Skip links

حظر نشر مقالات ناشط قطري بصحف الدوحة

مرة أخرى
يعود اسم الأكاديمي والناشط القطري الدكتور أحمد عبد الملك إلى صدارة الأحداث في
الدوحة، فبعد إعفائه المفاجئ من منصبه الرسمي، وسط أجواء يشوبها الغموض، وتلوح في
خلفيتها أوضاع تصنف عادة داخل دائرة "المسكوت عنه"، وتصنع مناخاً
مواتياً لسرد وسماع عشرات الحكايات المتناثرة في كل حدب وصوب .
وبعد هذا
الإعفاء الذي باغت عبد الملك، وهو أستاذ جامعي ومستشار سابق بالمجلس الوطني
للثقافة والفنون والتراث في دولة قطر، وجد الرجل نفسه في مواجهة مرحلة جديدة من
مسلسل التنكيل الصارم والغامض معاً، إذ اختفت مقالات كان ينشرها على صفحات
(الراية) القطرية يوم الأحد من كل أسبوع، وبانتظام منذ صدور قرار إعفائه .
واقعة
أخرى وثيقة الصلة بألغاز عبد الملك، وهي أن الكاتبة القطرية نورة أل سعد كانت قد
كتبت مقالاً تساؤلياً عما يجري لعبد الملك، غير أن صحيفة (الراية) امتنعت أيضاً عن
نشر هذا المقال، لا لشئ إلا لأنه طرح تساؤلات حول مدى قانونية إحالة عبدالملك دون
أسباب على البند المذكور، تمهيداً للتقاعد والاستبعاد من الساحة تماماً .ثمة
مؤامرة للصمت لا تخطؤها عين المتابع العادي، ولعل أبرز مظاهرها ذلك التكتم المدهش
على قضية عبد الملك في الدوحة، فلم يتناولها أي من الكتاب القطريين أو الذين
تستكتبهم الصحف القطرية من الدول العربية، ولم تقترب من هذه القصة فضائية
(الجزيرة)، التي لم تكن لتتوانى عن تغطية وقائع مماثلة، لو جرت خارج حدود قطر، أما
إذا كان بطلها ممن ينتمون للجماعات الدينية، فكانت ستخصص لهم مساحات عبر برامجها
ونشراتها وتقارير مراسليها، حتى أن الكاتب الصحافي الشهير أحمد علي، الذي طالما
اشتهر بالخوض في مناطق وعرة في دوائر "المسكوت عنه"، وعرف بالدفاع عن
قضايا القطريين وحقوقهم، غير أنه هذه المرة التزم صمتاً غريباً يوحي بأن وراء
الأمر من لا يصح إغضابهم .
وكان عبد الملك نشر مقالين في صحيفة ( الراية)
عن أوضاع إدارية قال إنها تجري في كواليس شبكة (الجزيرة) الفضائية – وبالمناسبة
نشرت صحيفة (الشرق) القطرية – في عددها الصادريوم الاثنين أن محكمة الجنايات بدأت
في نظر دعوى رفعتها شبكة الجزيرة الفضائية ضد أحد موظفيها السابقين بعد أن وجهت
إليه عدداً من التهم تتعلق بتجاوزات مالية وإدارية داخل المحطة .
وفي
السيرة الذاتية فإن عبد الملك يحمل درجة الدكتوراه في الإعلام من جامعة ويلز
البريطانية، ويمارسَ التدريس في جامعة قطر منذ العام 1983، ويعد من الشخصيات
الثقافية والفكرية المرموقة في قطر وعلى الصعيدين الخليجي والعربي، و سبق له العمل
في تلفزيون قطر الحكومي نحو 30 عاما، كما عمل أيضاً مديرا للشئون الإعلامية في
الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، ورأس تحرير صحيفتين يوميتين قطريتين .
كما صدر
لعبد الملك 19 كتابا في الثقافة والإعلام والمسرح، وكتب مئات المقالات السياسية
والثقافية في كبريات الصحف الخليجية والعربية، وهو حتى تاريخ تجريده من مناصبه كان
رئيسا للجنة الإعلامية المسئولة عن التحضير لمهرجان الدوحة الثقافي المفترض
افتتاحه قريباً .