أفلت
الصحفي الإريتري ميلكياس ميهرتياب بأعجوبة من التوقيف عندما داهمت السلطات صحيفته
الخاصة منذ ست سنوات.
وقد عبر
الحدود الإقليمية سيرا على الأقدام قبل أن يسمح له بالسفر إلى الولايات المتحدة ويحصل
هناك على حق اللجوء.
وفي
الولايات المتحدة، عمل ميهرتياب كنادل مقهى وحارس أمن، لكن لم يعمل بالصحافة
البتة. وفي ظل وجود أكثر من 12 صحفيا سجينا بإريتريا، تعد العودة إلى الوطن صورة
في غاية القتامة.
وميهرتياب
ما هو إلا واحد من 243 صحفيا أجبروا على اللجوء للمنفى بسبب عملهم خلال الأعوام
الستة الماضية، حسب تقرير جديد للجنة حماية الصحفيين.
إن تقرير
"صحفيون في المنفى"، الذي صدر في اليوم العالمي للاجئين (20 يونية)،
توصل إلى أن أكثر من نصف الصحفيين الـ234 ينتمي إلى خمس بلاد فحسب، وهي: زيمبابوي،
إثيوبيا، إريتريا، كولومبيا، أوزبكستان. وفي كل شهر، يفر ثلاثة صحفيين على الأقل
من بلادهم ولا يعود إلا واحد من كل سبعة إلى موطنه.
إن أغلبهم
يفر إلى أمريكا الشمالية وأوروبا وإفريقيا. وفي كندا، التي تعد الثالثة على قائمة
الدول المضيفة بتقرير اللجنة، يعمل اثنين من أعضاء آيفكس على دعم برامج لمساعدة
الكتاب المنفيين.
فهناك
برنامج صحفيين في المنفى، بمنظمة صحفيون كنديون من أجل حرية التعبير، الذي رحب
بأكثر من 700 صحفي وكاتب ممن فروا من أوطانهم بعد تعرضهم للاضطهاد بسبب عملهم.
والبرنامج، الذي تم تدشينه في عام 2000، يمنح صوتا للصحفيين المنفيين ويجعلهم على
اتصال ببعضهم البعض وبصناعة الإعلام بكندا. وقد عملت المنظمة، عن طريق برنامج
صحفيين في المنفى، بالعديد من المبادرات، كورش العمل اللغوية ودليل لأعضاء
البرنامج وموقع للبرنامج- وهي توفر لأعضاء "صحفيين في المنفى" مكانا
للاجتماع وتبادل المعارف والخبرات. كما عملت المنظمة، مع منظمة القلم بكندا وغيرها
من الجماعات الإعلامية، على إعداد برنامج صحفي من عام واحد بكلية شريدان من أجل
الصحفيين الدوليين الذي تلقوا تدريبا مهنيا. ويشهد البرنامج حاليا عامه الأول.
أما عن
شبكة الكتاب السجناء بمنظمة القلم الدولية، التي يترأسها حاليا فرع المنظمة بكندا،
فهي تساعد الكتاب الهاربين على الإفلات من الاضطهاد والوصول إلى بر الأمان. وكانت
أغلب مراكز المنظمة تساعد الكتاب المنفيين بالفعل في إجراءات الهجرة واللجوء
والمسائل المتعلقة بالصحة والتقدم المهني، لذا فقد شكلت الشبكة في عام 1999 لتبادل
المعلومات واكتساب مزيد من الكفاءة. فمركز القلم بكندا يوفر الآن للكتاب اللاجئين
مناصب مؤقتة في الجامعات لمساندتهم ماديا ومنحهم مكانا في الوسط الثقافي
والأكاديمي بكندا.
كما يلتجئ
بعض الصحفيين الذي يصلون إلى فرنسا إلى "ميزون دي جورناليست" (
"بيت الصحفيين")، وهو مأوى آمن بباريس. ففي حين يمثل إيجاد عمل للصحفيين
المنفيين في الصحافة الفرنسية مهمة صعبة – فالكثير منهم لا يجيد اللغة والنقابات
لفرنسية ترى أن توظيف الأجانب يحرم من بفرنسا بالفعل من فرص العمل- يمنحهم
"بيت الصحفيين" فرصة مواصلة عملهم. وتبعا لتقرير لجنة حماية الصحفيين،
فثلثا الصحفيين الموجودين بالمنفى حاليا قد اضطروا إلى ترك عملهم.
ويقول
فيليب سبينو، مدير "بيت الصحفيين" والمعد السابق براديو فرانس، في مقال
براب 21، النشرة الإخبارية الصادرة عن الجمعية العالمية للصحف: "إن الهدف هو
مساعدة الصحفيين المنفيين وسط الصعوبات التي تواجههم عندما يهربون من بلاد
تضطهدهم، ويحاولون التأقلم مع الحياة في فرنسا و الاندماج في المجتمع
الفرنسي". وتتم إحالة أغلب الصحفيين إلى "ميزون" من قبل مراسلون
بلا حدود.
وتقوم
"ميزون" بنشر "لوي دو ليكزيليه" ( "عين المنفِي")،
وهي صحيفة إلكترونة أسبوعية تعرض مقالاتهم. يتلقى الصحفيون بطاقة غذاء يوميا
وتصريح للمواصلات العامة وبطاقات هاتف، بالإضافة إلى غرفة بالـ"بيت"،
الذي يقع في مقر مصنع سابق. كما يمكنهم أيضا تعلم الفرنسية والمشاركة في رحلات
"ثقافية". يأوي الـ"بيت" 15 صحفيا لمدة أقصاها 6 أشهر، وعادة
ما يتم ذلك فور وصول الصحفي إلى فرنسا، أثناء احتياجه للمساعدة في التقدم بطلب
اللجوء. ومنذ تدشينه في اليوم العالمي لحرية الصحافة (3 مايو) في عام 2002، أقام
في "بيت الصحفيين" 119 صحفيا من 40 دولة.
وهناك
مشروعات مماثلة يتم تنفيذها في برلين، ألمانيا، وكاديث، إسبانيا. وقد أيدت نقابة
الصحفيين المحلية بالإجماع مشروع قيام شبكة الصحفيين المنفيين بالمملكة المتحدة،
وهي الجماعة الإعلامية الوحيدة التي يديرها وينتفع بها صحفيون منفيون، بإنشاء مأوى
آمن بلندن، المملكة المتحدة.
وفي
إفريقيا، حيث تسهم الحدود الإقليمية الواهية وأوضاع حرية الصحافة القاسية في
النزوح المتواصل للصحفيين- 60 بالمائة منهم تبعا للجنة حماية الصحفيين- تقدم
"شبكة شرق إفريقيا والقرن الإفريقي للمدافعين عن حقوق الإنسان" برنامج
حماية وتدريب عملي لمدة تصل إلى ستة أشهر- داخل القارة- للصحفيين المعرضين للخطر.
إن الشبكة تستخدم علاقات الشراكة المتسعة التي عقدتها في المنطقة لتمنح الصحفيين
ملاذا مؤقتا و تعيد توطينهم في بلاد أكثر أمانا- بل تقدم لهم أيضا إعانة مالية غير
متكررة.
يتضمن
تقرير لجنة حماية الصحفيين "صحفيون في المنفى" تحليلا إحصائيا وتقريرا
صوتيا للاجئة كولومبية وعرضا متعدد الوسائط.
انظر:
http://www.cpj.org/Briefings/2007/Exiles/exiles_07.html