Skip links

دعوات عراقية إلى الإسراع في تشريع قانون حماية الصحافيين

مقتل فريق قناة الشرقية يرفع عدد ضحايا الصحافة إلى 243 قتيلاً

 

دعوات عراقية إلى الإسراع في تشريع قانون حماية الصحافيين

 

 في وقت أعلنت السلطات العراقية إلقاء القبض على 5 أشخاص للاشتباه بضلوعهم في قتل فريق ضم 4 من العاملين في قناة الشرقية الفضائية العراقية تعالت دعوات اعلامية إلى الاسراع بتشريع قانون حماية الصحافيين ومطالبة السلطات الأمنية بزيادة حجم الحماية التي توفرها للإعلاميين وضرورة اتخاذ المؤسسات الاعلامية للعديد العديد من الإجراءات التي تكفل ضمان أمن العاملين فيها حيث إرتفع عدد ضحايا الصحافة في العراق منذ الاحتلال الاميركي عام 2003 الى 243 صحافيًا عراقيًا واجنبيًا من العاملين في المجال الاعلامي.

 

 

المجموعة العراقية للسلامة الاعلامية

 

وقالت المجموعة العراقية للسلامة الاعلامية إن عملية تصفية فريق الشرقية في الموصل التي راح ضحيتها اربعة اشخاص تأتي في ظل تصعيد نسبي ملحوظ للعمليات المسلحة التي تستهدف العراقيين في بغداد والعديد من محافظات العراق مع الأسف الشديد خلال شهر رمضان.

 

واضافت المجموعة في بيان صحافي الى "ايلاف" اليوم انه بمصرع الفريق الاعلامي للقناة الشرقية يرتفع "عدد شهداء العمل الإعلامي إلى 285 شهيدًا" . وقالت "أن كل وقائع الأحداث المأسوية لاستهداف الاعلاميين في العراق تستدعي تسريعًا حقيقيًا لتشريع قانون حماية الإعلاميين كونهم الشريحة الأكثر تعرضًا في المجتمع العراقي للاستهداف بالقتل بعد العاملين في القوات المسلحة والأجهزة الأمنية في ظل حقيقة أن الإعلامي العراقي معني بالحقيقة وحدها، والعمل من أجل إشاعة السلم الأهلي والدعوة إلى نبذ العنف والتطرف". واشارت الى انها وهي  ترصد تجدد حالة القتل الجمعي للإعلاميين العراقيين ترى أن في تشريع قانون حماية الإعلاميين منطلقًا حقيقيًا في توفير أرضية لحماية رجال الكلمة، وفي الوقت نفسه ضمان حصول عوائل شهداء الإعلام على حقوق تقاعدية توفر لقمة خبز كريمة لمن كان يعيلهم، الشهداء الإعلاميون على اقل تقدير، في الوقت الذي لم تحظ فيه غالبية شهداء الصحافة حتى الآن على أي تعويض يستحق الذكر.

 

وتتهم الحكومة العراقية قناة الشرقية بتأجيج العنف الطائفي في البلاد لكن مسؤوليه ينفون ذلك مؤكدين انها تمارس واجبها الاعلامي في فضح عمليات انتهاك حقوق الانسان . وكانت جرت محالولات سابقة لتسوية الخلافات بين مالك القناة والحكومة التي اغلقت مكاتبها في بغداد قبل عامين، حيث تم ترتيب لقاء بين مالكها الاعلامي العراقي سعد البزاز ورئيس الوزراء نوري المالكي في عمان خلال زيارته لها العام الماضي فشل في التوصل الى اتفاق .

 

وقد تم اغتيال فريق فضائية الشرقية الذي يضم ثلاثة إعلاميين وسائقهم أمس في منطقة الزنجيلية ضمن شارع البيبسي في حي الكرامة في مدينة الموصل. وقال مصدر من فضائية الشرقية أن سيارة رباعية الدفع تضم خمسة أشخاص داهمت الفريق أثناء عمله على أعداد برنامج " فطوركم علينا " واقتادوهم إلى منطقة مجاورة تبعد قرابة كيلومترين حيث تم العثور على جثامين الفريق بعد بضع دقائق وهم كل من : مصعب محمود العزاوي مدير مكتب الشرقية في الموصل والمصورين احمد سالم و إيهاب معد إضافة إلى سائق الفريق قيدار سليمان. وفقدت قناة الشرقية خلال السنوات الماضية اربعة اخرين من العاملين معها وهم المذيعة لقاء عبد الرزاق والمخرج التلفزيوني احمد وائل البكري والمراسل الصحافي احمد الرشيد والتلفزيوني محمد البان.

