صولات
وجولات من الحوارات الصحفية الغاضبة أحياناً والمستفزة فى أحيان أخرى كانت سمة
الصحافة المصرية فى الأونة الأخيرة التى لاحقت تعديلات مواد العقوبات الخاصة
بالصحافة ، وإنقسمت الصحف المصرية إلى مؤيد بشدة للمشروعات والأطروحات السياسية
التى تمر بها الدولة فى الوقت الراهن فى مقابل صحف اخرى ابدت معارضتها الشديده
لتلك القضايا ، وإنتقل التعبير عن الرأى من مجرد تنفيد حجج الفريقين إلى حالة من
الصراع وصل إلى السب والقذف والإهانات بشكل صريح ، وجاء تقرير المجلس الأعلى
للصحافة الأخير ليفجر تلك الأزمة مشيراً إلى مدى الضعف الذى طال اللغة الصحيفة
المصرية من حيث الشكل والمضمون ، وقد وجه للتقرير العديد من النقد وكشفت فيما بعد
أكثر من جهة ان التقرير حذف منه الأنتهاكات والمخالفات الموجودة فى المؤسسات
الصحفية القومية أو جزء منها ، ودخلت نقابة الصحفيين إلى حلبة الصراع فى مواجهة مع
الصحف وصلت إلى حد التقليل من دورها بل ودعت أطراف إلى تأسيس كيانات مؤسسية بديلة
للنقابة بدعوى أن مجلس النقابة يتبع مساراً غير محايداً وتغلب على أعضائه
الإنتماءات الأيدلوجية .
وتطوعت
قيادات صحفية كبرى لرأب الخلاف الدائر والتوجيه وتقليل حدة الغصب والثورة المنتشرة
على صفحات الجرائد، وإلى حد ما إستطاعت تلك المواجهات الحكيمة تهدأة الأوضاع ، في
حين بادرت صحيفة الجمهورية – قومية – إلى عقد إجتماع لرؤساء التحرير للعمل على
تفعيل ميثاق الشرف الصحفى وإن تجاهل الإجتماع عدد من الصحف الخاصة والمعارضة .
ومن جانبه
أصدر إتحاد كتاب مصر برئاسة الكاتب المسرحى ورئيس تحرير صحفية الأهرام إبدو
المصرية – قومية – بيانا حول تلك القضية عبر فيه قلق الأدباء والكتاب أعضاء
الاتحاد ، لما وصل إليه حال الخطاب الصحفي من التدني لم تعهده مصر في صحافتها
العريقة ، كما توجه البيان لنقابة الصحفيين باعتبارها المرجع الأخير فيما يتعلق
بأخلاقيات المهنة ولمجلسها المنتخب، لمتابعة الأداء المهني لأعضائها بما يتفق مع
ميثاق الشرف الصحفي.
وقال
البيان تعليقاً على الحالة الصحفية المصرية السائدة فى الوقت الراهن والتى وصفها
بالمتدنية "إن الأدباء والكتاب أعضاء اتحاد كتاب مصريتابعون ببالغ القلق
وبكثير من الأسى المستوى الذي وصل إليه الخطاب الصحفي، والذي بلغ خلال العام
المنصرم حداً من التدني لم تعهده مصر في صحافتها العريقة، والتي حفل تاريخها
المجيد بجولات ومساجلات حول أكثر القضايا حساسية، كان فرسانها بعض أكبر الأسماء
الأدبية والسياسية مثل عبد الله النديم، وعمر مكرم، وسعد زغلول، ومكرم عبيد، وعباس
محمود العقاد، والدكتور طه حسين، وغيرهم، وقد أفادت إسهامات هؤلاء العمالقة في
ترسيخ أدب الحوار الذي ينطلق من أرضية الانتماء الوطني للجميع، وشكلت دعامات فكرية
لأجيال متعاقبة من القراء من خلال صحافة مجيدة كان لها الريادة في وطننا العربي،
وتخرجت منها أبرز الأقلام الصحفية التي أقامت صروحا صحفية في مختلف الدول العربية
الشقيقة" .
كما عول
إتحاد الكتاب على ضرورة النهوض بميثاق الشرف الصحفى رافضا الخروج عليه وقال فى
بيانه " إن الكتاب والأدباء أعضاء اتحاد كتاب مصر يسيئهم إهدار قيمة الكلمة
في الكثير من الصحف ويرفضون الخروج على مواثيق الشرف الصحفية في أي مطبوعة من
المطبوعات، وهي ظاهرة مؤسفة لم تعد حكرا على نوعية واحدة من الصحافة، بل أصبحت
تياراً يمس الصحافة المعارضة والقومية والمستقلة في آن، وخطورتها تتعدى الاعتبارات
المهنية لتصبح نقطة سوداء على الرداء الوطني ذاته ، إننا نهيب بجميع الأقلام
الصحفية أن تحول دون أن يتوقف التاريخ عند هذه الظاهرة فيعتبرها ظاهرة دالة على
المرحلة التاريخية التي نعيشها الآن، وذلك بالعودة إلى أصول الحوار الموضوعي الذي
يفيد المجتمع ويثري النقاش العام في فترة انتقال حاسمة نحن فيها أشد ما نكون حاجة
للنقاش الجاد الذي تقارع فيه الحجة بالحجة، وصولا إلى ما يفيد الناس" .
وطالب
إتحاد الكتاب فى ختام بيانه نقابة الصحفيين المصريين التى إعتبرها المرجع الأخير
فيما يتعلق بأخلاقيات المهنة بوضع ميثاق الشرف الصحفى ومتابعة تطبيقة على الأعضاء
من الصحفيين التابعين للنقابة