دافع مجمع البحوث الإسلامية (أعلى سلطة في الأزهر) عن رئيسه، شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي، في مواجهة الانتقادات التي تعرض لها على خلفية ما جاء في كلمته أثناء الاحتفال بليلة القدر، حول جلد مروجي الشائعات.
وكانت هذه الكلمة قد أثارت جدلا إعلامياً، واعتبرها الصحفيون المتهمون بترويج شائعات حول صحة الرئيس حسني مبارك، وتجري محاكمتهم حالياً بذات التهمة "فتوى" لجلدهم.
وأوضح المجمع ، بحسب جريدة " الشرق الأوسط" في بيان له " أن كلمة شيخ الأزهر.. كلمة دينية خالصة لا صلة لها بالسياسة، وليس فيها أي إشارة أو تعريض بأحد، وإنما هي كلمة فيها تذكير بجميع الحاكمين، والمحكومين بحكم الله عز وجل في عقوبة جريمة القذف.. وفيها تحذير من الوقوع في تلك الجريمة التي توعد الله تعالى مرتكبيها بأشد ألوان العذاب".
وأعرب البيان ـ الذي صدر في ختام اجتماع مجمع البحوث الإسلامية الليلة قبل الماضية برئاسة طنطاوي، عن تأييد المجمع لكل ما جاء في الكلمة، وعبر عن ثقته التامة في شيخ الأزهر، مشيرا إلى أن "الكلمة كانت دينية خالصة تحقق الحق وتبطل الباطل وقد قوبلت بالقبول الحسن".
وقال البيان " إن مجمع البحوث يرجو أن يعلم الجميع أن شريعة الإسلام وإن كانت عقوباتها رادعة بالنسبة لمن يصرون على جرائمهم .. إلا أن هذه العقوبات الرادعة تدرأ بالشبهات ولا تنفذ إلا بعد ثبوت الجريمة ثبوتا تاما على مرتكبها .. وللقاضي أن يقرر عقوبة تعزيزية أخرى متى اقتنع أن هناك شبهة تمنع إقامة الحد".
يذكر أن البيان الرسمي الذي صدر أمس عن الدكتور محمد سيد طنطاوي وباسم جميع أعضاء المجمع خلا من تحديد العقوبة الحسبة لحد القذف وهي «الجلد ثمانين جلدة» للصحفيين ومثيري الشائعات واكتفي فقط بذكر الثلاث عقوبات لمن يقذفون غيرهم بالتهم الباطلة وهي: حسية، ومعنوية ودينية.
واحتوي بيان طنطاوي ،بحسب جريدة المصرى اليوم، الذي قام بصياغته بصفة شخصية نيابة عن أعضاء المجمع علي نحو 10 عناصر توضيحية حول كلمته التي ألقاها في الاحتفال بليلة القدر يوم 8 أكتوبر الجاري، وأكد في البيان أن الشريعة الإسلامية تسوي بين الجميع في عقوبة جريمة القذف التي تعد عدوانا أثيما علي الأبرياء الأطهار من الرجال والنساء.
وقد عاقب الله تعالي أولئك الذين يقذفون غيرهم من الأبرياء بالتهم الباطلة بثلاث عقوبات: أولاها حسية، والثانية معنوية، والثالثة دينية.
واعترف طنطاوي في بيانه بأنه يستبعد أن يستجاب الدعاء من أناس متكبرين يقذفون غيرهم بأقبح ألوان الرذائل وبأشنع التهم الباطلة ثم بعد ذلك لا يريدون أن تطبق عليهم الأحكام التي تطبق علي غيرهم.
وجاء في بيان طنطاوي أن هذه هي العناصر الكلية لكلمة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وهي كلمة دينية خالصة لا صلة لها بالسياسة وليس فيها أي إشارة أو تعريض بأحد وإنما هي كلمة فيها تذكير الجميع الحاكمين والمحكومين بحكم الله عز وجل في عقوبة جريمة القذف، وفيها تحذير من الوقوع في تلك الجريمة التي توعد الله- تعالي- مرتكبها بأشد ألوان العذاب فقال تعالي «والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا» الأحزاب 58
واستطرد البيان الذي صاغه طنطاوي بنفسه عن مجمع البحوث الإسلامية يؤيد كل ما جاء في هذه الكلمة ويعبر عن ثقته التامة في فضيلة الإمام الأكبر.