Skip links

إصدار حكم بالسجن على كاتب إيراني لمدة عام واحد

في سابقة هي الأولى من نوعها أصدرت محكمة ايرانية في مدينة طهران يوم أمس الأحد، حكمًا قضائيًا على الكاتب الإيراني يعقوب ياد علي بالسجن لمدة عام، وإلغاء 9 أشهر من العقوبة في حال إلتزام الكاتب بنشر أربع مقالات عن شخصيات ثقافية لم تكشف المحكمة عن هوياتها.

وذكر صالح نكبخت محامي ياد علي لوكالة الأنباء الطلابية أن المحكمة اتهمت ياد علي بنشر الأكاذيب في قصته "الوجود والعدم"، وهي تهمة عقوبتها السجن لعام واحد استنادًا الى الفقرتين الثانية والتاسعة للمادة السادسة من قانون الصحافة والإعلام. التهم الموجهة ضد ياد علي غير منطقية فبموجبها يتعين محاكمة غالبية الروائيين والمبدعين في العالم".

وتشير الفقرة الثانية الى اشاعة الفساد والفحشاء فيما تتطرق الفقرة التاسعة الى الانتحال الأدبي والاقتباس من المصادر المحاربة لنظام الجمهورية الاسلامية. وقد اعتقل الكاتب ياد علي في نهاية العام الماضي بعد دعوى قضائية رفعها مواطنون من محافظة کهکيلويه وبويراحمد، ذي الغالبية اللرية، اتهموه بإهانة القومية اللرية في كتابيه "أحوال الباحة" و"آداب القلق" علمًا أن الكتاب الأول قد صدر قبل ستة أعوام فيما صدرت رواية "آداب القلق" قبل عامين. وقد تضامن عدد من الكتاب والمترجمين الايرانيين مع القاص يعقوب ياد علي، ووجهوا رسالة الى السلطات القضائية الايرانية جاء فيها "أن رواية آداب القلق لا تسيء إلى أي قومية من القوميات الايرانية، والاتهام الوارد يدل على جهل بعالم الأدب".

من جهته، اشار الكاتب يعقوب ياد علي إلى أن "99% من الذين وجهوا لي الإتهام لم يقرأوا كتاباتي، ولم يفهموا ان ما ورد فيها يخضع للأسلوب الروائي المعتمد على عنصر التخيل".

وقد تضامن عدد كبير من الروائيين والشعراء الايرانيين مع يعقوب ياد علي، وكان من ضمنهم الشاعر والمترجم الايراني الشهير محمد علي سبانلو "ان محاكمة الكاتب على روايته أداب القلق تتعارض مع حرية التعبير، وأعتقد أن هذه الرواية هي واحدة من أفضل الروايات الايرانية الصادرة في الأعوام الأخيرة، ان الذين أثاروا تهمة الإساءة لمجرد وجود شخصية إمرأة من القومية اللورية إنما هيجوا مشاعر التعصب القومي الأعمى، ولو أننا اعتمدنا القرآن مثالاً في هذا الصدد، فإن خيانة زليخا لا تجيز حكم التعميم على النساء المصريات ، ثمة روايات ايرانية عديدة تتضمن شخصيات سلبية من الأقوام الفارسية والعربية والآذرية دون أن نشهد رد فعل قومي تجاه هذه الروايات".

وقد ذكر مسؤول كبير في وزارة الثقافة الايرانية لايلاف "أن الحكم القضائي ضد يعقوب ياد علي يأتي منسجما مع قانون الصحافة والنشر "مطبوعات" والذي يعاقب كل من يسئ لقومية من القوميات الايرانية، أن الهدف من هذا القانون هو الحفاظ على النسيج القومي الايراني، ومن إيجابياته أنه لا يسمح بنشر الإساءة لآي مكوّن من مكوّنات المجتمع الايراني، قبل الثورة الايرانية كان هناك مثلاً عدد ضئيل من الكتاب والأدباء المتطرفين في نزعتهم القومية الذين وجهوا إهانات للعرب ، لكن مع انتصار الثورة الايرانية صار القانون الايراني يعاقب أي إساءة أو تجريح بمشاعر أبناء القوميات الايرانية".