 

من جانبه أعلن الناطق باسم السلطات الأمنية في الموصل عن اعتقال خمسة أشخاص يشتبه بارتكابهم الجريمة، وقال إن لجنة تحقيق خاصة تضم مدير شرطة الموصل قد شكلت للتحقيق في الجريمة وكشف الجناة والجهات التي تقف وراءهم.

 

المالكي

 

وقد وجه رئيس الوزراء نوري كامل المالكي الأجهزة الامنية في محافظة نينوى بتشكيل لجنة تتولى التحقيق في جريمة قتل فريق الشرقية في مدينة الموصل "والكشف عن مرتكبي هذه الجريمة البشعة وتقديمهم  للقضاء  لينالوا  العقاب العادل الذي يستحقونه" كما قال بيان للمكتب الاعلامي للمسؤول العراقي ارسلت نسخة منه الى "ايلاف" اليوم الاحد . واضاف قائلا "وإذ نعزي ذوي الشهداء وقناة  الشرقية والاسرة الصحفية العراقية بهذا المصاب الاليم ،فإننا ندين كل اعتداء يستهدف حياة الاعلاميين العراقيين وينتهك الحقوق والحريات الصحفية وان هذه الجريمة الغادرة لن تفت في عضد قواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية في فرض سلطة القانون وبسط الأمن والإستقرار في محافظة  نينوى  وسائر محافظات العراق" .   

 

الشرقية تحمل الحكومة المسؤولية

 

وقد اخذت قناة الشرقية على بعض وسائل الإعلام ما اعتبرته " تحريضاً ضدها " في اتهام مباشر لقناة العراقية الفضائية المملوكة للدولة والتي كانت قد اتهمهتها في وقت سابق بالتحريض الطائفي ضد الشيعة الذين يشكلون اغلبية في العراق. وإتهمت من وصفتهم بقوى الظلام الغادرة التي تعبث بأمن العراق وتحاول تكميم الافواه وقمع صوت العاملين في الاعلام الوطني المستقل. واكدت ان هذا الحادث لن يثني عزمها في الاستمرار بخطها المستقل ومنهجها الوطني المهني.

 

وطالبت الشرقية السلطات الامنية باجراء تحقيق فعلي وسريع بالحادث الاجرامي وانزال العقاب بالجناة ايا كانت الجماعات التي تقف وراءهم. واكدت ان العملية مدبرة ومخطط لها مسبقًا وقد تمت في وضح النهار وعلى مرأى الجميع. وحملت القناة الحكومة المسؤولية الاخلاقية والسياسية والمعنوية جراء استهداف العاملين فيها بعد حملة التحريض والتشهير التي شنتها قناة العراقية الحكومية والجهات التي تقف وراءها وتدريبها خلال اليومين اللذين سبقا استشهاد العاملين الاربعة. واضافت ان خطاب الحكومة ضد الاعلام الحر متوافق ومتناغم مع خطاب الجهات الارهابية التي تعمل في الظلام. وقالت القناة انها استشعرت الخطر وابلغت العاملين في جميع المحافظات بعد الحملة الحكومية بضرورة توخي الحيطة والحذر. وعبرت عن اسفها العميق "باستخدام الحكومة وسيلة اعلامية تمول من المال العام لمهاجمة الاعلام الوطني الشجاع وانحدار هذه القناة الى مستوى التحريض".

 

 واوضحت المجموعة العراقية للسلامة الاعلامية أن عملية تصفية فريق الشرقية جاءت في منطقة ما زال للمسلحين نشاط لا يمكن إنكاره، على الرغم من أن الشرقية تقول بأن " اختطاف فريقها واغتياله تم في منطقة منزوعة السلاح".

