– التقط غالبية الصحافيين او الخبراء منهم الأسبوع الماضي باهتمام رسالة `الغضب والعتب` الملكية التي تجلت بصورة غير مباشرة عبر إمتناع الملك عبد الله الثاني وفي اللحظات الأخيرة عن حضور الإفطار السنوي لنقابة الصحافيين رغم تأجيله سابقا مرتين لترتيب الحضور الملكي.
وفوجئت الهيئة العامة لنقابة الصحافيين بتغيب الملك وإنتدابه للأمير رعد بن زيد لرعاية الحفل، وهو غياب قد لا يعكس مضامين سياسية لو كانت المسألة بروتوكولية محضة، ولو لم تكن البلاد برمتها تعاني آثار الصداع الوطني الذي سببته الصحافة طوال الأشهر الخمسة الماضية.
وإعتبر الوسط الصحافي عموما ان الغياب الملكي عن الإفطار يرقى لمستوى رسالة سياسية يعبر فيها القصر مسبقا عن إستيائه من مستوى الإنحدار في الخطاب الصحافي خلال الأسابيع القليلة الماضية خصوصا وان ذلك حصل بعد يومين فقط من إصدار نقابة الصحافيين بيانا متأخرا لوحت فيه بتحويل كل صحافي يسيء للوحدة الوطنية لمجالس التأديب.
ويمكن القول ان التغيب الملكي عن الإفطار يعكس في الوقت ذاته إستياء في القصر الملكي ليس فقط من الصحافيين او من بعضهم، ولكن من غياب دور المؤسسات الصحافية التي تدير أعمالا بملايين الدنانير وتلاقي الدعم الكبير من كل المستويات دون ان يتضح لها دور حقيقي في ضبط إيقاع التجاوزات الصحافية على الثوابت والقيم الأخلاقية. ولا يخفي الصحافيون عموما إيمانهم بأن الإستياء الرسمي والملكي لا يقف عند حدود المواقع الصحافية الإلكترونية لكن يتجاوزه لصحف ومؤسسات كبرى.
وعلى هامش الرسائل السياسية والمهنية التي يؤسسها عدم حضور الملك لإفطار الصحافيين عملا بتقليد مستمر من سنوات سارعت صحيفة (الرأي) لنشر مقال لمحررها السياسي تحدثت فيه مجددا عن الأثر السلبي والخطير الذي يسببه عدد من الصحف والمواقع الالكترونية المنخرطة في سجال اعلامي يفتقد الى المهنية ويندرج في اطار الردح وتصفية الحسابات والتعرض للمؤسسات الامنية وتغطية الفساد عبر المس بالوحدة الوطنية بدم بارد ودون أي اعتبار او خشية أو الأخذ في الحسبان ما تفرضه بنود ميثاق الشرف الصحافي والتقاليد المهنية التي يجب ان يلتزم بها الجسم الصحافي افراداً ومؤسسات وهيئة عامة.