وطن-
قررت وزارة شؤون الإعلام البحرينية الإثنين إيقاف صحيفة «الوسط» المستقلة حتى إشعار آخر لما تقوم به من نشر وبث ما يثير الفرقة في المجتمع.
وأفادت وكالة الأنباء البحرينية (بنا) بأن القرار يقضي بوقف تداول واستخدام جريدة «الوسط» للوسائل الإعلامية الالكترونية فورا وحتى إشعار آخر نظرا لتكرر قيام الجريدة بنشر وبث ما يثير الفرقة في المجتمع، وروح الشقاق والمساس بالوحدة الوطنية وتكدير السلم العام، بحد قولها.
وكانت السلطات البحرينية قد أوقفت في شهر أغسطس/آب الماضي صدور صحيفة «الوسط» المستقلة الوحيدة في المملكة، وأرجعت ذلك إلى «مخالفتها القانون وتكرار نشر وبث ما يثير الفرقة بالمجتمع ويؤثر على علاقات مملكةالبحرين بالدول الأخرى».
لكن السلطات سمحت لها بالصدور مجددا بعد تعليقها ليومين، موضحة أن هذا القرار اتخذ «بعد تأكيد الصحيفة على إلتزامها بالعمل وفق القانون».
وأدانت جماعات ناشطة في مجال حقوق الإنسان خطوة إيقاف الصحيفة آنذاك بوصفها محاولة لقمع المعارضة.
واضطرت صحيفة «الوسط» للتوقف مؤقتا في عام 2011 عقب الاحتجاجات المناوئة للحكومة في البحرين.
واعتقل «كريم فخراوي»، المؤسس المشارك للصحيفة في أبريل/نيسان 2011، قبل أن يموت وهو قيد الاحتجاز بعد أسبوع واحد من اعتقاله، وتداولت أنباء حينها عن تعرضه للتعذيب حتي الموت.
ووصفت منظمة «هيومن رايتس فيرست» قرار هيئة شؤون الإعلام وقف صحيفة الوسط عن الصدور بالخطير واعتبرته تأكيداً على مساعي الحكومة البحرينية في في إسكات كل الأصوات المعارضة وسحق المعارضة.
وحملت الإدارة الأمريكية مسؤولية تصاعد الانتهاكات الحقوقية والتعدي على حرية الرأي والتعبير في البحرين، وقالت إنه منذ إعلان وزارة الخارجية الأمريكية في نهاية يونيو/حزيران 2015 رفع الحظر المفروض على مبيعات الأسلحة إلى الجيش البحريني، بعدما زعمت الوزارة وجود «تقدم حقيقي في مجال حقوق الإنسان» كانت هناك سلسلة من الاعتداءات على حرية التعبير من قبل الحكومة البحرينية.
واعتبرت المنظمة أن الوسط جريدة محترمة ورائدة في المنطقة، يرأس تحريرها الصحفي ذوي الخبرة «منصور الجمري» والمعروف عن الصحافة المتوازنة لأكثر من عقد من الزمان.
وتشهد البحرين اضطرابات منذ احتجاجات عام 2011 التي طالب فيها المعارضون، وغالبيتهم من الشيعة، بإصلاحات من الحكومة التي يقودها السنّة.
وفي السابق، اتهمت حكومة البحرين إيران بدعم مسلحين من الشيعة الذين يشكلون غالبية سكان المملكة.
كما تستدعي المنامة سفيرها لدى طهران باستمرار للاحتجاج حول «تصريحات عدائية متكررة» لزعماء إيرانيين.
ودأبت إيران على نفي التدخل في شؤون البحرين بالرغم من الإعراب عن تأييدها لجماعات المعارضة التي تطالب بمزيد من الحقوق السياسية والاقتصادية للشيعة.