
cpj-
بقلم: شريف منصور/ منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين
يافطات انتخابية معلقة في شوارع عمان. زار وفد من لجنة حماية الصحفيين الأردن لاستعراض وضع حرية الصحافة عشية الانتخابات البرلمانية التي ستجري في 20 سبتمبر/أيلول. (لجنة حماية الصحفيين/ شريف منصور)
قالت ديالا الدباس، وهي مقدمة برامج إذاعية أردنية، في لقاء أجريته معها “أنا أعلم بأننا ممنوعون من التحدث عن الملك وأسرته وعن الأمور الدينية، ولكنني صرت خائفة أيضاً من التحدث عن أي شخص قد يُعتبر ‘رمزاً دينياً'”.
وكانت الدباس أثناء هذا اللقاء، تجلس على كرسيها على نحو غير مريح بسبب أصابة تعرضت لها أثناء ممارستها لرياضة كرة القدم. وقد حدثت هذه الإصابة بينما كانت الصحفية في إجازة قسرية في وقت مبكر من هذا الشهر، إذ تم إيقاف برنامجها الإذاعي “كابسة” الذي يبث صبيحة كل يوم. وقد منعت هيئة الإعلام الأردنيةبرنامجها من البث عبر المحطة الإذاعية المحلية ‘صوت الغد’ لمدة أسبوعين بسببخطأ في تفسير تصريح منسوب لمفتي المملكة الشيخ عبد الكريم الخصاونة والإساءة إليه، وذلك أثناء حلقة البرنامج التي بُثت في 31 يوليو/تموز.
وأخبرتني الدباس بأنها شعرت منذ عودتها لتقديم البرنامج بزيادة في الرقابة، إذ باتت مناقشات سياسية ودينية معينة محظورة على نحو متزايد. وقد عبّر عن هذا الاعتقاد عدة صحفيين ومحليين ممن قابلتهم في الأردن في الأسبوع الماضي لمناقشة المناخ الإعلامي عشية الانتخابات البرلمانية التي ستجري في 20 سبتمبر/أيلول.
وفي هذا الأسبوع، أصدرت هيئة الإعلام، وهي الوكالة الحكومية المسؤولة عن فرض قوانين الصحافة وأنظمتها، تعميماً لوسائل الإعلام يمنعها من نشر أي أخبار عن الملك أو العائلة المالكة سوى ما يصلها من دائرة الإعلام في الديوان الملكي. وقال التعميم إن المخالفين سيكونون “تحت طائلة المسؤولية”، ودون أن يحدد العقوبات التي يواجهها الصحفيون في هذه الحالة.
ظل هذا النوع من الرقابة الحكومية مستمراً منذ عامين، وهو يجري في سياق تصاعدٍ في اعتقال الصحفيين في عامي 2014 و 2015. وأشار العديد من الصحفيين الذين تحدثت معهم إلى أن مجموع أوامر حظر التغطية الإعلامية بلغ 15 أمراً منذ عام 2014 حسبما أورد الموقع الإلكتروني الإخباري المحلي ‘حبر’. وكانت لينا عجيلات، محررة موقع ‘حبر’ والعضوة في المجموعة الاستشارية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، قد حضرت عدة اجتماعات أجريتها مع مسؤولين رسميين أثناء زيارتي إلى الأردن.
ولا يتضمن الإحصاء الذي أعده موقع ‘حبر’ الأمر الصادر في 28 أغسطس/آب الذي يحظر التغطية الإعلامية بخصوص احتجاز الداعية الإسلامي أمجد قورشة. ولكنه يتضمن أمراً صدر في يونيو/حزيران يحظرالنشر بخصوص اعتقال المعلّق الإعلامي اليساري ناهض حتر. وقال عدة صحفيين ممن التقيت بهم إن هاتين الحالتين هما جزء من محاولات الحكومة للسيطرة على الحوارات العامة من أقصى اليمين وأقصى اليسار بغية فرض “الاعتدال” على المنافسة السياسية عشية الانتخابات التي ستجري قريباً.
وكانت السلطات الأردنية قد احتجزت قورشة منذ يونيو/حزيران بسبب سلسلة من مقاطع الفيديو التي نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك مقطع فيديونشره على صفحته على موقع فيسبوك في أكتوبر/ تشرين الأول 2014 وطلب فيه من قادة الجيش والمخابرات عدم المشاركة في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية، إضافة إلى مقاطع فيديو غير مؤرخة نشرها على موقع ‘يوتيوب’ تظهره يخاطب الطلاب ويمتدح قادة غير محددين في تنظيم الدولة الإسلامية. وتم تجديد احتجازه ست مرات على خلفية اتهامات غير محددة. وعندما أصدرت هيئة الإعلام في هذا الأسبوع أمراً يحظر التغطية الصحفية بخصوص هذه القضية، تذرعت بقانون المطبوعات والنشر، حسبما أوردت تقارير إخبارية محلية.
وفي قضية المعلق السياسي والكاتب اليساري ناهض حتر، الذي كتب سابقاً لمواقع إخبارية إلكترونية بما فيها صحيفة ‘الأخبار’ وموقع ‘ميسلون’، فقد سلّم نفسه للسلطات الأمنية في 13 أغسطس/آب 2016 بعد أن صدرت بحقه مذكرة اعتقال بتهمة “الإساءة إلى الأديان” وفق المادة 278 من قانون العقوبات، حسبما أوردت التقارير. وتأتي هذه التهمة على خلفية قيام حتر بنشر رسم كاريكاتيري على صفحته على موقع فيسبوك في 12 أغسطس/آب يصوّررجلاً ملتحياً
موسى معايطة، وزير الشؤون السياسية والبرلمانية، مع شريف منصور من لجنة حماية الصحفيين، يسار الصورة. ويقول الوزير إن الأردن منفتح على مناقشة موضوع الحريات العامة. (لجنة حماية الصحفيين)