يعرب المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) عن إدانته البالغة لاستمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الاعتداءات على الصحفيين ووسائل الإعلام الفلسطينية, في  إطار حربها الوحشية على قطاع غزة والمتواصلة منذ (27/12), والتي تسببت في قتل ما يزيد على 800  شهيدا, وأكثر من ثلاثة آلاف جريح, ودمارا هائلا وكارثة إنسانية, كما واصلت اعتداءاتها على الصحفيين في الضفة الغربية .

 

فقد توفي مساء أمس مذيع راديو الوان علاء حماد مرتجى (25عاما) اثر إصابته بجراح خطيرة جراء قصف منزله في حي الزيتون بمدينة غزة من قبل دبابة إسرائيلية, وقال زميله في الإذاعة مازن بلبيسي أن مرتجى اخذ إجازة لمدة ساعتين وغادر لمنزله, حيث  اصيب في حوالي الساعة السادسة بجراح خطيرة في ساقه جراء قصف منزله, نقل على اثرها الى مستشف الشفاء, وتوفي في حوالي الساعة العاشرة مساء, حيث كان يعد مراسل الجزيرة لإجراء مقابلة معه, وقد أصيبت  والدته بجراح خطيرة في الحادث.

 

كما قام الطيران الإسرائيلي مساء أول أمس بقصف شقة مصور تلفزيون فلسطين إيهاب جمال الوحيدى (33عاما) في برج الأطباء بمدينة غزة, وقال الصحفي خضر الزعنون ان الوحيدي قتل نتيجة لإصابته في أنحاء متفرقة من جسده بناء على أقوال زوجة الوحيدي, التي اصيبت بجراح خطيرة في الحادث, في حين قتلت في نفس الحادث والدة زوجته رقية ابو النجا مغربية الأصل.

 

وبذلك يرتفع عدد الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام الذين قتلوا منذ بداية الحرب الى أربعة.

 

كما قامت طائرة إسرائيلية مساء أمس بقصف جدار سطح برج الجوهرة,  الذي  تتخذه ميديا جروب مكانا للبث الحي, لعدد من وسائل الإعلام التي تقدم لها خدمات إعلامية, مما أدى الى إصابة محرر تلفزيزن الاخبارية السعودي منار شلولة (26عاما) بجراح طفيفة في رأسه, نقل على اثرها الى مستشفى خاص لتلقي العلاج, وقال رئيس مجلس ادارة ميديا جروب عاطف عيسى ان القصف تم أثناء البث المباشر لقناة العالم الايرانية, وأثناء وجود اكثر من عشرين صحفيا على السطح, حيث تم قصف جدار البرج على بعد حوالي ثمانية أمتار من الصحفيين, وأكد عيسى ان الجيش الإسرائيلي يعرف ان السطح يستعمل للبث الحي, حيث توجد اشارات الصحافة عليه , كما سبق وابلغنا افيحاي ادرعي الناطق باسم الجيش الاسرائيلي بمكان وجوده منذ اليوم الأول للحرب, حيث اكد انه لن يتم قصفه .

 

 وفي قرية جيوس( قلقيلية) ذكرت وكالة معا  قوات الاحتلال الاسرائيلي أطلقت النار على مصورها خليل رياش, مما أدى إلى إصابته بجراح في ساقه اليمنى, نقل على اثرها الى مستشفى الدكتور درويش نزال في مدينة قلقلية, لتلقي العلاج.

 

كما اصيب يوم أمس مصور الاسوشيتدبرس محمد محيسن من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء تغطيته لمظاهرة قرب حاجز قلنديا شمال مدينة القدس, وقال محيسن انه اصيب  بقنبلة غاز في صدره تحت القلب مباشرة  فقد الوعي على اثرها جراء استنشاقه كميات كبيرة من الغاز, وقد نقل الى مستشفى الشيخ زايد في رام الله, حيث تبين وجود كسر في احد الاضلاع.

 

كما واصلت الشرطة الاسرائيلية اعتقال مراسل قناة العالم خضر شاهين, والمنتج محمد سرحان, بحجة خرق قانون الرقابة العسكرية, منذ الخامس من الشهر الجاري, وقال زميله فارس صرفندي أن الصحفي ايهود يعاري من القناة الثانية للتلفزيون الاسرائيلي, قام بالتحريض على شاهين بحجة انه مواطن إسرائيلي يعمل مع ايران, وانه اذاع تحرك الجيش الاسرائيلي يوم السبت الساعة السادسة والنصف مساء في حين ادعى ان الجيش أعلن ان العملية بدأت الساعة الثامنة مساء, حيث قامت الشرطة بالبحث عنه في اليوم التالي في مدينة سديروت لكنه لم يكن متواجدا هناك , وعندما علم بالموضوع ذهب الى مركز الشرطة في القدس يوم الاثنين الماضي, برفقة محاميه والمصور احمد جلاجل والمنتج محمد سرحان , وبعد ثلاث ساعات من الفحص, طلبوا منهم التوجه الى شرطة بيتاح تكفا, فتوجهوا الى هناك وبعد ساعتين من التحقيق, تم اعتقال شاهين وسرحان, واطلقوا سراح جلاجل,  وطلبوا من المحامي المغادرة.

 

من جهة اخرى واصلت قوات الاحتلال منع وسائل الاعلام الدولية من دخول قطاع غزة منذ رغم صدور قرار من محكمة العليا في إسرائيل بالسماح لمجموعات من ثمانية أشخاص لدخول القطاع, بناء على دعوة  قضائية من جمعية الصحفيين الأجانب. الا ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي تماطل في تطبيق القرار, في محاولة منها لحجب جرائمها في القطاع عن الراي العام العالمي, وفي خرق واضح لحرية الراي والتعبير.

 

 ان مركز مدى اذ يكرر ادانته للعدوان الاسرائيلي الغاشم على قطاع غزة بشكل عام, وعلى الصحفيين ووسائل الاعلام , فانه يدعو المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته لوقف الحرب الاسرائيلية الهمجية على قطاع غزة وعلى وسائل الاعلام, واطلاق سراح الصحفيين خضر شاهين ومحمد سرحان, والسماح لوسائل الاعلام الدولية بدخول قطاع غزة بشكل حر.