ناقش عدد من الصحفيين الاردنيين والعرب والدوليين في ملتقى عقد في عمان بتاريخ 15/5/2005 تحت شعار “حماية الصحفيين في الازمات” السبل التي تضمن حماية الصحفيين اثناء قيامهم بواجباتهم اينما كانوا وتساعد في خلق الامن الذي يفتقدونه.

وتناول الملتقى الذي نظمه مركز حماية وحرية الصحفيين بالتعاون مع اللجنة العربية لحقوق الانسان ومنظمة مراسلون بلا حدود واللجنة الدولية للدفاع عن تيسير علوني والاعلاميون العرب على مدى اربع جلسات موضوعات حول حماية المدنيين في الثقافة العربية سلامة الصحفيين في العرف ومنظومة القيم وخطف الصحفيين في القانون الدولي “حالة فلورنس اوبيانس” وظاهرة الخطف وصعوبات عمل الصحفيين العراقيين والاجانب في بغداد والقوانين الاستثنائية في الغرب واثرها على الصحافي العربي “حالة تيسير علوني”.

وفي حفل افتتاح الملتقى اكد رئيس مركز حماية وحرية الصحفيين نضال منصور انه ليس هناك امر اخطر من خطف الصحفيين واستخدامهم كاوراق سياسية للضغط والابتزاز مشيرا الى ان حالة الحريات قد تراجعت ولم تكن سنوات سوداء على الصحافة فقط بل حمراء تعمدت بدماء
الصحفيين.

وقال اننا ضد الارهاب مهما كان مصدره ومهما كانت مبرراته .. ولا نقبل به وندينه بصوت عال “ولكننا في الوقت نفسه نرفض القوانين الاستثنائية التي تصادر حقوق الاعلاميين وتحاصرهم وتعيق حركتهم”.

واضاف اننا نرفض ان يزج الصحفيون بالسجون تحت ذريعة الاشتباه بعلاقتهم بالارهاب وغلق المحطات الفضائية ومنعها من العمل لانها متهمة بالترويج للارهابيين.

وطالب منصور بتشكيل لجان تحقيق مستقلة لتحاسب مرتكبي الجرائم ضد الصحفيين والافراج الفوري عن جميع الصحفيين المعتقلين.

من جهته ثمن رئيس تحرير صحيفة ليبراسيون سيرج جولي لمركز حماية وحرية الصحفيين تنظيم هذا الملتقى الذي سيساهم بالفعل في ايجاد الاليات التي تكفل للصحفيين الحصول على الامان في الازمات.

وبين سيرج ان للصحفيين الحق في الحصول على المعلومات وايصال الحقائق الى الناس.

وبين الدكتور هيثم مناع من اللجنة العربية لحقوق الانسان انه منذ الحادي عشر من ايلول اعلنت حالة الطوارىء على الصعيد العالمي مشيرا الى ضرورة التعاون بين المنظمات المعنية بحرية وحماية الصحفيين من اجل حمايتهم والدفاع عنهم.

واكد امين عام منظمة مراسلون بلا حدود روبير مينار اهمية عقد مثل هذه اللقاءات والاجتماعات وذلك لانه لم يكن هناك مثل هذا العنف ضد الصحفيين من قبل مشيرا الى ان حوالي 55 صحفيا قتلوا خلال السنتين الماضيتين في العراق اثناء قيامهم بواجبهم مثلما جرح وخطف واضطهد الكثيرين منهم.

وخلال الجلسة الاولى التي ترأسها مدير عام وكالة الانباء الاردنية “بترا” الزميل فيصل الشبول اورد الدكتور هيثم مناع من اللجنة العربية لحقوق الانسان في ورقة عمل قدمها بعنوان “سلامة الصحفيين في العرف ومنظومة القيم” اية كريمة واحاديث نبوية شريفة تنهى عنقتل من لا يقاتل واعتبرها اساسا فقهيا وقانونيا لحماية المدنيين وقت الحرب.

وبين الدكتور مناع ان الصحافي بمفهوم المهنة النبيل هو شاهد الحقبة ومؤرخ اللحظة وامين بيت مال الحياة اليومية للناس وهو المتصدي بصورة مباشرة وغير مباشرة لعملية تدنيس الوعي في المجتمعات البشرية.

وعقب مدير مركز دراسات القدس عريب الرنتاوي على ورقة الدكتور مناع بقوله ان اول المختطفين كان الاسلام نفسه.

