
بعد أن ركلت رجلا لاجئا إلى هنجاريا حاملا ابنه
بعد افتخارها بركلتها تعتذر: ” أنا كنت خائفة”
مغردون يردون على فعلتها ” انتِ هربتِ من الاتحاد السوفييتي ولجأتِ إلى هنجاريا”
ناشط حقوقي: المصورة انتهكت كل المواثيق والاتفاقيات الدولية في حماية اللاجئين
الأنباط – هنا الخطيب
تجردت امرأة من كامل انسانيتها حيت قررت في لحظة ان تركل لاجئا سوريا حاملا ابنه وهو يهرب من الشرطة الهنجارية ناجيا بحياته، ظنت انه بما ان الرجل عاش بالذل في بلده فلا يحق له بأن يتنفس الحرية في بلدها، كما انها اعتبرت نفسها بطلة لأنها تدافع عن بلدها من اللاجئين التي تظن بحسب ما قالته عبر حسابها الشخصي “تويتر” انهم قادمون ليهدموا عالمها وينشروا الرعب والارهاب بين الناس، هذا ما قالته في بادئ الامر.
لم يرحمها العالم رغم انه كان لديها معجبون كثر، الامر الذي دعاها الى انشاء صفحة خاصة لها على تويتر لانها كانت منقطعة تماما عن مواقع التواصل الاجتماعي، الا انها ارتأت بأن تفتخر بركلتها للسوري ولاقت ردا لاذعا من العالم، فكما ركلت السوري بقدمها صفعها الناس بكل مكان حتى قام بتصغير حجمها الى اللامعقول.
ماذا نعرف عن هذه المرأة المصورة ” بترا لاسزلو” ،انها عاطلة عن العمل بسبب طردها من المحطة التي تعمل بها N1TV جزاء لما قامت به في الميدان، وعبرت عن نفسها على صفحتها الخاصة ” انا جاهزة للعمل بأي وقت – فورا – للذي يريد ان اجمع له اكبر عدد من المشاهدات او اتصدر له العناوين الرئيسية فليتصل بي”.
رغم تفاخرها بما قامت به، صدها العالم بكل ما يحملوه في قلوبهم من انسانية ، الكثير شتمها وتحدث عنها بأنها لا تملك ذرة انسانية، كانت ترد عليهم وتقول ” عليكم ان تكونوا سعداء لانني اقوم بالحفاظ على بلدي، انتم تقولون بأن هؤلاء الاشخاص “اللاجئين” يحاولون النجاة بحياتهم، وانا اقول من اين لكم الدليل لابد انهم يريدون سرقة هنجاريا”.
وقال احد المغردين بأن هذا الرجل وابنه هربا من الطغيان الذي مارسته عصابة داعش عليهم حيث وجدوا بعد التحري بانه كان حبيسا لديهم وما لبث ان نجا بحياته ليبحث عن حياة جديدة، فردت عليه بترا وغردت ” هذه مجرد قصة صفراء لن تُصدق، وهو الدليل الاكبر انه وابنه يحاولان نشر الرعب في بلدنا”.
وكانت المرأة المنبوذة تحاول صنع مجدها على حسابها الخاص، فقامت بنشر صورتها الشهيرة وهي تركل اللاجئ وتقول ” كم احب اعمالي اليدوية، من يريد صناعة عناوين لافته الاتصال بي”، وتقول في ردها على شاب قام برسم صورتها وهي تركل الطفل الغريق على اطراف تركيا ” لماذا تقومون بالتلاعب بصورة الحدث مع اطفال اموات، وان كانوا فهؤلاء اللاجئون جميعهم سواء”.
وعبرت عن رأيها فيما كان العالم ما زال رحيما بغضبه عليها وقالت ” لماذا الجميع غاضب مما فعلت، وليسوا غاضبين من اللاجئين الذي عصفوا بهنجاريا وجاؤوا فارين من الحرب”، ووصفتهم بقطيع الاغنام في كلمتها “sheeple”، وانهت يومها الاول على تويتر بقولها ” اريد منكم التفكير بما فعلته لخدمة بلدي ومنع المتطفلين من الدخول اليها، والتفكير بما فعلته لخدمة الشرطة”.
وكانت قد أشارت كذلك الى ان اللاجئين السوريين ليسوا سوى مهاجرين قرروا استوطان بلدها دون سابق انذار، كما انها لاقت لفترة بسيطة جدا القليل من التصفيق لعملها الا انه لم يدم طويلا.
الخمايسة : المصورة أساءت لكافة الصحفيين والاعلاميين في العالم قال الصحفي والناشط الحقوقي نور الدين الخمايسة ان المصورة الهنجارية بترا لازسلو ارتكبت انتهاكات مركبة، فمن حيث الاسس والمعايير المهنية، انتهكت “بترا” مهنتها لانها تجاوزت على الدور المنوط بها وهو توثيق الحدث بالصوت والصورة، وانتقلت لاتخاذ موقف عدائي ضد اللاجئين، وبذلك اصبحت طرفا وتجاوزت استقلاليتها التي تمتعت بها كصحفية.
مضيفا ” كما انها قامت بانتهاك كل المواثيق الدولية الخاصة بحماية اللاجئين واستقبالهم وتوفير سبل الحماية والامن لهم، فضلا عن توفير الرعاية اللازمة لهم، سواء من حيث المأوى او المأكل او المبلس او من حيث الرعاية الصحية حتى بلوغهم الهدف او الامان في البلاد المتوجهين اليها”.
ونوه الخمايسة ان المصورة اساءت بفعلتها لجميع الصحفيين والاعلاميين العاملين في قطاع الاعلام في العالم اجمع، والتي من المفترض ان يكون دورها في نقل الاحداث مستقلا على الاقل وتتمتع بانسانيتها.
