أعربت لجنة حماية الصحفيين في بيان لها عن
قلقها العميق بشأن الإدعاءات الواردة في الكتاب الجديد "مذهب الواحد
بالمائة" لمؤلفه رون سوسكيند, والذي يقول بأن القوات الأمريكية استهدفت عمدا
مكتب قناة الجزيرة في كابول بتاريخ نوفمبر 2001 .
وذكر سوسكيند في كتابه الصادر في العشرين من
يونيو/ حزيران "كان 13 نوفمبر يوما محموما عندما سقطت كابول في يد تحالف
الشمال و أقيمت الاحتفالات في شوارع المدينة , و أباد صاروخ أمريكي مكتب
الجزيرة" و أضاف "ساد داخل وكالة المخابرات المركزية CIA و
البيت الأبيض حالة من الرضا من أن الرسالة قد وصلت إلى الجزيرة".
وفي سؤال له من قبل وولف بليتزر مراسل سي إن إن
, قال سوسكيند: "مصادري واضحة في أن ما حدث متعمد تحديدا لتوصيل رسالة إلى
الجزيرة وبالفعل تم توصيل الرسالة" وأضاف سوسكيند "كان هناك غضب عارم
تجاه الجزيرة في هذه النقطة, حيث أعتبر المسئولون الأمريكيون الجزيرة هي لسان حال
أسامة بن لادن زعيم القاعدة".
وقالت آن كوبر المدير التنفيذي للجنة حماية
الصحفيين "إن صح ذلك, فإن مثل هذه الاستهدافات ستحمل تهديد خطير يحول دون تمكن
كافة الصحفيين من تغطية الصراع".
وكانت الضربة الجوية التي نفذت في نوفمبر 2001
بواسطة قنبلتين تزنان 500 بوند قد أدت إلى تدمير مكتب الجزيرة الذي تم تفريغه قبل
ذلك بساعات, وبعد ذلك أكد البنتاجون – دون تقديم تفاصيل إضافية – على أن المكتب
كان "مقرا معروفا للقاعدة" وأن الجيش الأمريكي لم يعرف أن الجزيرة
استغلت هذه المساحة.
وقد ذكر المسئولون الأمريكيون القليل حول اعتداءات
كابول منذ تصريحهم الأول, فقد أكد رئيس الأركان المشتركة الجنرال ريتشارد مايرس في
خطابه المؤرخ فبراير 2002 و الموجه إلى لجنة حماية الصحفيين أن الجيش كان يظن أن
البناية هي مقر للقاعدة , دون أن يقدم أدلة أو تفاصيل أخرى.
وتعد هجمات كابول هي أولى حالتين هامتين ضربت
فيها مكاتب الجزيرة في الشرق الأوسط بنيران أمريكية, ففي 8 أبريل 2003 انفجر صاروخ
ارض/جو خارج الفيلا المكونة من طابقين التي تضم مكتب الجزيرة في بغداد مما أدى إلى
مقتل المراسل طارق أيوب الذي كان متواجدا على السطح ليضبط كاميرا مثبتة من قبل في
أثناء وقوع قتال عنيف في المنطقة, وادعى الجيش الأمريكي مقتل أيوب في تبادل لإطلاق
النار عندما كانت ترد القوات الأمريكية على النيران المعادية القادمة من جهة
المبني, في حين أنكرت الجزيرة ذلك, و ذكرت الجزيرة أنها زودت البنتاجون بنسق
المكتب قبل الحرب, ولم يستجيب المسئولون الأمريكيون لمطالب لجنة حماية الصحفيين
بالتحقيق في و شرح أسباب الهجمة.
وأضافت كوبر "إن امتناع البنتاجون المتكرر
عن المحاسبة علنا على أفعاله في مثل هذه التفجيرات يؤيد بشكل مفهوم الشكوك في
كونها هجمات متعمدة , بما يعد انتهاكا للقانون الإنساني الدولي" و أضافت كوبر
"لابد و أن ذلك يثير مخاوف الصحفيين في كل مكان, و حان الوقت لأن تقوم
الولايات المتحدة بشرح الظروف وراء الحادثتين".
كما اكتسبت الاتهامات الموجهة إلى الولايات
المتحدة بتعمد استهداف الجزيرة شيوعا العام الماضي عندما ذكرت صحيفة "مرآة
لندن" "London Mirror" و مقرها لندن أن الرئيس الأمريكي جورج بوش
قد لوح بفكرة تفجير مكاتب الجزيرة في اجتماع أجراه في ابريل 2004 مع رئيس الوزراء
البريطاني توني بلير, و ذكرت أن بلير نصحه بعكس ذلك موضحا أن مثل هذا التصرف سيصعد
ثورة عالمية.
ولم توافق مصادر الصحيفة الغير معرفين الهوية
على طبيعة الاقتراح الذي ادعاه بوش, وقال احد المصادر ملحوظة على أن ذلك كان
"هزلا و ليس كلام جدي" بينما زعم أخر أن الرئيس "كان جادا
تماما", في حين نقلت "واشنطن بوست" تصريحات كبار الدبلوماسيين
الأمريكيين بأن التقرير "يبدو و كأنه احد سطور الرئيس التي قصد بها
المزاح" ولم يذكر البيت الأبيض أكثر من كونه "غير مهتم بتعظيم أمر غريب
جدا و غير مصدق بأن يقوم بالرد عليه"