افتتح في
عمان الثلاثاء 19/12/2006 لقاء مساندة الصحفيين العراقيين الذي يعقده الاتحاد
الدولي للصحفيين ، بالتعاون مع الاتحاد العربي للصحفيين وبدعم من نقابة الصحفيين
الاردنيين والذي استمرت اعماله حتى مساء الخميس الماضي .
وعبر
ايدين وايت امين عام اتحاد الصحفيين الدوليين في كلمة ترحيبية عن أسفه لعدم قدرة
الاتحاد على عقد مثل هذا اللقاء في مدن العراق بسبب الاوضاع الامنية السائدة هناك.
وأشار
وايت الى ان جهود الاتحاد في دعم الصحفيين العراقيين أسهمت في رفع نسبة الوعي
بضرورة العمل على تأمين حماية اكبر للصحفيين العاملين في العراق.
من جانبه
قال الاستاذ سيف الشريف الامين العام المساعد لاتحاد الصحفيين العرب في كلمته
الترحيبية ان الصحفيين العراقيين مطالبون بالاستمرار في تحمل أمانة المسؤولية وشرف
الانتماء للمهنة ليبقى العراق موحدا وعزيزا وثابتا وركنا اساسيا من أركان البيت
العربي الكبير.
وأشار الى
ان عمل الصحفيين العراقيين في مثل الظروف القائمة في العراق الان يعتبر مساهمة
فعالة في استقرار العراق وازدهار قيمه ومبادئه.
وأضاف
الشريف مخاطبا الصحفيين العراقيين"هذا بلدكم العظيم يقف امام امتحان صعب
اختلطت فيه كافة الاوراق ولا يمكن ان يخرج من محنته الا بصمود الشرفاء الصادقين ،
وفي مقدمتهم الصحفيون والمفكرون والكتاب".
وأوضح
الشريف ان العوامل التي يراهن البعض على انها عوامل ضعف وفرقة هي في حقيقة الامر
عوامل قوة ، حيث يشكل العراقيون بمختلف مللهم وأعراقهم وطوائفهم لوحة فسيفسائية
غاية في الروعة والصمود عاشت لقرون في أمن وأمان ودافعت عن العراق الموحد أمام كل
المستعمرين والطغاة.
نقيب
الصحفيين الاردنيين الاستاذ طارق المومني أشار في كلمته الترحيبية الى الظروف التي
يمر بها العراق الشقيق وانعكاساتها على الصحفيين هناك ، مشددا على ان قيام العراق
من كبوته سيكون عنصر قوة ونماء للامة العربية بأكملها.
وأعرب
المومني عن استعداد النقابة لتقديم كافة أشكال الدعم للزملاء العراقيين حتى
يتمكنوا من القيام بواجبهم بحرية وأمان.
وفي بداية
أعمال اللقاء قدم الاستاذ مؤيد اللامي امين عام نقابة الصحفيين العراقيين شرحا
للأوضاع التي يعيشها الصحفيون العراقيون ، حيث قال ان العاصمة العراقية اصبحت
كغابة الموت الذي يلاحق الجميع دون استثناء ، ويبرز في هذه الظروف الاعلامي
والصحفي كأحد اهم الحلقات المستهدفة.
وأضاف
اللامي بأن الغريب في هذا السياق بأن الجهات التي تستهدف الاعلاميين بعضها معروف
وبعضها محض أشباح الا ان الاعلام العراقي ظل رغم ذلك حرا ومؤثرا في الساحة
العراقية لا على مستوى المشاهدين فقط ، بل على مستوى المتلقي الرسمي وقوات
الاحتلال.
وأشار
اللامي الى ان مسؤولية الاعلامي العراقي تضاعفت على مستوى نقل الخبر بعد مغادرة
معظم الاعلاميين العرب والاجانب ، حيث اضحى الصحفيون العراقيون وحدهم في الساحة
ليقوموا بالتغطية الكامله للأحداث.
من جانبه
قال الاستاذ فرهاد عوني نقيب الصحفيين الكردستانيين ان الاعلام العراقي تحرر بعد
سقوط النظام السابق وأصبح خارج السيطرة السياسية الا ان الفوضى التي شهدتها الساحة
الاعلامية العراقية خلطت الحابل بالنابل وأثارت مواضيع وحساسيات مختلفة اثرت في
اتجاهات الشارع وانعكست سلبا على الاعلاميين ، وخاصة بعد ان حصر السياسيون وبعض
رجال الدين العمل الاعلامي بمناصريهم وفق مصالح فئوية ودينيه ضيقة.
وأشار
عوني الى ان الوضع في كردستان العراق مختلف عن نظيره في باقي المناطق العراقية
وذلك في ظل ما يعيشه الاقليم من أوضاع امنية وسياسية مستقرة.
الورشة
التي بدأت اعمالها امس تتضمن عددا من المحاور حيث قدم الاستاذ سيف الشريف بصفته
عضوا في مجلس ادارة معهد السلامة الاخبارية الدولي"انسي" تقريرا من
الاتحاد الدولي للصحفيين عن حملة 15 حزيران "يوم التضامن مع الصحفيين
العراقيين" وعن صندوق الحماية التابع للاتحاد.
كما قدم
الشريف ملخصا للتقرير العربي الاول حول الحريات الصحفية في الوطن العربي الصادر عن
اتحاد الصحفيين العرب في عام 2005 والذي سجل في تسعين صفحه التجاوزات على حرية
الاعلام في مختلف الدول العربية وفق مؤشرات الحرية الصحفية التي وضعها الاتحاد .
كما تضمن
أعمال اليوم الاول من اللقاء أوراق عمل حول البيئة القانونية للعلاقة بين الاعلام
والحكومة قدمها رئيس لجنة الثقافة والاعلام في البرلمان العراقي مفيد الجزائري
ووجيه عيسى ممثل هيئة الاعلام العراقية وروهان جاياسيكرا المحرر في منظمة مؤشر على
الرقابة وفؤاد غازي ممثلا للاعلام المستقل.
وفي
الورقه الثانية وتحت عنوان "الاستراتيجيات الاعلامية للترويج للسلام
والمصالحة والتسامح عبر الصحافه العراقية" تحدث كل من ايدين وايت امين عام
الاتحاد الدولي للصحفيين ومؤيد اللامي امين عام نقابة الصحفيين العراقيين وشيركو
حبيب مسؤول العلاقات الخارجية في نقابة الصحفيين الكردستانيين ومحمد جليد مدير
مكتب اليونسكو في العراق.
يشار الى
ان اللقاء سيختتم أعماله مساء اليوم في جلستين تتحدث الاولى عن الترويج للمساواة
بين الرجل والمرأة في الاعلام يشارك فيها ايدين وايت وسناء خليل ، فيما يتحدث
اوليفر موني مدير المشاريع في الاتحاد الدولي للصحفيين ورالف اربيل منسق برنامج
العراق في الاتحاد الدولي لنقابات العمال عن الحقوق النقابية للاعلاميين.
أما
الجلسة الثانية فتتضمن متابعة لبرنامج عمل ميثاق بيروت وميثاق العمل الصحفي
للصحفيين العراقيين من خلال جلسة مفتوحة لتلخيص النتائج.
ويختتم
اللقاء أعماله في بحث خطوات العمل المشتركة بين مختلف الاطراف لدعم الصحفيين
العراقيين وتقديم اولويات الاتحاد الدولي للصحفيين لدعم الصحفيين في العراق خلال
العام المقبل.