ناقش مشاركون في ندوة "الاعلام الاردني واقعا ومستقبلا" المشهد الصحافي والاعلامي والغاء وزارة الاعلام ودعوة البعض لعودتها ومعوقات العمل الاعلامي والصحافي وكيفية النهوض به.
وأكدوا في الندوة التي نظمها المركز الثقافي الملكي بالتعاون مع جمعية المذيعين الاردنيين اهمية ايجاد اعلام وطني قادر على مواكبة المستجدات ومخاطبة مختلف الاتجاهات مبينين ان الاهم من اعادة وزارة الاعلام هو الدور المطلوب من الاعلام وآلية عمله.
وعرض وزير الاعلام الاسبق نصوح المجالي المشهد الاعلامي الاردني وما طرأ عليه العام 1989 من المتغيرات وتطور المناخ الاعلامي على ضوء العودة الى الديمقراطية.
ولفت الى ان الصحف اليومية في خضم هذه المتغيرات حافظت على دورها الاعلامي مبينا انه رغم تعدد محطات الاذاعة الخاصة في المملكة الا انها في الغالب لا تقدم مواد اخبارية او حوارات لخدمة قضايا المجتمع داعيا الى وجود محطات اذاعية تحمل هوية اعلامية متخصصة.
كما بين ان الصحافة الالكترونية التي ما تزال في بدايتها في الاردن تعمل على تقديم مستويات متعددة ومختلفة من الاراء مثلما تساهم في التثقيف العام رغم ما وصفها بـ"بعض الشوائب" مؤكدا اهمية وجودها واستمرارها.
ودعا الى ان يكون للاعلام الرسمي رؤية اعلامية واضحة من حيث المرجعية التي تحدد الثوابت وليست ذات الصلاحيات المشتتة لان الاعلام الرسمي هو الناقل الاهم في نشر خطاب الدولة.
واشار رئيس تحرير صحيفة الدستور نائب رئيس مجلس ادارة وكالة الانباء الاردنية الدكتور نبيل الشريف الى رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني نحو حرية صحافية سقفها السماء في حين مايزال بعض المسؤولين والاعلاميين يمارسون ادوارا تحد من الحريات الصحافية.
وقال انه رغم الغاء وزارة الاعلام فإن دورها الذي ورثته عنها مؤسسات اعلامية رسمية عديدة بقي مستمرا مشيرا الى "ان الاخطاء في السياسة الاعلامية غالبا ما تكون في التنفيذ وبلورة الفكرة الى واقع وليست في المبدأ".
وشدد على ان وزارة الاعلام هي شكل من اشكال مخلفات الماضي ويجب عدم العودة اليها وان اعادتها قد يفهم انه تراجع في الحريات الصحافية وان كل ما يبحث حول استراتيجية ومرجعية اعلامية هو بحث في آليات تعمل على تقييد وتضييق حريات العمل الصحافي والاعلامي.
وطالب بتعزيز دور مجالس الادارات في الهيئات الاعلامية الرسمية مبينا ان الاعلام يحصل على مصداقية تعمل على تعزيز الحوار الوطني من خلال الابتعاد عن الهيمنة الحكومية المباشرة حتى لا يكون الخطاب الاعلامي احادي الجانب.
ولفت الى ان لدى الناس الرغبة في التعبير عن رأيهم حيث يبدو ذلك جليا من خلال متابعة المواقع الالكترونية مؤكدا ان حل مشاكل "الحريات" يتم بتحقيق المزيد من الحرية المسؤولة.
وحول واقع الصحافة اليومية أكد الدكتور الشريف انها تطورت تطورا كبيرا في المجال التقني.
وقال رئيس مجلس ادارة مؤسسة الاذاعة والتلفزيون الدكتور صبري ربيحات ان المشهد العالمي منذ 2001 تغير حيث اصبحت الاولوية الامنية حاضرة دائما متسائلا عن وجود اتفاق واجماع اردني حول نوعية الاعلام الاردني المطلوب وتعدد وجهات النظر في هذا الشأن واختلافها.
وأكد انه لا يمكن تجاهل موقع الاردن ودوره في المنطقة وكيفية تعاطيه مع بعض الطروحات التي يدلي بها صانعو السياسة الدولية موضحا وجود تحديات كثيرة وكبيرة يجب اللجوء الى تشخيصها قبل اصدار الاحكام.
وقال رئيس جمعية المذيعين الاردنيين عدنان الزعبي ان الغاء وزارة الاعلام ساهم بتعدد المرجعيات واضاف اعباء مالية جديدة على الميزانية مشيرا الى ان الهدف من الالغاء كان بغية الارتقاء بمستوى الاعلام.
وعرض لبعض المقالات التي كتبها صحافيون واعلاميون واكاديميون وناقشت مسألة الاعلام الاردني واعادة احياء وزارة الاعلام او الابقاء على الغائها مبينا ان معظم هذه المقالات ركزت على نقطة مشتركة وهي الابقاء على قرار الغاء الوزارة.
ولفت الى ان بعض وسائل الاعلام الخاصة التي رخصتها هيئة المرئي والمسموع لا تؤدي الحد الادني من الدور المطلوب منها في هذا المجال وان معظمها معروض للبيع بسبب الاخفاقات التي واجهتها وافتقارها لمقومات تضمن لها الاستمرار.
وقال إن جمعية المذيعين ترى انه من اهم مشاكل الاعلام عدم نشوء مجالس ونقص الموارد المالية وتسرب الكفاءات وانعدام مراكز التدريب الكفؤة وغياب الاستراتيجية الواضحة التي ترافقها آلية عمل قابلة للتطبيق.
وكان مدير عام المركز الثقافي الملكي عبدالله ابو رمان الذي أدار الندوة اشار الى ان الهدف من عقد الندوة هو تكريس الشراكة بين المركز والجمعية والجهات التي تعنى بالحوار الاعلامي وتعزيز ثقافة الحوار استجابة لدعوة ورؤية جلالة الملك عبدالله الثاني للمعنيين بالصحافة والاعلام لاتخاذ الخطوات اللازمة لتعزيز هذه الثقافة والنهوض بقطاع الصحافة والاعلام.