أعربت الولايات المتحدة الأميركية عن غضبها من تعاطي بعض وسائل الاعلام العربية مع كارثة جنوب آسيا.
جاء ذلك في نشرة الأخبار الرئيسية على شبكة “إن بي سي” الأميركية، التي استعرضت اتهام صحيفة “الأسبوع” المصرية للولايات المتحدة بإجراء اختبار نووي تسبب بأمواج تسونامي، الأمر الذي تبنته إحدى المنتديات التفاعلية “الأصولية” بحسب ما نقلت الـ”إن بي سي” التي أشارت أيضا إلى فتوى أصدرها الضيف الدائم في برنامج “الجواب الكافي” الذي تبثه فضائية المجد أستاذ الفقه المساعد في جامعة الإمام الدكتور عبدالعزيز الفوزان، يربط فيها بين “احتفالات الميلاد” وكارثة الأمواج العاتية التي حصدت أكثر من 146 ألف قتيلًا حتى الآن.
وبحسب “إيلاف” فإن وزارة الخارجية الأميركية وبالتعاون مع شبكات تلفزيونية متعددة تعمل على إجراء اتصالات مع عدة وسائل إعلامية عربية ترتكب مخالفات مهنية وتزيد الهوة بين أميركا والمسلمين.
وكانت الـ”إن بي سي” أذاعت في نشرتها الرئيسة التي يقدمها براين ويليامز أمس تقريرًا استعرض خلاله الصحافي كيري ساندرز طريقة تعاطي وسائل الإعلام العربية مع كارثة تسونامي. وأشار ساندرز في تقريره الى الاتهامات التي نشرتها جريدة الأسبوع المصرية والتي أرجعت المأساة في جنوب آسيا إلى اختبار نووي قامت به الولايات المتحدة الأميركية.
إضافة إلى ذلك، أشار كيري الى تبني إحدى “المنتديات التفاعلية الأصولية السعودية” هذا السبب من خلال نقاش طويل تخللته اتهامات للحكومة الأميركية بأنها “تحاول التكفير عن غلطتها عبر دعم المنكوبين والمتضررين”.
كما بثت شبكة (ان بي سي) الواسعة الانتشار صورًا متفرقة للقاء أجرته فضائية “المجد” الإسلامية التي تبث من مدينة الإعلام في دبي مع عضو هيئة التدريس في جامعة الامام بالسعودية قال فيه إنه “عندما ينتشر الزنا والفساد والشذوذ الجنسي في العالم، يحين موعد الكارثة”. واستغرب الصحافي الذي يعمل لصالح (ان بي سي) في تقريره ربط استاذ الجامعة السعودي كارثة “تسونامي” باحتفالات عيد الميلاد.
يذكر أن قناة المجد الاسلامية حققت منذ انطلاقتها نجاحا ملموسا عبر استقطابها لشريحة عريضة من المشاهدين اغلبهم من المتدينين مما جعلها تتمدد في الفضاء وتفتح قناة للاطفال واذاعة خاصة. ويحظى برنامج “الجواب الكافي” الذي يرد عبره الفوزان على اسئلة المشاهدين بمتابعة خاصة من قنوات فضائية أميركية ترصد بإهتمام فتاوي المشائخ المسلمين في القنوات الفضائية.
وقال الصحافي المتخصص في الشرق الأوسط كلارك سبرينغ لـ (إيلاف) :”رغم التطور الذي حققته بعض وسائل الاعلام العربية الا ان بعضها مازال يمارس اخطاء غير محمودة العواقب” معربا عن تخوفه من منع بث غير قناة بسبب اقترافها ذنوبا تحرمها لوائح البث والنشر “هناك عمل دؤوب في هذا الجانب، ربما يعتبره البعض يتناقض والحريات لكنه أمن وسلامة العالم هو مايبحث عنه الكل حاليا”. تجدر الاشارة أن السلطات الفرنسية قد اوقفت بث قناة المنار قبل أسابيع قليلة بسبب تصريحات أذاعتها معادية للسامية.
يذكر أن الولايات المتحدة الأميركية اطلقت قناة الحرة الناطقة باللغة العربية مطلع العام الميلادي الماضي نحو تحسين صورتها في الشرق الأوسط وإلى الحد من نفوذ قناتي الجزيرة والعربية الإخباريتين وفي الوقت ذاته تحسين صورة الولايات المتحدة في العالم العربي. وقال مجلس إدارة “الحرة” إن من بين أهم أهداف الشبكة التلفزيونية أن تكون شبكة إخبارية متكاملة ومتوازنة.
وأوضح نورمان باتيز رئيس إدارة لجنة الشرق الأوسط في مجلس الأمناء للبث في الشرق الأوسط أن هذه القناة “ستخلق درجة أكبر من الفهم الحضاري والاحترام”. وأضاف أن “جزءا هاما من رسالتنا هي أن نكون مثالا للصحافة الحرة على الطريقة الأميركية”. ولم تحقق الحرة النجاح المأمول بل مازالت تعاني من مشاكل عديدة أدت الى تغيير مستمر في طاقمها وألقت بظلالها على جدواها ومستقبلها.