اعلن
اتحاد مكون من 176 صحيفة يومية في مختلف أنحاء الولايات المتحدة عن قيام شراكة
واسعة مع «ياهو» بغرض الشراكة في المحتويات والإعلانات التجارية والتكنولوجيا، ما
يشير الى ان المؤسسات الصحافية تبدي رغبة متزايدة في التعاون مع شركات التكنولوجيا
التي كانت تعتبره في السابق خطرا يتهددها. والهدف البعيد المدى للتحالف مع «ياهو»،
حسبما أشار مسؤول رفيع في واحدة من الصحف المشاركة، يكمن في الحصول على الحق في
وضع محتوى هذه الصحف ضمن مواد البحث المتاحة للمتصفحين بواسطة «ياهو».
وطبقا لهذا
الاتفاق ستصبح الأخبار المحلية، التي تعتبر من أهم ركائز عمل الصحف، جزءا من شبكة
واسعة للأخبار التي ستزيد الفائدة لدى القراء والقيمة لدى المعلنين. ومن المحتمل
ان تساعد الصفقة في وضع شركة «ياهو» كشريك رغب في العمل مع الشركات الإعلامية
التقليدية، الأمر الذي يعتبره مراقبون خطوة فاعلة من جانب «ياهو» تجاه منافستها
«غوغل»، التي وقعت اتفاقا كبيرا قبل بضعة اسابيع من المحتمل ان يساعدها على
السيطرة على أجزاء أكبر حجما في سوق الاعلانات المحلية. وبالنسبة للصحف، التي ظلت
تعاني بعض الصعوبات خلال السنوات الاخيرة بسبب الإقبال الواسع للقراء والمعلنين
على الانترنت، يمثل هذا الاتفاق سعيا باتجاهه الحصول على نصيب أكبر من الإنفاق
المتزايد على كل أنواع الإعلانات التجارية في شبكة الانترنت.
ويقول
ويليام سينغلتون، نائب رئيس «مجموعة ميديانيوز» ورئيسها التنفيذي، ان ثمة تساؤلا
كبيرا ظل يطرح على مدى فترة طويلة حول كيفية تعامل الصحف مع تحديات مستقبل
الانترنت. ويرى سينغلتون ان اندماج اتحاد شركات الصحف المذكورة مع «ياهو» يمثل
إجابة على هذا التساؤل. يضم اتحاد الشركات «مجموعة ميديانيوز» و«هيرست» و«بيلو»
و«أي دبليو سكريبس» و«جورنال ريجيستر كامباني» و«لي انتربرايزيس» و«كوكس
انتربرايزيس». وتملك المجموعة صحفا في 38 ولاية اميركية، ومن ضمنها صحف يومية تصدر
في مدن كبيرة مثل «سان فرانسيسكو كرونيكيل» و«دالاس مورنينغ نيوز» و«آتلانتا
جورنال كونستيتيوشن» و«دنفر بوست»، ويصل معدل توزيع هذه الصحف اليومي الى حوالي 12
مليون نسخة.
وجاء
الاتفاق عقب إعلان غوغل عن نيتها استخدام التكنولوجيا الخاصة بها لبيع الإعلانات
في 50 صحيفة مطبوعة بما فيها نيويورك تايمز وواشنطن بوست وشيكاغو تريبيون. ويأتي
ذلك في وقت يتعمق التنافس من أجل الحصول على سوق الإعلانات والذي اعتادت الصحف أن
تكون مسيطرة عليه. لكن أهمية الشراكة تتسع إلى ما وراء الإعلانات المبوبة حسبما
يقول بعض مديري تحرير الصحف فهم يرون أن الإعلان هو مجهود جماعي طموح من قبل حقل
خدمات الإعلان للتعامل مع الانترنت منذ إنشاء «شبكة القرن الجديد» قبل ما يقرب من
عقد.