فيما تواصلت ردود فعل المنظمات العربية والدولية المنددة بحادث الاغتيال المأساوي الذي تعرض له الصحافي والكاتب الليبي الشاب ضيف الغزال، أعلنت نقابة الصحافيين الليبيين أنها تتابع عن كثب ظروف وفاته بعدما عثر على جثته مشوهة وبها آثار اعتداء وحشي بالرصاص خارج مدينة بنغازي يوم الأربعاء الماضي بعد نحو أسبوعين من اختفائه على أيدي أشخاص زعموا أنهم تابعون لأحد أجهزة الأمن الليبية. وقالت المنظمة العربية للدفاع عن حرية الصحافة والتعبير إنها تحمل النظام الليبي، وأجهزته الرسمية وشبه الرسمية، المسؤولية كاملة عما وصفته بهذه «الجريمة البربرية»، على الأقل إلى أن يقدم هذا النظام أدلة وقرائن صحيحة ودامغة تثبت براءته من دم الزميل ضيف الغزال. وأضافت تقول: «وهذا ما لا ننتظره منه، بالنظر للسجل المخزي للنظام الليبي في اقتراف الجرائم ضد معارضيه».
من جهتها أكدت منظمة «مراسلون بلاد حدود» أن الصحافي الليبي المغدور تعرض للتعذيب حتى الموت بطريقة بشعة، كما دعمت المنظمة التي أعربت عن «روعها» من اغتيال الصحافي النداء الذي وجهته عائلة الصحافي لمؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتي يترأسها سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي من اجل التدخل وفتح تحقيق حول القضية.
وأصدرت الرابطة العامة للصحافيين الليبيين التي تهيمن عليها السلطات الليبية، بيانا أكدت من خلاله وللمرة الأولى منذ سنوات على حضورها لمتابعة مجريات القضية «حتى تنجلي الحقيقة، ويتم تحديد الدوافع وتسمية من يقف وراءها».
وقالت النقابة في البيان الذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه «إنها على ثقة تامة بأن التحقيقات الجارية تتسم بالجدية، وستقود إلى نتيجة مطمئنة». وغمزت الرابطة من قناة الاتهامات التي وجهتها بعض أوساط المعارضة الليبية في الداخل والخارج للسلطات المحلية بشأن تحميلها مسؤولية مصرع ضيف الغزال البالغ من العمر 32 عاما، وعبرت عن عدم رضاها تجاه بعض وسائل الإعلام التي حاولت أن تسبق الأحداث، وضخمت القضية دونما دليل دامغ تستند إليه يعطيها هذا الحق. ولاحظت أن هذا الاستعجال قد يجعل وسائل الإعلام تلك محل مساءلة إذا ما ثبت عدم صحة ما ذهبت إليه وما حاولت تأكيده بطريقة أو بأخرى، موضحة أنها على اتصال دائم مع الاتحاد العام للصحافيين العرب ومع لجنة الحريات الصحافية المنبثقة عنه، ومع الاتحاد العام للصحافيين الأفريقيين ومنظمة الصحافيين العالمية، «والتي نحن أعضاء فيها جميعا وشرفنا الزملاء بمواقع قيادية فيها».
وقالت «إن قضية الزميل الراحل ستتم متابعتها وسنضع الاتحادات والمنظمات الصحافية في صورة ما ستسفر عنه من نتائج وبشفافية تامة، مؤكدة الحرص على توفير الجو الصحافي المناسب والملائم الذي يتمتع فيه جميع الصحافيين بالحرية الكاملة لممارسة مهامهم الصحافية دونما تدخل أو تضييق أو مطاردة، تنفيذا للقرارات ومواثيق الشرف الصحافي الصادرة عن الاتحادات والمنظمات سالفة الذكر».