أطلق سراح الصحفية الفرنسية فلورانس أوبنا ومرشدها العراقي حسين حنون السعدي بعد خمسة أشهر من الاحتجاز بالعراق.

وقال السفير الفرنسي برنارد باجولي إن طائرة تقل أوبنا أقلعت من بغداد، مضيفا أن صحفية ليبيراسيون كانت أكثر نحافة من اليوم الذي وصلت فيه بغداد، لكنه فوجئ لكونها كانت “مبتهجة ومبتسمة”.

أما الخارجية الفرنسية فقالت إنه يتوقع وصول أوبنا اليوم الأحد إلى قاعدة عسكرية في ضواحي باريس، بينما ذكرت صحيفة ليبيراسيون التي تشتغل لحسابها أن أوبنا أطلق سراحها يوم أمس السبت دون مزيد من التفاصيل، وشكر الرئيس الفرنسي جاك شيراك المسؤولين الذين “عملوا في ظروف خطرة وصعبة” لإطلاق سراحها.

وكان مسلحون في العراق قاموا ببث شريط فيديو لاوبنا في الاول من اذار/مارس وجهت فيه اوبينا التي بدت شاردة الذهن وفي حالة هزال نداء لمساعدتها. وقال زملاء اوبنا في باريس إنها تبدو في “صحة طيبة” بعد الإفراج عنها.

وقال سيرج جولي رئيس تحرير ليبراسيون “يبدو أنها لاقت معاملة طيبة بقدر ما يمكن أن يكون الحال في مثل هذه الظروف”، وأضاف “أنها على متن الطائرة التي تقلها عائدة إلى فرنسا”.

وقال بيير مولين روسيل رئيس اللجنة التي شكلت لدعم الرهينتين “كلنا نبكي. إنها فرحة غامرة”.

وأعرب مركز حماية وحرية الصحفيين عن سعادته بالإفراج عن الصحفية أوبنا ومرشدها السعدي، داعياً المنظمات والهيئات المعنية بدعم حرية وحماية الصحفيين إلى بذل كافة الجهود للعمل على تأمين الأمن والحماية للصحفيين في مناطق الأزمات والصراعات المسلحة.

وكان المركز قد نظم في منتصف مايو الماضي “ملتقى عمان الدولي حول حماية الصحافيين في النزاعات” الذي اختتم اعماله بالمطالبة بتصعيد اشكال التضامن مع كل الصحافيين الضحايا للانتهاكات الواقعة على حرية الصحافة في العراق ووجه نداء لمختطفي فلورنس اوبنا وحسين حنون للافراج عنهما فورا.

ودان المشاركون في الملتقى جميع الانتهاكات الواقعة على حرية الصحافة والصحافيين في العراق من اغتيالات واعتقالات ومراقبة او تهديد او اخذهم رهائن.

وطالب المركز بمناسبة الإفراج عن أوبينا كل المؤسسات الدولية بالتوحد والعمل المشترك لمواجهة الظروف السيئة والانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون في العالم.

وجدد المركز مطالبه بمحاسبة ومعاقبة مرتكبي عمليات الاغتيال والاختطاف ضد الصحفيين، مذكراً بأنه لم تشكل حتى الآن هيئات مستقلة للتحقيق في هذه الجرائم، داعياً كل المؤسسات التي تعمل من أجل دعم حرية الإعلام إلى إعلاء صوتها للمطالبة بمعاقبة مرتكبي هذه الجرائم حتى لا يفلتوا من العقاب وحتى لا تتكرر هذه الجرائم.

وقد اختطفت أوبنا (44 عاما) في 5 يناير/ كانون الثاني الماضي عندما كانت تعد تقريرا عن معاناة عراقيي الفلوجة الذين هجرهم الاجتياح الأميركي من بيوتهم.

وتعتبر أوبنا من كبار صحفيي صحيفة ليبراسيون ذات الاتجاه اليساري وعملت لحسابها على مدى 18 عاما، وقد قامت بالعديد من التغطيات الخطرة في رواند وأفغانستان وكوسوفو والجزائر، وكتبت العديد من الكتب مثل “رسالة إلى صديق عراقي”.

يذكر أنه منذ اذار 2003 قتل اكثر من خمسين صحفيا في العراق واختطف قرابة 30 صحفيا.