واضاف ان الاسلام بعيد كل البعد عن اعمال الخطف التي يلصقها نفر بديننا دين الرحمة والسلام.

وتركزت حوارات المشاركين في الجلسة على وجوب ترسيخ القيم العربية والاسلامية التي تنبذ قتل واختطاف المدنيين خاصة من يؤدون واجبهم بتغطية النزاعات في مناطق مختلفة.

واختتم الشبول الجلسة بتأكيد اهمية البحث عن الوعاء الفكري والثقافي لحماية المدنيين وقت الحروب والازمات مشيرا الى ان بعض الافكار التي طرحت اقتربت من هذا المفهوم.

وخلال الجلسة الثانية التي ترأسها رئيس المركز الافريقي لحقوق الانسان محمد منيب الجنيدي اكد امين عام منظمة مراسلون بلا حدود روبير مينار في ورقة عمل بعنوان “حالة فلورنس اوبيانس” وهي الصحافية التي لازالت مختطفة في العراق مع مترجمها ضرورة توحيد الجهود والعمل بجد للافراج عنهما وجميع المختطفين.

من جهته بين نائب رئيس اللجنة الدائمة للصليب الاحمر والهلال الاحمر الرئيس العام للهلال الاحمر الاردني الدكتور محمد الحديد ان كافة اتفاقيات جنيف تمنع قتل المدنيين اثناء الصراعات لافتا الى بعض المأخذ على العاملين في الصحافة اثناء الصراعات.

وفي الجلسة الثالثة التي تراسها رئيس تحرير صحيفة أبجد سهيل النجم العراقية الدكتور قيس العزاوي تركز النقاش على صعوبة العمل الصحفي داخل العراق وما يواجهه رجال الصحافة من تهديدات بالقتل والخطف داعيا الى وقفة تضامنية وداعمة للصحفيين العراقيين.

وقدم العزاوي مشاهداته لعمليات خطف وقتل تمت على أيدي جماعات في العراق كان ضحاياها من الصحفيين ورجال ألاعمال مطالبا بتشكيل لجنة دولية تتولى حماية الصحفيين وتحقق في عمليات الخطف والقتل التي تستهدفهم.

واشار الى ان عمليات الخطف في العراق لم تقتصر على الصحفيين بل طالت الكفاءات العلمية والأكاديمية ، ووصل عدد أساتذة الجامعات المختطفين إلى مائة أستاذ فيما وصل عدد العراقيين المعتقلين في سجون الاحتلال إلى ما يزيد على 17 ألف معتقل.

وقدم منسق اللجنة العربية للدفاع عن الصحفيين حسين داوود لمحة عن القوانين الاستثنائية في الغرب وأثرها على الصحفي العربي مبينا أن هذه القوانين “المطبقة على العرب تكتسب خطورتها من جانبين اولهما اخلاقي لجهة انه يفرض وجهة نظر الأقوى وسطوته على الطرف
الأخر الأضعف وثانيهما قانوني لجهة إدانة الناس بناء على توقعات دون قرائن أو دلائل”.

واختتمت اعمال ملتقى عمان الدولي الذي باصدار نداء يندد بالانتهاكات الواقعة على حرية الصحافة في العراق ويطالب بوقف الاغتيالات وعمليات الاختطاف والعنف التي يتعرض لها الصحافيون هناك.

ودان المجتمعون جميع الانتهاكات الواقعة على حرية الصحافة والصحافيين في العراق من اغتيالات واعتقالات ومراقبة او تهديد او اخذهم رهائن.

واضافوا ان الصحافيين غير مسؤولين بحال من الاحوال عن مواقف حكوماتهم وهم شهود مهمتهم القيام بواجبهم المهني كما انهم مدنيون من الواجب حمايتهم من قبل كل الاطراف المتصارعة.

واشار المجتمعون الى انه منذ اذار 2003 قتل اكثر من خمسين صحفيا في العراق واختطف قرابة 30 صحفيا معربين عن استنكارهم لبقاء مرتكبي هذه الجرائم الجسيمة دون محاسبة.

وطالبوا بتصعيد اشكال التضامن مع كل الصحافيين الضحايا لهذه الانتهاكات ووجهوا نداء لمختطفي فلورنس اوبيناس وحسين حنون للافراج عنهما فورا.