سبوتنيك-
صادرت السلطات الأمنية السودانية عدد اليوم، الأحد، من صحيفة “الجريدة” السياسية اليومية، دون أن تذكر الأسباب والمبررات لناشري الصحيفة، فيما اتهم رئيس تحرير الصحيفة أشرف عبد العزيز الحكومة بـ”التراجع عن توصيات الحوار الوطني التي أكدت على حرية الصحافة”.
وقال عبد العزيز لـ “سبوتنيك” إن السلطات الأمنية قامت بمصادرة عدد اليوم، وللمرة الرابعة خلال هذا الأسبوع، دون أن تذكر الأسباب”.
لكن استدرك بقوله، في المرة السابقة، عللت الأجهزة الأمنية مصادرتها للصحيفة بسبب “العصيان المدني” الجاري.
وأشار عبد العزيز إلى أن ردة فعل السلطات السودانية على دعوة عصيان مدني واسعة النطاق، أطلقها نشطاء سودانيون، “كانت كبيرة من، ومن معالمها، هجمة شرسة ضد الصحف، وهذا يعتبر تراجعا كبيرا لتوصيات الحوار الوطني الذي اختتم في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بالبلاد، والذي من المفترض أن يكون هناك حريات صحفية وللرأي أوسع مما عليه الحال الآن”.
وأضاف أن “هامش الحريات انكمش بشكل ملحوظ، وصارت الصحف تعاني الأمرين، أولاً يتم حرمانها من الإعلان الحكومي، وثانياً يتم مصادرة الصحف في المطبعة وبعد إتمام طباعتها بالكامل، وهذا إجراء عقابي لأنه يؤثر على الصحيفة معنوياً ومادياً.
وأردف عبد العزيز، قائلاً “هذا يعني أن تغلق الصحف أبوابها تماماً أو تدور في فلك الحكومة، ونحن صحيفة مستقلة تقوم بنقل الأحداث بمهنية”.
وفي سؤال حول فرص نجاح عصيان مدني ثاني، في التاسع عشر في شهر كانون الأول/ديسمبر الجاري، قال رئيس تحرير “الجريدة”، “إذا واصلت الحكومة ذات النهج الذي اتبعته ردا على العصيان السابق، فبالتأكيد ستبدأ نجاحات العصيان المدني قبل يوم إعلانه.
فالحكومة تعاملت برد فعل الفائت بطريقة حساسة، وهي كانت طرفاً في إنجاح العصيان المدني. فبتصريحات المسؤولين بشأن العصيان وقولهم إن العصيان كان فاشلا ولم ينجز شيئاً، وقولهم أيضا إن من قاموا بها هم مجرد (معارضة الكيببورد)، في إشارة إلى أنهم “متظاهرون إلكترونيون”، بالإضافة إلى التخبط الواضح في السياسات التي تتم بها مصادرة الصحف، كل هذه المعطيات خير دليل على أن العصيان المدني ومثل هذه الدعوات يمكنها أن تبرز واقعاً جديدا في السودان”.
ويشار إلى أن ناشطين سودانيين وأحزاب معارضة قامت بتنظيم عصيان مدني، في السابع والعشرين من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، لمدة ثلاثة أيام.
وقال ناشطون إن دعوات العصيان حققت نجاحاً وإقبالاً كبيراً من قطاعات الشعب المختلفة، لكن في ذات الوقت أكد مسؤولون سودانيون أنها فشلت. وبحسب مواقع التواصل الاجتماعي، يقوم ناشطون وسياسيون سودانيون هذه الأيام بدعوات جديدة للعصيان المدني وليوم واحد، في التاسع عشر من الشهر الجاري، والذي يوافق إعلان استقلال السودان عام 1956.