تشهد الأوساط الصحافية العراقية حملات من
المقاطعة والاضراب عن الكتابة بدأها عدد من الكتاب المرموقين، احتجاجا علي استمرار
ما وصفوه بـ حملات اغتيال منظمة يتعرض لها الصحافـيون والكتاب في العراق،
ومداهمــــات قالوا انها مهــــينة .
الصحافي العراقي حميد عبد الله كان أحد
المقاطعين احتجاجا علي ما يحدث للصحافيين من مداهمات وصفها بأنها مهينة بحق الجميع
، ونشر في عموده الصادر يوم الجمعة الماضي 3/2/2006 في جريدة المشرق مقالة قال
انها ستكون الأخيرة ، معتذرا لقرائه عن عدم مواصلة الكتابة، تضامنا مع اثنين من
زملائه في نفس الصحيفة علقا كتاباتهما احتجاجا علي حملة الاغتيالات ضد أصحاب الرأي
والقلم.
وكتب عبد الله في مقالته لا حرية مع الفوضي،
ولا كلمة نافذة مع الرصاصة الغادرة، ولا مكان للنخب مع زحف الدهماء، ولا ديمقراطية
تحت ظلال السيوف .
الصحافي شامل عبد القادر، المعروف بانتقاداته
الشديدة للاحتلال وتردي الأوضاع الأمنية التي تشهدها البلاد، تعهد مؤخرا بأنه لن
يعاود الكتابة.. ما لم تتحسن الأوضاع الأمنية في العراق، خصوصا بعد أن وصلت اعداد
العراقيين الذين اغتيلوا بسلاح الغدر الي 68 ألفا.. بينهم عدد كبير من الأساتذة
والعلماء والمفكرين والأطباء والصحافيين .
أما الكاتب حاتم حسن، الذي اعتاد الناس قراءة
مقاله اليومي الساخر في عدد من الصحف العراقية تحت عنوان سطور أخيرة فقد أعلن
تضامنه مع زملائه، وتوقف هو الآخر عن الكتابة، احتجاجا علي الأوضاع المتردية وخاصة
علي الصعيد الأمني.
ويري عدد من المراقبين أن ظاهرة المقاطعة
والاحتجاج هذه ستتنامي خلال الأيام المقبلة، خاصة بعد أن صار مجرد الرأي سببا
كافيا لانهاء حياة الصحافيين والمحللين.
وفي هذا الصدد، يقول الصحافي عبد الهادي الزيدي
ان الصحافيين والكتاب والأساتذة والمحللين السياسيين باتوا عرضة للقتل، بسبب موقف
أو مقالة أو تصريح صحافي .
ويضيف الزيدي بعد اغتيال الدكتور عبد الرزاق
النعاس، المعروف بمواقفه المناهضة للاحتلال والحكومة، يسود شعور بيننا بأن من يقف
وراء تلك العملـيات هم ميليشيات الحكومة، ضمن مخطط يهدف لتصفية الخصوم.. بغض النظر
عن انتمائهم الطائفي أو العرقي، وهذا أخطر أنواع الارهاب .
وترك توقف عدد من كتاب الأعمدة في الصحف
العراقية أثره علي قراء هذه الصحف، الذين عبروا عن تضامنهم مع كتابهم المفضلين
لديهم.
وتفيد بعض الاحصائيات الدولية بأن أكثر من
سبعين صحافيا عراقيا قتلوا منذ الغزو الأمريكي في آذار (مارس) 2003، فضلا عن تعرض
عدد كبير من الكتاب والصحافيين الي الاعتقال والتهديد بالقتل نتيجة آرائهم
وكتاباتهم، الأمر الذي دفع كثيرين منهم الي الهروب خارج العراق