الجلسة التي عقدت تحت عنوان ”دور الإعلام في احداث التغيير الايجابي” والتي وقف
خلالها المشاركون على ابرز التحديات التي تواجه الإعلام خصوصا في الوطن
العربي.
وما بين ناقد للواقع الإعلامي العربي ومدافع عنه، طرح المشاركون رؤيتهم
حول المشهد الإعلامي الحالي وما رافقه من تطورات تكنولوجية، مع إجماعهم على أهمية
الدور المطلوب منه، باعتبار أن نقل ”المعلومة”” و”الصورة” بموضوعية ومهنية
وحيادية له تأثير في قيادة الرأي العام.
وكشفت المناقشات وما تخللها من مداخلات
للحضور، عن جملة تحديات تواجه الإعلام للقيام بواجبه، وأبرزها الاستقلالية بجوانبها
المختلفة وتدخل الحكومات والبعد الربحي، خصوصا في ظل ظهور المدونات
الالكترونية.
ووجد المشاركون في الجلسة التي ترأسها الزميل أيمن الصفدي وشارك
فيها صحافيون عرب وأجانب منهم الكاتب الصحافي جهاد الخازن من الحياة ونيكولاس
كريستوف من النيويورك تايمز وناعوم بارنيه من يدعوت احرنوت وجاري روزنيلات من صحيفة
جويش ويكلي الأمريكية، في المقارنة بين الإعلامي في الوطن العربي ونظيره الغربي،
نهجا لعملية تشخيص الواقع الإعلامي بشكل عام.
اجمع المشاركون في الجلسة على أن
هناك إهمالا لبعض القضايا الملحة التي تعني البشرية مثل الفقر والجوع والبيئة على
حساب الأحداث السياسية والأمنية.
وأكدوا في حوار تفاعلي أداره الصفدي وشارك به
على أن للإعلام قوة في إحداث التغيير، لكنها توجه أحيانا في اتجاهات
سلبية.
وأشاروا إلى أن مصداقية الإعلام تتفاوت من مدرسة إعلامية الى أخرى لكنها
تتأثر كثيرا في الدولة التي تعمل فيها المؤسسة الإعلامية فيما اذا كانت غير
ديمقراطية او تشهد غيابا لدور القانون او تعاني من تفشي الفساد.
وطالب عدد من
الحضور خلال مداخلاتهم إعادة توجيه الإعلام للاهتمام في القضايا التي تمس حياة
الشعوب بشكل مباشر وتعزيز الدور التنموي للإعلام.
ونوهوا إلى المشكلات التي
تعانيها المؤسسات الإعلامية من الناحية المالية وتأثير رأس المال خصوصا السياسي على
توجهات كل مؤسسة وعلى المحتوى الذي تقدمه لجمهور المشاهدين أو المستمعين أو
القراء.
وقال الصفدي أن للإعلام قوة آخذة في النمو وله تأثير كبير في العالم لكن
بعض الناس ينظرون إلى التأثير بايجابية وآخرين بسلبية.
وبين التطور الذي شهده
الإعلام العربي من حيث عدد المحطات الفضائية التي نمت من 12 محطة في العام 1996 إلى
حوالي 300 محطة في العام الحالي وزادت نسبة استخدام الانترنت إلى حوالي 15 بالمائة
من إجمالي السكان في المنطقة ما يفتح أفاقا جديدة للإعلام خصوصا مع ظاهرة المدونات
و/اليوتيوب/ما يزيد من التفاعل مع الإعلام ويرفع مستوى تأثيره.
وقال في مداخلة
على تعليق من ناعوم بارنيه حول ارتباط الإعلام العربي وخاصة الفلسطيني وقناة
الجزيرة في حالات الصراع بشكل مباشر والذي شدد فيه على ضرورة أن تكون مسؤوليات
الإعلام متوازنة، قال الصفدي أن قناة الجزيرة تتناول الإحداث بموضوعية بغض النظر
إذا كانت أحداث عنف أو سقوط طائرة، مؤكدا :” هي تقوم بواجبها تجاه أي
حدث”.
وقال نيكولاس أن قوة الإعلام في إحداث التغيير ـ وهو يتحدث عن الإعلام
الغربي ـ تتركز في تغيير أجندات المؤسسات لكن قوة الإعلام في إحداث تغيير جوهري
قليلة كونه يتناول القضايا والحوادث اليومية بعيدا عن القضايا الرئيسة التي تعني
البشرية مثل الجوع والمعاناة.
وأكد أن توجهات الإعلام الغربي تكاد تكون محلية
بالتعاطي مع قضايا مجتمعاتها مع التطرق بدرجة قليلة إلى قضايا العالم الأخر.
من
جانبه، قال بارنيه أن ادوار الإعلام تختلف باختلاف النظام والبيئة التي تعمل في ظله
فإذا كانت الدولة ذات توجهات ديمقراطية فان ذلك ينعكس على محتوى الرسائل الإعلامية،
بالمقابل فان الإعلام في ظل الدول التي يوجد بها صراع أو تحت الاحتلال يكون جزءا من
هذا الصراع، مستشهدا بالإعلام الفلسطيني كحالة تعبر عن هذا الواقع.
الخازن بدوره
أكد عدم وجود استقلالية مالية للصحف العربية بسبب ضعف الإيرادات المالية، مشيرا
لذلك بمقارنة الإيرادات للصحف العربية مع إيرادات الصحف الأمريكية. لكنه انتقد
الإعلام الغربي كونه غير متوازن في طروحاته تجاه قضايا المنطقة خصوصا الوضع في
العراق.
وقال الخازن ”الصحافة تعاني من ضعف المصداقية”، مؤكدا: ”هناك صحافيون
صادقون، لكن نحن نكتب ما يريد القارئ ومصداقية الإعلام العربي ليست بمستوى مصداقية
الإعلام الغربي خاصة مع غياب الديمقراطية ودور القانون”.
ودافعت الزميلة راغدة
ضرغام من صحفية الحياة عن مصداقية الإعلام العربي وقالت في مداخلة ردا على الزميل
الخازن: أنا أخالفكم الرأي لان مصداقية الإعلام العربي عالية وأكثر من الإعلام
الغربي وبالذات الأمريكي الذي لعب دورا في تضليل الرأي العام حول مبررات الحرب ف
بالعراق.