فشلت
محاولات حثيثة تجريها السفارة الأميركية في الخرطوم وأعضاء في الكونغرس الأميركي
في الإفراج عن الصحافي الأميركي الذي يخضع للمحاكمة بتهمة التجسس و3 تهم أخرى في
محكمة بمدينة الفاشر كبرى مدن اقليم دارفور.
بينما،
كشف محامي المتهم أن الأخير دخل البلاد من دولة تشاد المجاورة في اطار تحركه
لإنجاز دراسة عن دول الساحل الأفريقي، ووصف موكله بأنه من«أعظم الصحافيين
الأميركيين»، وأثنى بقوة على المحكمة التي تحاكم المتهم.
وكانت
محكمة الفاشر العامة أرجأت محاكمة الصحافي الأميركي، بول سالوبيك، الذي يعمل لصالح
مجلة جمعية الجغرافيا الوطنية في الولايات المتحدة حتى 15سبتمبر (أيلول) المقبل
استجابة لطلب من محامي المتهم لدراسة القضية «حتى يحد خط الدفاع عنه»، وهذه
المحكمة هي الثانية من نوعها لمتهم أميركي يحاكم في دارفور، حيث قضت محكمة في
الفاشر الأسبوع قبل الماضي على طالب أميركي، 22 عامايدعى اتيان يفور، بـ«الإبعاد»عن
البلاد لدخوله من تشاد الى السودان بدون تأشيرة بحجة انه يعد في بحث دراسي.
وقال مصدر
قانوني في مدينة الفاشر إن المتهم يواجه 4 تهم وهي: التجسس، والدخول الى البلاد
بطريقة غير مشروعة، ونشر معلومات كاذبةوإفشاء المعلومات الرسمية، ويشهد محاكمة
الصحافي الأميركي في الفاشر حشد من الصحافيين الأميركيين الذين وصلوا خصيصا لحضور
المحاكمة.
وقال
المصدر إن المتهم دخل السودان بطريقة غير مشروعة وألقي القبض عليه من قبل قوة
مشتركة من الجيش السوداني والشرطة أثناء دورية في 15 أغسطس الجاري في منطقة «امبرو»
في شمال دارفور يرافقه ضابط مخابرات تشادي ومترجم تشادي، وأضاف أنهم دخلوا عبر
الحدود قبالة المناطق التي تسيطر عليها حركة تحرير السودان بزعامة مني أركوي.
وقال
المصدر إن المتهم اعترف في التحقيقات الأولية معه بأنه دخل البلاد بدون تأشيرة
وعليه قال المصدر إن السلطات قامت بترحيله الى الفاشر وفتح بلاغ ضده تحت التهم
الأربعة.
وفي
تصريحات، قال عثمان كبر والي شمال دارفور إن حكومته رفضت وساطات من السفارة
الأميركية في الخرطوم ووفد من الكونغرس الأميركي وصل الى الفاشر الاثنين الماضي
للإفراج عن المتهم وأضاف «ذكرنا لهم أن الأمر الآن في يد القضاء السوداني والقول
النهائي له».
وكشف
الوالي أن الوفد الأميركي طالب بحضور مسؤول في السفارة الأميركية بالخرطوم
بالإفراج عن الصحافي حتى يتم نقله الى الخرطوم قبل التوجه به الى الولايات المتحدة
«ولكن رفضنا وقد بدأ على المسؤول في السفارة الأميركية الامتعاض». وأضاف الوالي ان
حكومته فقط يمكن ان تنظر في مسألة أوضاع سجنه في اشهر سجون دارفور المعروف بسجن
شالا، ولكن لا يمكن ان تطلق سراحه أبدا، وأشار الى انه سمح لوفد الكونغرس بالجلوس
مع الصحافي المتهم لمدة 4 ساعات لمعرفة أحواله.
وحسب الوالي
فان الصحافي الأميركي له موقع في شبكة الإنترنت ظل عبره يرسل الهجوم على السودان،
ويتهم الحكومة بممارسة التطهير العرقي، وقال كبر إن المتهم في إحدى مقالاته اتهم
الرئيس عمر البشير شخصيا بممارسة التطهير العرقي ضد القبائل غير العربية في
دارفور، وانه ادعى بأن البترول السوداني موظف للحرب وان الشعب السوداني غير مستفيد
منه.
وكشف
الوالي ان السلطات السودانية ستحاكم التشاديين اللذين ضبطا مع المتهم الأميركي. ومن
جانبه، قال المحامي عمر الفاروق شمينا محامي المتهم، إن تأجيل القضية جاء بطلب منه
«حتى يستطيع دراسة القضية لتحديد خط الدفاع، خاصة أن والي ولاية شمال دارفور تحدث
للصحافة عن المتهم قبل المحاكمة بيوم (الخميس) بصورة تصب ضده واتهمه بأنه جاسوس» وأضاف
«هذا لا يوفر العدالة».
وقال إن
الصحافي سالوبيك يعتبر من أعظم الصحافيين في الولايات المتحدة وقد حصل في وقت سابق
على جائزة «بوليتزر» الأميركية الشهيرة للصحافيين 3 مرات، وأضاف انه يعمل لصالح
مجلة «جمعية الجغرافيا الوطنية الأميركية»وأنه مكلف إعداد دراسة عن دول الساحل
الأفريقي تبدأ من ساحل العاج مرورا بنيجيريا والنيجر وتشاد والسودان.
وأضاف أنه
وصل الى تشاد، ومن هناك دخل الى معسكرات للاجئين السودانيين في تشاد، ثم عبر
الحدود، فألقت مجموعة من المسلحين في دارفور القبض عليه وسلمته الى السلطات
السودانية.
وكشف
شمينا أن حشدا من الصحافيين الأميركيين وصلوا الى الفاشر لحضور محاكمة المتهم
الأميركي.
وأثنى
المحامي شمينا على ما اعتبرها الإجراءات السليمة التي تتبعها المحكمة التي تنظر
القضية في الفاشر
وقال « الحقيقة
أن المحكمة في الفاشر تتميز بنظام قضائي عال أعجب به المراقبون للقضية من
الصحافيين والقانونيين الذين حضروا المحكمة»، وأضاف «إنها استجابت لطلبنا بقرار
صيغ بأسلوب قضائي يثير الإعجاب».
وقال
المحامي محمد خليل، وهو في هيئة الدفاع عن المتهم، إن «محاكمته تأجلت أسبوعين كي
نعد مذكرات الدفاع.. والأجواء في المحكمة كانت جيدة للغاية».
وكان
المتهم ذكر انه يجري بحثا حول سلسلة جبال تمتد من دولة تشاد الي السودان، وكانت
السلطات الأمنية قد ألقت القبض على الأميركي المتسلل الى البلاد وبرفقته اثنان من
التشاديين أحدهما مترجم والآخر ملازم أول متقاعد بالجيش التشادي.