 

دعوة لتشريع قانون حماية الصحافيين

 

ومن جانبه طالب نقيب الصحافيين العراقيين مؤيد اللامي السلطات الأمنية بزيادة حجم الحماية التي توفرها للإعلاميين وضرورة تعجيل تشريع قانون حماية الصحافيين واتخاذ العديد من الإجراءات من قبل المؤسسات الإعلامية لضمان أمن الإعلاميين العاملين فيها "الذين يندفعون للعمل في ظل ظروف مواجهة حقيقية للموت" كما قال . واستنكرت النقابة "الجريمة النكراء التي طالت اربعة موظفين في قناة الشرقية الفضائية" ودعت الى"تفعيل اصدار قانون حماية الصحافيين الذي رفعته الى مجلس النواب لضمان حقوق الصحافيين الذين يتعرضون لشتى انواع القتل والخطف والاعتداءات" .

 

أما مرصد الحريات الصحافية فقد اعتبر مدينة الموصل (375 كم شمال بغداد) الاخطر من جميع المدن العراقية بالنسبة للعمل الصحافي .

 

وقال المرصد في بيان صحافي الى "ايلاف" إنه يدين هذا الحادث الاجرامي، ويحمل الجهات الامنية في الموصل مسؤولية حماية الصحافيين العاملين في المدينة. وطالب بسرعة اجراء تحقيق شامل في الحادث وملابساته لمعرفة الجناة وتقديمهم الى العدالة خاصة مع ورود تصريحات قائد عمليات نينوى رياض جلال توفيق التي تشير الى اعتقال عدد من المشتبه بهم في الحادث. وناشد جميع الصحافيين والاعلاميين اتخاذ الحيطة والحذر في تنقلاتهم داخل المدينة واطرافها، حيث ان الموصل تعد الان من اخطر المناطق بالنسبة إلى عمل الصحافيين.

 

واوضح المرصد انه بمقتل فريق اعلاميي الشرقية أمس يرتفع عدد ضحايا الصحافة منذ الاجتياح الاميركي للعراق عام 2003 الى (243) صحافيًا عراقيًا واجنبيًا من العاملين في المجال الاعلامي منهم (132) صحافيًا قتلوا بسبب عملهم الصحافي وكذلك (53) فنيًا ومساعدًا اعلاميًا، فيما لف الغموض العمليات الاجرامية الاخرى التي استهدفت بطريقة غير مباشرة صحافيين وفنيين لم يأتِ استهدافهم بسبب العمل الصحافي واختطف (64) صحافيًا ومساعدًا قتل اغلبهم وما زال (14) منهم في عداد المفقودين.

 

 

 

وكان مشروع قانون لحماية الصحافيين العراقيين قد قدم الى مجلس النواب في اذار (مارس) الماضي لمناقشته والمصادقة عليه من اجل الحد من عملية استهدافهم وفتح ملفات الضحايا منهم وتقديم الجناة إلى العدالة.

 

وتقول نقابة الصحافيين العراقيين انها عملت على كتابة القانون بمشاركة اعلاميين خبراء مخضرمين وقانونيين وطالبت فيه الحكومة بفسح المجال امام الصحافي للعمل في المناطق الساخنة وفق المعايير التي نص عليها الدستور العراقي الذي يكفل حرية التعبير وممارسة الحريات .

 

كما دعت الى تكفل الدولة براتب تقاعدي لعوائل شهداء الصحافة وعلاج من يتعرض للاصابة نتيجة العمل الصحافي . وتلزم مواد القانون الذي لم تتم مناقشته من قبل مجلس النواب حتى الان الحكومة بتكفل حماية الصحافيين من موجة القتل والاستهداف وفسح المجال امام الصحافي للعمل في المناطق الساخنة وتكفلها بمنح رواتب تقاعدية لشهداء الصحفيين وتكفل علاج من يتعرض للاصابة جراء العمل الصحافي . كما تضمن القانون الزام رؤساء المؤسسات الاعلامية بابرام عقود مع العاملين في تلك المؤسسات ولايجوز فصل الصحافي تعسفاً من عمله.. وللصحافي الحق بحضور المؤتمرات والاجتماعات العامة.