حذر الخبير في الشؤون
الخارجية للسياسة الأمريكية والأستاذ في الشؤون الدولية بجامعة تكساس جيمس ليندسي
من المبالغة في النوقعات حول قدرة الرئيس الأمريكي باراك أوباما على حل كافة
الملفات في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن أمام أوباما ملفات خارجية وداخلية يتوجب
العمل عليها، ويأتي في مقدمتها تحسين الوضع الاقتصادي وتجاوز الأزمة الاقتصادية في
الولايات المتحدة.

وقال ليندسي في حلقة
نقاش مع مجموعة من الإعلاميين الأردنيين نظمها مركز حملية وحرية الصحفيين الأحد 10
أيار في مقره بعمان إن "الاختلاف في سياسة الرئيس الأمريكي لا تقتصر فقط على
منطقة الشرق الأوسط إنما العالم بأسره".

وأضاف "إن
الادارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس أوباما جادة في تحقيق تقدم بعملية السلام
في الشرق الأوسط وتعتبره أحد أهم اولوياتها وتريد أن تحقق تقدما ايجابيا على هذه
الجبهة".

وأوضح "ان
اولوية ايجاد حل للمسألة الفلسطينية الاسرائيلية تحقق مصالح اميركية أساسية تتمثل
في تقليل الغضب في الشارع العربي والاسلامي تجاه اميركا وتزيد من امكانية تعاون
الحكومات العربية مع اميركا وتسحب البساط من تحت المتشددين في المنطقة، اضافة الى
أن تحقيق تقدم في هذا الامر يسهم في تعاون الاوروبيين مع الولايات المتحدة في أمور
أخرى في السياسة الخارجية الأميركية حول العالم".

وأشار ليندسي الى ان
طريقة الرئيس اوباما تختلف عن طريقة الرئيس السابق بوش ،"فهي تعتمد على
الاستماع اولا ومن ثم الطلب من جميع الاطراف التعاون"، مشيرا الى ان المرحلة
المقبلة ستشهد مطالبات بفعل "أشياء صعبة" من الاطراف الفاعلة في موضوع
السلام في الشرق الاوسط.

وبين ان مطالبة نائب
الرئيس جو بايدن اسرائيل بوقف الاستيطان خلال خطاب له أمام منظمة ايباك اليهودية
كان جديا جدا، "ولست متفاجئا من ان نائب الرئيس قام بوضع المبادىء السياسية
الاميركية الاساسية بخصوص السلام في المنطقة على الطاولة بوضوح وجدية"، مؤكدا
أن الادارة الحالية مختلفة عن سابقتها وستطلب من اسرائيل تحقيق بعض الامور لدفع
العملية السلمية الى الامام.

وألمح ليندسي الى
امكانية أن تفتح الادارة الحالية حوارا مع حماس في حال قيام الاخيرة بتغيير نبرتها
من موضوع السلام، مستشهدا برد لوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون على سؤال حول
امكانية تعامل الادارة مع حكومة فلسطينية يشارك فيها ناشطون من حماس.

وفي موضوع دعم
الديمقراطية والاصلاح أكد اهتمام الادارة الجديدة بهذا الموضوع الحيوي ، ونوه بان
التعامل معه يختلف عن تعامل الادارة السابقة، مشيرا الى ان الادارة تخطط لزيادة
حجم المساعدات الخارجية ، رغم عدم شعبيته بين اوساط الاميركيين – خصوصا في ظل
الازمة المالية الحالية – وهذا بحد ذاته مؤشر كبير على اهتمام الرئيس وادارته بدعم
وتعزيز الديمقراطية والاصلاح في المنطقة والعالم.

وقال ليندسي ان
التوقعات من اوباما والادارة الحالية في المنطقة وعالميا كبيرة ومرتفعة الا ان على
الجميع الا يتعجل الامور فهناك عدة قضايا رئيسة تواجه الادارة كابقاء العراق موحدا،
والتعامل مع ملف ايران النووي، وطالبان أفغانستان، وباكستان، وعملية السلام في
الشرق الاوسط، وتزايد القوة العسكرية الصينية، وروسيا، واوروبا، والتغير المناخي،
بالاضافة الى الامور الداخلية الملحة كالتعامل مع الازمة الاقتصادية الخانقة.

وفي الموضوع العراقي
قال ان الرئيس جاد في تنفيذ وعوده الانتخابية بالانسحاب من العراق الا ان ارتفاع
وتيرة العنف ربما تجبره على تغيير خططه.

وأشار البروفيسور
الاميركي الزائر الى أن الرئيس اوباما سيؤكد في خطابه الذي يعتزم القاءه في
القاهرة في الرابع من الشهر المقبل على رغبة ادارته بتحسين العلاقات مع حكومات
المنطقة، وسيبدي اهتماما وتطلعا للتعاون مع زعمائها، اضافة الى أنه سيتطرق الى عدم
وجود حالة عداء مع الاسلام والمسلمين كما فعل في خطاب التنصيب.