أعادت
رئاسة الجمهورية بقصر عابدين المذكرة التى تقدم بها صحفيو "آفاق عربية"
– حزبية متوقفه حاليا- الى المجلس الأعلى للصحافة ثانية للبحث فيها رغم إحتوائها
على شكوى فى حق المجلس ذاته تشير الى تجاهلة للأزمة التى دخلت شهرها التاسع على
التوالى وعدم القدرة على اتخاذ موقف حاسم تجاهها الإجراء الذى يعد رجوعا بالأزمة
الى نقطة الصفر بعد ثبوت عدم جدوى العديد من الخطوات التصعيدية التى واصلها
الصحفيون على مدار الأشهر المنقضية .
وفى حديث للمنظمة
العربية لحرية الصحافة قال عبد الله الطحاوى الصحفى بجريدة أفاق عربية "
سنعقد ندوة غدا الأحد 26 من نوفمبر 2006م فى مقر نقابة الصحفيين للوقوف على ما
انتهت اليه الأوضاع والنظر فيما يمكن ان يتخذ من خطوات جديدة فى اطار تفعيل مزيد
من الضغوط ".
فيما قال الصحفى
أحمد ابراهيم الذى تقدم بالمذكرة إلى رئاسة الجمهورية فى حديث للمنظمة "لقد
أعادت رئاسة الجمهورية القضية الى المجلس الأعلى للصحافة وبالتالى نعود ثانية الى
من يتجاهلون الأزمة ولا يعنيهم ما وصلنا اليه من تردى على المستويين المادى
والمعنوى والمتسبب فيهما السيد صفوت الشريف رئيس المجلس الأعلى للصحافة والدكتور
عصام فرج أمينه العام نظرا لقطعهم العديد من الوعود لحل الأزمة عبر الكثير من
اللقاءات مع الصحفيين إلا أنهم تراجعوا عن الوفاء بتلك الوعود".
وأضاف
ابراهيم " لقد حاولنا بكل الطرق الضغط على المجلس الأعلى للصحافة ونقابة
الصحفيين التى تغض هى الأخرى الطرف عن القضية فبدأنا بالمظاهرات السلمية على سلالم
النقابة وأمام المجلس الأعلى للصحافة إلى نشر حبل الغسيل على مدخل مقر النقابة ثم
إقامة سوق للخضار فى نفس المكان إلا أن كل تلك المحاولات للضغط لم تثمر عن نتيجة
إيجابيه "
"
آفاق عربية " رغم أنها تصدر عن حزب الأحرار إلا أنها كانت تعد بمثابة أحد أهم
النوافذ الإعلامية لجماعة الإخوان المسلمين الأمر الذى أشار إلى عدد غير قليل من
الصحفيين فى حديث الى المنظمة معتبرين أن القرار بإعادة إصدار الصحفية يبدو
سياسياً و أكبر من طبيعة المواقف المعلنة بين قطبى الأزمة رئيس التحرير محمود عطية
الذى يحمل رخصة إصدار الجريدة وبين صحفييها .
من ناحية
أخرى إتفق الطحاوى وابراهيم حول غياب أى دور للنقابة فى التعامل مع الأزمة وقال
أحمد ابراهيم " النقابة يسيطر على مجلسها الإنتماءات السياسية والإيدلوجية
ويعلو فيها الصوت الناصرى الذى لا يتوافق ونظيره الإخوانى"-حسب قوله- مضيفا
"وبالتالى تاهت القضية وسط تلك الأجواء الصراعية التى تسيطر على النقابة ،
ولم تصرف النقابة لنا سوى شهر واحد بعده قال لنا السكرتير العام للنقابة يحيى قلا
ش " إنه لا يمكن أن تتحمل النقابة تلك الأجور ولو فتحت الباب فى هذا الملف
فسوف يطالبها عدد كبير من الصحفيين لا يتقاضون أجوراً إما لإغلاق صحفهم او تعطيلها
مثل صحفيي جريدة "الجيل" -حزبيه مغلقه حاليا-" .
وأشار
إبراهيم إلى أن هناك تضيقاً شديداً على صحفييى الإخوان فى التعامل مع المؤسسات
الصحفية الأخرى وقال " لم يعد هناك ملجأ سوى الصحافة الإلكترونية التى توجه
للعمل فيها بعض الزملاء والتى لا يمكن أن تكون بديلاً للصحافة الورقية فى الفترة
الحالية ، كما لجأ أخرون إلى صحيفة ( الأسرة العربية ) الأمر الذى جعل جهاز أمن
الدولة يستدعى مدير تحريرها بدر محمد بدر للتحقيق معه فى هذا الموضوع مما دفعه الى
التقدم بإستقالته من الجريدة " وأنهى ابراهيم حديثه للمنظمة بالقول "
يبدو أنه لم يعد أمامنا سوى الإستمرار فى نصب سوق الخضار على سلالم النقابة ،حيث
لا أمل فى إعادة إصدار الصحفية .
تجدر
الإشارة إلى أن أزمة آفاق عربية بدأت على خلفية عدم التوافق على السياسة التحريرية
والإدارية بين محمود عطية رئيس تحريرها وبين صحفييها من ناحية أخرى ، وفى هذا
الصدد كان عطية قد أدلى بحديث إلى المنظمة العربية لحرية الصحافة قال فيه "
إن الصحفيين أرادوا أن يحولوا الصحيفة من صحيفة حزبية إلى أخرى تابعة لجماعة
الإخوان المسلمين على الدوام وان يفعلوا بها ما يحلوا لهم دون الإتفاق على سياسات
محددة مع الإدارة القائمة على الجريدة ورئيس تحريرها الأمر الذى يجعلنى كما لو كنت
واجهة ديكورية فقط وهو الأمر الذى لا يمكن أن أرتضيه لنفسى ".