف الجميع في العالم العربي هوية تلك المحطات، ولدينا تمويل كاف لبث برامجنا في محطات عديدة في المنطقة تلفزيونية وإذاعية، وسيكون بإمكان مشاهدي التلفزيون تلقي برامجنا في غضون الشهور القليلة المقبلة.
* ما هي النشاطات الأخرى التي تقومون بها؟
ـ نحن نقسم عملنا إلى ثلاثة أقسام رئيسية: القسم الأول، يتعلق بالبرامج الإذاعية، حيث ننتج برامج إذاعية تركز على القضايا الدولية وعلى صورة أميركا في الخارج. والقسم الثاني، يتعلق بالشباب، حيث لدينا مشاريع حوارات ثقافية عبر الفيديو والأقمار الصناعية بين طلبة أميركيين ونظراء لهم في العالم في دول مثل باكستان وكوريا وأفغانستان وتركيا، ويدير هذه الحوارات الخبير في الحوارات الإذاعية ستيف روبرتس. أما القسم الثالث، فهو المتعلق بالنشاط التلفزيوني، حيث ننتج البرامج الحوارية التي سبق الإشارة إليها لتوزيعها على وسائل الإعلام.
* لماذا تعتبرون وسائل الإعلام مهمة في ما يتعلق بمهمتكم؟
ـ نحن نعتقد أن وسائل الإعلام بمختلف مستوياتها، سواء كانت إذاعة أو تلفزيون أو شبكة الانترنت أو أشرطة الفيديو هي السبيل الأمثل للوصول إلى أكبر قطاع من الناس، ولهذا رأينا عدم تأسيس وسيلة خاصة بنا، بل استخدام كل وسائل الإعلام المتعددة في الساحة التي لديها جمهور واسع.