اعتقلت السلطات الألمانية أحد المشتبه بهم في مقتل الصحفية البلغارية فيكتوريا مارينوفا، وهو الأمر الذي أثار حالة من التحفز من برلين إلى بروكسل، إذ دعت الحكومات الأوروبية إلى إجراء تحقيق سريع وواسع حول اغتصاب وقتل الصحفية.
وقالت صحف وشبكات “إندبندت” و”جارديان” و”سي إن إن” و”بي بي سي” و”دويتش فيله”، إنه تم تنظيم وقفة احتجاجية لتأبين الصحفية الراحلة ضحية العنف “فيروريا مارينوفا” بالشموع في مسقط رأسها، وأكدت السلطات البلغارية اليوم، الأربعاء، أن أحد المشتبه بهم قد تم احتجازه في ألمانيا لقتله الصحفية البلغارية.
وحدد وزير الداخلية البلغاري المشتبه فيه وهو “سيفيرين ك”، وهو شاب بلغاري يبلغ من العمر 21 عاما له سجل إجرامي.
وقال وزير الداخلية ملادين مارينوف في مؤتمر صحفي: “لدينا دليل كاف يربط هذا الشخص بموقع الجريمة.. المحققين عثروا على أدلة للحمض النووي على ملابس وجثة مارينوفا تشير إلى المشتبه به”.
وقالت السلطات الألمانية يوم الاربعاء إنهم اعتقلوا سيفيرين. ك خارج مدينة هامبورج الشمالية بناء على مذكرة اعتقال أوروبية.
وقال ممثلو الادعاء في ولاية سكسونيا السفلى بشمال ألمانيا إنهم يتحققون حاليا من الشروط المطلوبة لتسليمه إلى بلغاريا.
وزعمت قناة BBT، وهي محطة تليفزيونية بلغارية، أن الشرطة عثرت على هاتف الصحفية المحمول في شقة المشتبه به في بلدة روسه الشمالية.
وقالت دويتش فيله الألمانية، إن سبب قتل واغتصاب الصحيفة بهذه الطريقة البشعة لا يعود ربما لأسباب شخصية للقاتل المحتمل الصغير في السن، بل ربما هو قاتل مأجور أقدم بتحريضٍ سخي من أحد الأشخاص أو الجهات على اغتصاب وقتل الصحيفة الشابة (30 عامًا) فيروريا مارينوفا، بعدما استضافت عبر برنامج تليفزيوني صحفيين استقصائيين يعملون في مجال مراقبة الفساد الذي يشمل تهريب أموال الاتحاد الأوروبي.
وقتلت مارينوفا بوحشية، حيث تم العثور على جثتها في حديقة، وأظهر جسدها علامات الخنق والاغتصاب.
واتهم سيفيرين ك غيابيا بجريمتين؛ الاغتصاب والقتل مع سبق الإصرار، ولا يزال المحققون يبحثون في “جميع الفرضيات”.
وتسلط قضية مقتل الصحفية مارينوفا بهذا العنف الضوء على قضية قتل الصحفيين الناشرين للحقيقة، حيث تعد مارينوفا ثالث صحفية تقتل في الاتحاد الأوروبي على مدى الاثني عشر شهرا الماضية، بعد جان كوسياك في سلوفاكيا في فبراير ودافني كاروانا جاليزيا في مالطا، كما كان كل من كوسياك وكاروانا جاليزيا معروفين بعملهما في كشف الفساد.
وانضمت بلغاريا إلى الاتحاد الأوروبي في عام 2007 إلى جانب رومانيا، لكن كلاهما ظل تحت مراقبة الاتحاد الأوروبي لشيوع الفساد والحاجة إلى المزيد من الإصلاحات القضائية.
واحتج مئات الأشخاص ضد الفساد أمام قصر العدل في العاصمة صوفيا، ودعوا إلى استقالة الحكومة ورئيس الادعاء تساتساروف، وقد تعهد المتظاهرون بقيادة مجموعة مكافحة الفساد بمواصلة الاحتجاجات اليومية حتى يتم العثور على قاتل الصحفية.
وكتب صحفي في صحيفة “جارديان” البريطانية مقالًا يقول فيه، إن الإخلاص والوهج والإيمان واللطف، كانت كلها صفات لفيكتوريا مارينوفا، التي يشهد لها من عرفوها بذلك، والذين تحدثوا عن دفئها وعزمها وتكريسها وقتها للعدالة الاجتماعية.
وقال: “هذه ثالث جريمة قتل لصحفي في إحدى دول الاتحاد الأوروبي في غضون عام، وهو ما يعيد فتح النقاشات حول مخاطر الصحافة الاستقصائية التي تكشف الفاسدين في دول تحارب الحقيقة، فلا ينسى أحد أكتوبر الماضي، الذي قُتلت فيه الصحفية دافني كاروانا جاليزيا، وهي صحفية استقصائية مالطية انفجرت قنبلة زرعت في سيارتها، أما في فبراير الماضي، فقد قُتل يان كوسياك، وهو صحفي سلوفاكي، بالرصاص مع صديقته”.
وقد قسم الهجوم المجتمع الصحفي في بلغاريا، حيث اعتبره البعض فألًا قاتمًا عن حرية الصحافة في البلاد، بينما قال آخرون إن ذلك كان مأساة، لكن من غير المحتمل أن يكون مرتبطًا بكتاباتها.
وصنفت منظمة الشفافية الدولية بلغاريا في المرتبة 111 من بين 180 دولة في مؤشرها الأخير لحرية الصحافة، وهو أدنى مستوى في أي دولة من دول الاتحاد الأوروبي.