Skip links

إعلاميون: الجميع يعرفون قتلة أبو عاقلة.. واغتيالها لن يطمس الحقيقة

أجمع إعلاميون على أنه منذ لحظة اغتيال الشهيدة شيرين أبو عاقلة، كان الجميع يعرف قاتلها، ويعرف من خطط، ومن أعطى الأمر، مؤكدين أن اغتيالها لن يقتل الحقيقة، وأن مدينة القدس لم تشهد جنازة مماثلة لشيرين، سوى للقائدين الفلسطينيين، عبدالقادر الحسيني، وعزالدين القسام.

جاء ذلك خلال جلسة استذكار نظمها المنتدى الإعلامي التابع لمركز حماية وحرية الصحفيين، بالتعاون مع شركة زين، أول من أمس، في المركز الثقافي الملكي، بحضور عدد كبير من الشخصيات السياسية والإعلامية والنيابية والحزبية.

وشارك في الجلسة الاستذكارية التي جاءت بعد مرور نحو 50 يوما على استشهاد أبو عاقلة، مراسلتا قناة الجزيرة في رام الله جيفارا البديري، وفي القدس نجوان سمري، إضافة إلى النائب السابق، ديمة طهبوب، ومدير البرامج في مؤسسة الحق الفلسطينية، تحسين عليان، والزميل الصحفي جهاد أبو بيدر.

وقال مؤسس المركز الزميل نضال منصور، إن عملية اغتيال الشهيدة شيرين أبو عاقلة، لن يقتل الحقيقة، مضيفا “أننا نعرف الجناة، نعرفهم قبل أن يقتل القناص شيرين بدم بارد، نعرفهم حين قتلوا الكاتب والمناضل غسان كنفاني”.

واقتبس منصور، الذي ادار الجلسة، من رثاء الإعلامي الفلسطيني محمد ضراغمة لشيرين: “كان رحيلك معركة مواجهة، مثل معارك باب العمود وبوابات الحرم الشريف والحائط الغربي وباب الرحمة والمصلى المرواني”.

بدورها، قالت البديري في حديثها عن الأثر الذي وقع على الفلسطينيين بعد تلقيهم نبأ استشهاد أبو عاقلة: “تلقيت اتصالين اثنين من أهم الأسرى الفلسطينيين القابعين في سجون الاحتلال، مضى على أحدهما 42 عاما في الأسر، إلا أنه أجهش بالبكاء في الاتصال حزنا على شيرين”.

وأضافت البديري أن جنازة شيرين شهدت رفع العلم الفلسطيني في شوارع القدس المحتلة رغما عن إرادة الاحتلال، مبينة أن أبو عاقلة كانت بمثابة “المعلمة” لها وهي التي دربتها على العمل الصحفي.

ولفتت إلى أنه خلال جنازة شيرين، قرعت أجراس كنائس كل الطوائف المسيحية في القدس لمدة 3 ساعات و45 دقيقة متواصلة، في حادثة لم تشهدها المدينة سوى للقائدين الفلسطينيين، عبدالقادر الحسيني، وعز الدين القسام.

فيما قالت الصحفية سمري إن “شيرين هي الأكثر تميزا في حياتي إنسانيا، كانت إنسانة متواضعة، وكان لدينا دائما مخططات، أنا جئت من شمال فلسطين إلى القدس، وهي كانت ملجأ لي”.

وأضافت في مداخلتها التي امتزجت بدموع الفقد، إنه منذ اللحظة الأولى كان الكل يعرف من هو قاتل أبو عاقلة، وأن من خطط ومن أعطى الأمر، ومن أطلق الرصاص هم القتلة.

وتحدث مدير البرامج في مؤسسة الحق الفلسطينية لحقوق الإنسان، تحسين عليان، عن آخر مستجدات البلاغات التي تم تقديمها إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وأوضح عليان أن التحرك من خلال المحكمة يتطلب متابعة حثيثة ومستمرة، لأن آليات عمل المحكمة لا تعتمد على التحقيق في قضية واحدة بل بمجموعة قضايا.

وأوضح أن شيرين أبو عاقلة قتلت بإصابة مباشرة، وبرصاص قناص محترف، بحسب الأدلة التي جُمعت منذ اللحظات الأولى، عارضا خارطة الموقع الذي استشهدت فيه.

وكشف عن إعداد مؤسسته، لفيديو تصويري بتقنية الهندسة الاستقصائية، يعرض كيفية وقوع حادثة الاغتيال بشكل مفصل خلال شروع أبو عاقلة بتغطية اقتحام الاحتلال لمخيم جنين في الحادي عشر من أيار (مايو) الماضي.

وقال: “ما يمكن التوصل له بأن فلسطين والاستيطان ليسا من أولويات عمل المحكمة في العام الجاري، وأن هناك تسريبات تتحدث عن عدم توفر موارد لفتح تحقيق، بينما نرى أن الحرب في أوكرانيا سجلت جرائم حرب منذ الأسبوع الأول لها، وهذا يعكس المعايير الدولية المزدوجة”.

واعتبرت النائب السابق، ديمة طهبوب، وهي زوجة مراسل قناة الجزيرة طارق أيوب الذي استشهد في بغداد بقذيفة أمريكية استهدفت مكاتب القناة، أن شيرين أبو عاقلة عندما استشهدت كان الاستشهاد من أجل “فلسطين وليس من أجل حل الدولتين، وكان من أجل القدس وليس من أجل القدس الشرقية أو الغربية”.

وأضافت أنها متشائمة بسبب تجربتها الشخصية في استشهاد زوجها إلا انها متفائلة من أجل شيرين.

بدوره استذكر الزميل الصحفي جهاد أبو بيدر، مآثر الشهيدة شيرين أبو عاقلة التي زاملها في قسم الصحافة والإعلام في جامعة اليرموك، مبينا أن الجيل الذي تنتمي له أبو عاقلة من الصحفيين، هو جيل ذهبي استطاع أن يترك بصمات في مسيرة العمل الإعلامي في عدة مواقع متقدمة.

وعرض مركز حماية وحرية الصحفيين، فيديو أعده خصيصا عن مسيرة أبو عاقلة، كما عرض تقريرا خاصا من إعداد منصة AJ+، ولأول مرة عن الجانب الإنساني في تعامل أبو عاقلة مع الحيوانات الأليفة، وعلاقتها بكلبها “فلفل” الذي لا يزال ينتظر عودتها.

وصمم المركز جدارية بعنوان “التغطية مستمرة” للشهيدة شيرين أبو عاقلة، وضعت عند مدخل قاعة جلسة الاستذكار، حيث سيتم إرسال نسخة عن هذه الجدارية إلى عائلتها ونسخة أخرى لشبكة الجزيرة في قطر.

وكرم المركز، المتحدثين في الجلسة وشبكة الجزيرة وشركة زين على دورها الداعم للقضايا الوطنية، بدرع شيرين أبو عاقلة.

Leave a comment