اجمع ممثلو اكثر من خمسين دولة خلال مؤتمر عقد في العاصمة الهولندية امستردام على ان الصحافة المطبوعة في طريقها نحو الاضمحلال والتقوقع والانسحاب من ساحة المنافسة في غضون سنوات قليلة امام الصحافة الالكترونية التي تخوض المعركة بقوة استطاعت فيها السيطرة على الخيوط المحركة للعبة الاعلام حول العالم.
وعرض خلال المؤتمر الذي حمل اسم" التحولات نحو الصحافة الالكترونية " التغيرات التي ستطرأ على الصحافة خلال السنوات القادمة. وجاءت مشاركة وكالة الانباء الاردنية ضمن مجموعة من الصحفيين من وكالات دول حوض البحر المتوسط مثل سوريا ولبنان ومصر والمغرب وتونس والجزائر بدعوة من قبل برنامج "التعاون الاعلامي الاوروبي المتوسطي"
وحاضر في المؤتمر الذي استمر اربعة ايام 15 خبيرا يمثلون كبريات الصحف والمواقع الالكترونية الاكثر شهرة في الولايات المتحدة واوروبا ومواقع الكترونية على مستوى العالم والتي تدر مئات الملايين من الدولارات مستعرضين دراساتهم وتجربتهم الشخصية وقصص نجاحهم اما في التحول التدريجي نحو الصحافة الالكترونية او في تجربتهم بتأسيس صحافة الكترونية متنوعة
تمكنت من الانتشار الواسع خلال مدة زمنية قصيرة واستقطب مئات ملايين البشر حول العالم وحققت ارباحا خيالية فاقت التوقعات.
بعض المحاضرين اكد من خلال ابحاث قام بها ان الصحافة بشكلها الحالي " الورق" في طريقها نحو الزوال نهائيا خلال سنوات حتى ان البعض وضع حدا لذلك على سبيل المثال عام 2020 والبعض لم يحدد زمنا لتحل محلها الصحافة الفتية " الالكترونية بقوة " لتفرض نفسها على الجميع والبعض الاخر قال انها ستتقلص لتصل الى الحدود الدنيا خلال السنوات العشر القادمة لتفقد اكثر من 70% من قرائها المعتادين الامر الذي سيجعلها صحافة في حدود اقليمية ضيقة وستميل الى التخصص بصورة كبيرة وسيقل عدد صفحاتها وستفقد كثيرا من الاعلانات مع نهم المعلنين الذي سينطلقون الى الصحافة الاسرع والاوسع انتشارا والتي من الممكن ان تجذب عدد زبائن اكبر بكثير من الصحف المطبوعة خاصة الشركات العالمية والتي تصل منتجاتها لبقاع متعددة في العالم.
واستدل الخبراء المشاركون في المؤتمر وفق دراسات ان الصحافة المطبوعة على مستوى العالم بدأت بفقدان فئة الشباب الذين جذبتهم الصحافة الالكترونية والتي طرقت اهتماماتهم كالرياضة والترفية وغيرها. واستعرضوا بعض نقاط القوة ومن بينها كيفية استطاعة الصحيفة الالكترونية تحقيق انتشار واسع حول العالم واجتذاب اكبر عدد من من خلال ايجاد قواسم مشتركة بين المتلقين لا سيما وان تكلفة انشاء تلك المواقع مهما كان حجم سعتها لن تصل الى تكلفة صحيفة تقليدية وعرضوا بعضا من تلك المواقع التي غلفت الكرة الارضية بطرقها لكل ما يحتاجه المتلقي مثل مواقع / غوغل / /ويو تيوب / وغيرها.
وخصص جانب من المؤتمر لوسائل الاتصال الالكترونية المتاحة غير الانترنت مثل "الموبايل " الذي تتوسع امكانياته يوما بعد يوم ليأخذ حصة كبيرة من سوق الاعلام والترفيه واستعرض الخبراء والمتخصصون بهذا النوع من الاعلام بالتفصيل تلك الوسيلة والتي اكبر عوائقها موضوع السعة المتاحة للرسائل لتوفير وجبة اعلامية كاملة في ان واحد مبينين ان الشركات تعمل الان على تجزئة الخدمة وفقا لميول ورغبات المشتركين الذي يحصلون على وجبة اعلامية هامة ومقننة .
واكد المحاضرون وفق دراساتهم ان اعداد المشتركين في هذه الخدمة ستتضاعف كل عام . وبين مدير احدى الشركات التي تتعاطى الاعلام من خلال رسائل الموبايل في هولندا ان 30% من الهولنديين يتلقون بشكل او اخر خدمة الرسائل عبر الموبايل مشيرا الى ان الشركة تسعى بعدة صور الى توسيع قاعدة المشتركين من دراسات تجريها في السوق في اغلبها استطلاعية لمعرفة ميول ورغبات كافة الفئات وبالتالي تأمين الخدمات التي يحتاجونها .
العديد من شركات الاعلان عبر الشبكة الالكترونية في العالم وبشكل خاص اوروبا وامريكا والصين واليابان والدول التي استقلت عن الاتحاد السوفيتي كانت حاضرة بقوة في هذا المؤتمر رغم تكاليف الاشتراك العالية فيه ومن هذا الجانب لم يمثل العالم العربي الا شركة واحدة متخصصة في لبنان مما يشير الى ان عالمنا العربي ما زال في مراحله وخطواته الاولى نحو هذه الصناعة التي تدر الملايين على الشركات المتخصصة واصبحت المواقع التي حققت نجاحا تباع بالمليارات وبعضها بمئات الملايين ومثال ذلك موقع // يو تيوب // والذي اشترته غوغل مؤخرا بمليار و 700 مليون دولار ومواقع كثيرة يتم التنافس لشرائها في العالم.
وبين المؤتمر انه ما زال امام القائمين على الاعلام في عالمنا العربي خطوات كثيرة لقطعها لتلحق بركب التطورات الكبيرة التي يشهدها العالم في الصحافة الالكترونية رغم ان هناك عددا من قصص النجاح العربي والتي رغم محدوديتها وقلة امكاناتها وخبراتها في هذا المجال استطاعت ان تجد لها موطىء قدم في الصحافة الالكترونية.