إغلاق صحيفه إيرانية

في اطار
حملة التضييق على الصحف الاصلاحية في ايران، ذكرت وكالة الانباء الطلابية
الايرانية ان هيئة الرقابة الايرانية على الصحف، والتي يهيمن عليها المحافظون قررت
اقفال صحيفة «شرق» المعتدلة الواسعة الانتشار، والتي تعد أهم الصحف الاصلاحية،
وذلك بسبب نشر كاريكاتير يسخر من البرنامج النووي الايراني. وقالت هيئة الرقابة
على الصحف التي تتبع لوزارة الثقافة والارشاد في بيان اوردته وكالة الانباء
الطلابية «لقد تم حظر صحيفة (شرق) وتلاحق لانتهاكات متكررة للقانون ورفضها تسديد
غرامات اضافة الى نشر رسم كاريكاتوري مهين.
ويمثل الرسم
الكاريكاتوري رقعة شطرنج يواجه فيها حمار مفتوح الفم على رأسه هالة نور حصانا،
وتمثل رقعة الشطرنج المواجهة بين ايران والغرب على خلفية البرنامج النووي الايراني.وأثار
الحمار هيئة الرقابة على الصحف.
وكانت عدة
مواقع انترنتية ايرانية قد نقلت قبل أشهر عن مصادر مقربة من الرئيس الايراني محمود
احمدي نجاد قوله ان هالة من الضوء كانت تحيط برأسه خلال القائه كلمته أمام الجمعية
العامة للامم المتحدة في نيويورك، العام الماضي. غير ان مكتب احمدي نجاد نفى ان
يكون الرئيس قد قال مثل هذا الكلام عن نفسه.
ويرمز
الحمار في الثقافة الايرانية، كما العربية، الى الشخص محدود الذكاء. وبحسب هيئة
الرقابة يأتي قرار اغلاق «شرق» بعد سبعين تحذيرا بسبب «مقالات تتسم بالهرطقة
وشتائم ضد شخصيات دينية وسياسية ووطنية ومعلومات مخالفة لقرارات المجلس الاعلى
للامن القومي» المكلف خصوصا الملف النووي. وكانت هيئة الرقابة قد أمهلت «شرق» شهرا
في اغسطس (اب) الماضي لتعيين مدير تحرير جديد بدلا من مديرها الحالي محمدي
رحمانيان «قد يمارس رقابة افضل على الدورية». ونفى رحمانيان ان تكون صحيفته قد
تجاوزت المهلة التي حددتها السلطات لتعيين من يخلفه، موضحا انه تقدم اول من امس
بطلب تمديد المهلة شهرين آخرين حتى يجد الشخص المناسب، وشدد على انه سيستأنف قرار
الاغلاق. وأكد رحمانيان على انه لا يدري سبب الاغلاق. وقال في تصريحات لوكالة
رويترز للانباء امس «انهم لا يستطيعون اغلاق صحيفة بسبب رسم كارتوني. ان هذا
يتجاوز واجباتهم القانونية». وكان التلفزيون الايراني الرسمي قد قال ان سبب
الاغلاق هو تجاوز المهلة القانونية لتعيين مدير تحرير جديد لـ«الشرق» غير ان وكالة
الانباء الايرانية قالت ان الرسم الكارتوني احد اسباب الاغلاق. كما قال الصحافي
الاصلاحي البارز ما شاء الله شمس الواعظين ان الرسم الكارتوني وراء قرار الاغلاق. وقال
صحافيون اصلاحيون ان سبب الاغلاق هو اسكات الاصوات المعارضة، موضحين انهم لا
يتوقعون ان يتم رفع الحظر عن الصحيفة سريعا. وقال صحافي اصلاحي بارز لرويترز، رفض
الكشف عن هويته، «اغلاق (شرق) له رسالة وهي: لا تنتقدوا الحكومة.
وصحيفة «شرق»
المقربة من المعتدلين، هي الاكثر جدية بين الصحف الوطنية الايرانية ويتجاوز
توزيعها اليومي 100 الف نسخة، وسط اكثر من اربعين صحيفة يومية، نصفها مقرب من
المعتدلين او الاصلاحيين. وكان ظهور صحيفة «شرق» بحد ذاته حدثا مهما بحيث تزامن مع
اغلاق آخر صحيفة اصلاحية وتغيير مسؤولي صحيفة «همشهري» الواسعة الانتشار التابعة
لبلدية طهران بعد انتخاب محمود احمدي نجاد (رئيس الجمهورية حاليا) امينا للصحافة.
وبدلا من
ان تتبنى صحيفة شرق الخط الاصلاحي الصريح والذي سبب اغلاق الصحف الاصلاحية الواحدة
تلو الاخرى، انتج رئيس تحريرها الشاب محمود قوتشاني (الذي تسلم رئاسة التحرير بعد
ان ذاق طعم سجن ايفين لعدة اشهر بسبب المقالات التي كتبها حول فساد الطبقة الحاكمة
والاغتيالات السياسية) اسلوبا هادئا، ومنهجا قريبا من منهج صحيفة الـ«موند» الفرنسية،
اي التحليل المعمق والابتعاد عن الاخبار الساخنة المثيرة لغضب المرشد والسلطة،
والسعي الى تثقيف القارئ بتقديم تقارير وابحاث وتحليلات ذات بعد استراتيجي في
الشؤون السياسية والاقتصادية الى جانب صفحات ثقافية التي كانت تتعاون معها نخبة من
رجال الفكر والسياسة والادب والفلسفة.
ومن ميزات
صحيفة «شرق» كانت ملحقاتها التاريخية والثقافية بمناسبة ايام خاصة واحداث تاريخية
كمرور مئة عام على الثورة الدستورية وذكرى اختفاء الامام موسى الصدر.ورغم ان هيئة
الرقابة على الصحف اصدرت قرار توقيف صحيفة شرق بذريعة نشرها الرسم الكاريكاتوري،

غير ان
مشروع اغلاق آخر صحف ومجلات غير حكومية وخاضعة لاشراف وزارتي الارشاد
والاستخبارات، كان قد ابرمه المجلس الاعلى للثورة الثقافية قبل شهرين بطلب احمدي
نجاد وبموافقة المرشد علي خامنئي، والمشروع يتضمن ايضا بندا بتصفية الكوادر
العلمية في الجامعات وإحالة الاساتذة المستقلين الى التقاعد المبكر، وخلال الاشهر
الثلاثة الماضية اي منذ تعيين موسى عميد زنجاني احد رجال الدين المعروفين بآرائه
المتشددة عميدا لجامعة طهران، تم طرد 400 من اساتذة جامعة طهران وجامعة الشهيد
بهشتي وجامعة اميركبير.
كما علم
أن محمد قوتشاني قد تلقى في الاسابيع الاخيرة سلسلة من التهديدات من استخبارات
الحرس ووزارة الامن وجهة قريبة من المرشد، بأنه سيدفع ثمنا باهظا بسبب نشر المطالب
المسيئة للولاية (ولاية الفقيه) والحكومة.
والى جانب
صحيفة شرق فان مجلتي «نامة» و«حافظ» ابرز المجلات الادبية قد تم توقيفهما ايضا
دفعة واحدة.