Skip links

مركز حماية وحرية الصحفيين والصوت الحر ينظمان ورشة تدريب المدربيين الرابعة في القاهرة

  • برعي : لا قيمة للحرية الإعلامية في ظل انعدام المهنية
  • يان : كليات الإعلام العربية تدرس نظريات ولا تقدم تدريبا عمليا .
  • منصور: الإعلام العربي مستهدف من خصوم مختلفيين ….والحكومات العربية لا تقبل باستقلاله
     
    بدأت في القاهرة فعاليات ورشة عمل لتدريب المدربين الإعلاميين التي ينظمها مركز حماية وحرية الصحفيين بالمشاركة مع مؤسسة الصوت الحر الهولندية وبتعاون مع المجموعة المتحدة.
     
    وتعد هذه الورشة التي يشارك فيها 30 صحافياَ من 9 دول عربية الرابعة والأخيرة ضمن المرحلة الأولى من برنامج " الإستثمار في المستقبل " إستراتيجية تطوير القدرات المهنية للإعلاميين العرب ،الذى بدأ المركز والمؤسسة تنفيذة قبل نحو عام ومن المتوقع ان يستمر لخمس سنوات قادمة .
     
    وقال نجاد البرعي مدير المجموعة المتحدة إن البرنامج نجح خلال العام الماضي في البدء بتشكيل مجموعات من الصحافيين العرب الذين يؤمنون بحرية التعبير والصحافة ويتمسكون في نفس الوقت بالقواعد المهنية وأصول الصناعة الصحافية .
     
    Image 987وأضاف في كلمة له بافتتاح الورشة أن تلك المجموعات اصبحت قادرة على نقل الخبرة والمعرفة إلى غيرها ،معتبراً أن البرنامج أنهى خلال السنة الماضية " الجزء الأصعب " من مراحلة الهادفة غلى بناء إستراتيجية لتطوير القدرات المهنية للإعلاميين العرب .
     
    وأعتبر أن الصحافة في العالم العربي تتعرض غالباً لثنائية " حكومات لا ترتاح كثيرا لحرية التعبيرو إنخفاض الكفاءة المهنية " لبعض الصحافيين ، وهو ما يضع الصحافة العربية أمام خطر التدمير الممنهج .
     
    وشدد البرعي على أن " لا قيمة للحرية في ظل انعدام المهنية " ، موضحا أن ذلك سيدفع المواطنيين غلى الكفر بحرية التعبير ، مما يوجب تكثيف المساعي من أجل إقامة إعلام حر ومسؤول في آن واحد ، خصوصاً وأن بعض الحكومات تعمل على " تشجيع صحافة وإعلام رخيصيين " لتقدم للناس " نماذج خاطئة " عن حرية التعبير .
     
    بدوره قال مدير برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة الصوت الحر يان كولن إن الحكومات "في كل مكان " وليست العربية فقط تعمد إلى تقييد حرية الصحافة عبر توجيه الصحافيين نحو ما الذي يتوجب عليهم الكتابة فيه وما الذي يجب أن لا يقولونه .
     
    وفي مواجهة ذلك ، شدد يان على ضرورة أن يتمسك الصحافيون بحق الوصول إلى المعلومات باعتباره مبدأ أساسياً في عملهم ، مطالباً الصحافيين برفض قيام الحكومات بمراقبة أو تعديل عملهم ، إذ أن حرية الصحافة تقوم على " عدم وجود قيود أو حدود أو رقابة "
     
    Image 988وأكد يان على ضرورة تمسك الصحافيين بالمهنية الصحافية وأصولها بيد أنه لفت إلى الكثيرين من الصحافيين العرب ما يزال عليهم أن " يتعلموا ويلتزموا بالمهنية" .
    ورغم إشارته إلى وجود وجود تعليم صحافي " جيد " في العالم العربي ، لكن يان أشار إلى أن كليات الإعلام والصحافة تدرس النظرية والتاريخ ، ولا تقدم تدريباً عملياً عن ممارسة المهنة وأصولها .
     
