ذكرت منظمة كُتّاب بلا حدود في بيان لها أنها
تراقب ببالغ الأسى ما تقوم به بعض الأقلام الصحفية الإسلامية والعربية بقصدٍ أو
بدون قصد من إعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية على صفحات عدد من الجرائد العربية في
الحين الذي تتوسط هذه المؤسسات الإعلامية المجتمعات العربية والإسلامية الثائرة
على انتهاك قدسية الأديان.. وأهابت المنظمة من جميع منتسبي العمل الإعلامي من
كُتّاب وصحفيين ومؤسسات إعلامية بالالتزام بروح المسئولية تجاه مشاعر الإنسان
واحترام حقوقه المكفولة له شرعاً وقانوناً، فإنها تسعى بهذا البيان إلى أن يرتقي
الإعلامي بأدائه بعيداً عن الوقوع في المهاترات اللاأخلاقية، وأن تكف الأقلام عن
إعادة ما كان سبباً في هذا الاحتقان الإسلامي الموجود اليوم، وعدم صب الزيت على
النار، وتذكر كل ملتزم بالحقيقة والعمل المسؤول بما جاء في ميثاق شرف المجلس
العالمي للفيدرالية الدولية للصحفيين، ما نصه:
– على الصحفي التنبه للمخاطر التي قد تنجم عن
التمييز والتفرقة اللذين قد يدعو إليهما الإعلام، وسيبذل كل ما بوسعه لتجنب القيام
بتسهيل مثل هذه الدعوات التي قد تكون مبنية على أساس عنصري أو الجنس أو اللغة أو
الدين أو المعتقدات السياسية وغيرها من المعتقدات أو الجنسية أو الأصل الاجتماعي.
– سيقوم الصحفي باعتبار ما سيأتي على ذكره على
أنه تجاوز مهني خطير: الانتحال، التفسير بنية السوء، الافتراء، الطعن، القذف، الاتهام
على غير أساس، قبول الرشوة سواء من أجل النشر أو لإخفاء المعلومات. – على
الصحافيين الجديرين بصفتهم هذه أن يؤمنوا أن من واجبهم المراعاة الأمينة للمبادئ
التي تم ذكرها. ومن خلال الإطار العام للقانون في كل دولة .
– سيقوم الصحافي ببذل أقصى طاقته لتصحيح وتعديل
معلومات نشرت ووجد بأنها غير دقيقة على نحو مسيء. ولا شك أن ما نشرته صحيفة (Jyllands-Posten) الدنماركية والذي أدانته منظمة كُتّاب بلا حدود في بيان سابقٍ
لها يعد أمرٌ مسيء لأكثر من مائتي ألف من مواطني الدنمارك، ومسيء لأكثر من مليار
وثلاثمائة مليون شخص، ومعهم غيرهم من المنصفين من أصحاب الملل الأخرى، ممن يعظمون
رسول الله محمد وجميع الرسل. كما ونذكِّر في هذا البيان بالقرار الذي تبنته لجنة
حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، ( بتاريخ 3/3/1426 هـ – الموافق12/4/2005 م )
الداعي إلى محاربة تشويه الأديان، لاسيما الإسلام، الذي زادت وتيرة تشويهه في
الأعوام الأخيرة وللأسف الشديد.
وأشارت المنظمة إلى أن إعلان مبادئ القانون
الدولي الصادر من الجمعية العامة للأمم المتحدة بالقرار رقم 2625 (1970) نص على:
إنه "ينبغي على الدول أن تتعاون فيما بينها لتعزيز الاحترام الدولي ومراعاة
حقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع ولإزالة التعصب الديني". وواضح أن
الاعتداءات على الأنبياء الذين يمثلون رموز الأديان أمر لا يعين على إزالة التعصب
الديني، بل يزيده.
وقد تبع هذا القرار إعلان الجمعية العامة للأمم
المتحدة الخاص بإزاحة جميع أشكال عنصرية الأديان والمعتقدات بموجب القرار رقم
36/55 (1981)، والذي يقضي في المادة الثالثة على أن "إهانة واحتقار الأديان
يُعدّ خرقاً لميثاق الأمم المتحدة"؛ إذ هو يُعدّ "عائقاً لتحقيق
العلاقات الأخوية السلمية بين الدول الأعضاء".