مشيرا الى انه لامر مسيء جدا للصحفيين عامة ولناشطي حقوق الانسان خاصة، وذلك بسبب ما قامت به من انتهاكات انسانية بحق الوالد السوري والاطفال الذين قامت بركلهم، حيث انه بركلتها سقط الوالد فوق طفله وهو مشهد مرعب في ظل تلك الظروف التي تدل على انتهاكات لحقوق الطفل.
اما تبرير فعلتها بأنها خشيت منظرهم وظنت بأنهم سوف يهاجمونها فهو تبرير ” لا محل له” كما افاد، وانه من المفترض ان تكون موجودة في المكان من مدة طويلة وتعلم ما الوضع الراهن للمنطقة، كما ان وقوفها بين صفوف اللاجئين وقوات الامن لتصرف خاطئ بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
مؤكدا بأن ابسط صحفي وصاحب اقل خبرة في مجاله يعلم بأن هذه المنطقة للوقوف فيها ” مكان خاطئ”، وان طردا من عملها ليس كافيا لتلقينها درسا لما فعلته. وما قامت به المؤسسة الصحفية هو طردها للحفاظ على سمعتها، ولابد من منظمات حقوق الانسان التحرك لمقاضاتها امام المحاكم المختصة بهذه الحالات، اما الطرد بحد ذاته فهو امر عائد للمؤسسة حيث اعتبر بأن “بترا” انتهكت قيم واخلاقيات المؤسس، معتبرا بأن الطرد بحد ذاته لن يرجع انتهاك حقوقهم وكرامتهم.
ويرى الخمايسة بأنه على الصحفيين ان يتطلعوا على المواثيق والاتفاقيات الدولية في حماية اللاجئين، وعملهم الرئيسي في تلك المناطق ابراز حقوق هذه الفئة من المجتمع وهو واجب الصحفي، مع العلم بأن هنجاريا ممن وقعوا على اتفاقيات حماية اللاجئين.
“بترا” تعتذر بعد الغضب لم تستطع “بترا” مواجهة كره العالم لها، فقررت تمثيل اعتذار بسيط لما فعلته، واعتقد بأنه وبحسب قرارات قانونية حتى لا تُحاسب من المنظمة الدولية لحقوق الانسان، قالت بأنها امرأة وام عاطلة عن العمل وانها مخطئة بالعمل الذي قامت به لانها كانت “خائفة”.
نعم، قالت بأنها خائفة من الهجوم العنيف الذي قام به اللاجئون السوريون ” الناجون بحياتهم” وانها كانت وسطهم وشعرت بالرعب لانهم كانوا يتجهون نحوها، وتضيف ” انا حقا اعتذر”.
وتبرر فعلتها ” انا لست امرأة راكلة للاطفال ومصورة قاسية القلب”، حيث انها اشارت بأن كل ما حدث هو عبارة عن “سوء تفاهم”، وما زالت تفتخر بركلتها ويبدو بأنها لم تندم للحظة عما فعلته.
ماذا قال العالم عن هذه المرأة لاقت “المصورة قاسية القلب” الكثير من الشتائم والكلام القاسي جراء ما فعلته، وان العالم ابدى غضبه رغم القلة المؤيدة الا انها سقطت نتيجة الكم الهائل من الكراهية، وقال بعضهم ” لماذا تعتذر الآن، هل تريد ان تتستر على فعلتها التي رأها العالم بأكمله”، و” هل تريدين اشخاصا اوروبيين صافي الدم وانت ذاتك كنت تحت رحمة الاتحاد السوفييتي وهربتي منه بأعجوبة؟”.
ووجهت دعاء كلاما لبترا “انا اؤمن بالقدر وستواجهين عذبا اكبر من الذي سببتيه للاجئ وابنه وعائلته، وسوف يؤلمك وسوف تعرفين لماذا”، و” اهنئك انتي الآن مكروهة من كل العالم، حظا موفقا بايجاد عمل جديد، اظن انك ستصبحين مشردة الان، حان الوقت لتشعري بالالم ذاته”.
وغرد حسام احمد نصر ” حين يسقط الصحفي انسانيته وميثاق عمله الصحفي وشرفه يلقى الصفع والطرد، تستحق ذلك بجدارة”، وقال NunoCMartins ” انتي لا تستحقين الهواء الذي يدخل عبر رئتيكي”، وتضيف “بل ترو” اتمنى ان تدفن هذه المرأة من الصحافة الى الابد”.
ام kotada105 فقال لبترا ” العار سيلاحقك للابد”، وبدر وجه عدة اسئلة لها ” تخيلي لو هذا والدك او هذا قدرك وقضيتك وهذه حياتك، ما شعورك عندما يقوم العالم بركلك؟”، اما handsomfushar أشار بأنها اقبح مخلوق في العالم ” ما قمت به ليس فقط عديم الاخلاق بل لا يغتفر فانت يا سيدة قبيحة من الداخل للخارج”، وغردت chaexxigzb ” طرد بترا من عملها ليس كفاية، عليهم ان يعتقلوها بتهمة الاعتداء والضرب، اوقفوا هذا العنف والطائفية والعنصرية”.
من هو الرجل وابنه بعد التقصى والتحري عن هوية الرجل الذي قامت بترا بركله، فهو هو أسامة عبد المحسن الغضب، مدرب كرة قدم سوري، وانه مدرب ومسؤول سابق في نادي الفتوة بدير الزور السورية، واعتاد أن يصطحب ابنه إلى الملاعب لممارسة الرياضة، إلا أنه اضطر لاصطحابه هذه المرة في رحلة خطرة بحثاً عن ملجأ آمن.