    وخلص إلى ضرورة الإرتقاء بمستوى تعليم الصحافة في العالم العربي ، بحيث يتزامن ذلك مع التدريب أثناء العمل ، لمواكبة تطور الصحافة تقنياً ومهنياً في وقت واحد .
     
    من جانبه ، إعتبر رئيس مركز حماية وحرية الصحفيين نضال منصور أن المشكلة التي تواجه العالم العربي تتمثل في غياب رؤية استراتيجية للتدريب الذي قال إنه ما يزال مفككا وغير قادر على خلق مدربيين محترفيين عرب .
     
    وقال أن ما يفاقم المشكلة أن الإعلام العربي " مستهدف " من خصوم مختلفيين ، وعلى رأسهم الحكومات العربية التي " لم تخيب ظننا " ، رغم ما تطرحه من شعارات الإصلاح والتغيير .
     
    ولتعزيز موقفه ، استشهد منصور بتقرير منظمة مراسلون بلا حدود حول حرية التعبير في العالم ، والذي أظهر تراجعاً كبيراً في الحريات الصحافية في العالم العربي .
     
    وبحسب التقرير الذي أصدرته المنظمة قبل أيام وتناول واقع حرية التعبير للعام الحالي في 169 بلداً من القارات الخمس ، فإن جميع الدول العربية جاءت بعد المرتبة 50 ، فيما حلت أغلبيتها بعد المرتبة 100 ، وتذيل بعضها القائمة على مستوى العالم .
     
    واعتبر منصور أن ذلك دليل على عدم جدية ما تطرحه الحكومات العربية من شعارات حول " الإصلاح والتغيير " ، والتي رأى أنها أصبحت " سراباً "  .
     
    وذهب منصور إلى القول إن الحكومات ، " لا تقبل بالتغيير ولا باستقلالية الإعلام " ، وتنظر للإعلام على أنه " خصم لها " مما يدل على أنها ليست جادة في دعم الإصلاح ، وتتواطؤ على حريات الإعلام .
     
    وسعى منصور إلى تحديد مشكلات الإعلام في العالم العربي فقال إنه ما يزال " مستلباً " وغير مستقل ويخضع للسلطة التنفيذية بشكل أو بآخر .
     
    Image 989وزاد أن التدخلات التي تسعى لجعل الإعلام " مدافعاً عن الحكومات لم تتوقف " ، معتبراً أن الإعلام في العالم العربي يتعرض لخطر السيطرة وأن يكون شريكاً في التضليل وقهر شعوبة " .
    وأضاف أن التشريعات الإعلامية وسواها من القوانيين المتصلة بحرية التعبير " صيغت من منطلق العقاب وليس الإباحة ، وتستخدم لضرب حرية الإعلام ، بل وإن التعديلات التي تدخل عليها " تتجه نحو الأسوأ " .
     
    ومع ذلك ، يظل " تدني المستوى المهني " و " استخدام بعض الإعلاميين لضرب حرية         الإعلام " ، هي أخطر المشكلات التي تواجه الإعلام العربي في رأي منصور الذي لفت إلى أن حرية التعبير ليست من ضمن الأولويات الرئيسية في العالم العربي .
     
    وفي مواجهة كل ذلك ، دعا منصور إلى استراتيجية لبناء قدرات الإعلاميين العرب ، ترفع من مستواهم المهني وتعزز تمسكهم بأصول صنعتهم وصولاً لإلى تحقيق حرية التعبير ، مطالباً كذلك بإيجاد مدونات للسلوك المهني في العالم العربي .
     
    ومما يذكر بأن مركز حماية وحرية الصحفيين ومؤسسة الصوت الحر يستعدان لعقد ورشة تدريب المدربيين المتقدمة في شهر ديسمبر المقبل ، حيث سيتم إختيار أفضل 30 إعلامياً وإعلامية بالإضافة إلى 10 محامين للمشاركة فيها .
     
    وبإنجاز المؤسستين لبرنامج تدريب المدربين في العام الأول من عمر مشروع الإستثمار في المستقبل تبدأ التحضيرات لوضع خطة للتدريب المتخصص في البلدان العربية والذي سيقوم بتنفيذه المدربين العرب الذين تم تأهيلهم لهذه الغاية .