إطلاق شبكة المدافعين عن حرية الإعلام في العالم العربي

ستصدر تقريراً عربياً موحداً عن الانتهاكات الواقعة على الإعلام

 

ـ تنفيذ ورشتي تدريب على آليات الرصد والتوثيق للانتهاكات في مصر وتونس
ـ مرصد عربي للحريات الإعلامية سيبدأ عمله من القاهرة للتحرك العاجل لمواجهة الانتهاكات
ـ الملتقى الإقليمي الثاني لشبكة المدافعين سيعقد في عمان في شهر أيار 2013

باشر مركز حماية وحرية الصحفيين تحضيراته الأولى لبرنامج إقليمي يعد الأول من نوعه في المنطقة يهدف إلى تأسيس شبكة للمدافعين عن حرية الإعلام في العالم العربي.

البرنامج الذي يستمر لمدة ثلاث سنوات ويتضمن عدد من الفعاليات يأتي تنفيذاً للتوصيات التي خرج بها ملتقى المدافعين الأول عن حرية الإعلام والذي نظمه المركز في ديسمبر من العام الماضي 2012 وشارك به نحو 100 من الصحفيين والقانونيين والبرلمانيين وعدد من مؤسسات الدفاع عن الحريات الإعلامية في العالم والوطن العربي، وخرج باستراتيجية تدعو إلى تأسيس شبكة للدفاع عن الحريات الإعلامية في العالم العربي خاصة بعد الثورات وحركات الاحتجاج التي شهدتها العديد من الدول العربية.

وتتضمن المرحلة الأولى من البرنامج تكوين فرق وطنية في كل من مصر وتونس والأردن لرصد وتوثيق الانتهاكات التي قد تقع على الصحفيين والإعلاميين أثناء قيامهم بواجبهم المهني، من أجل تعزيز القدرة والاحتراف في توثيق هذه الانتهاكات وكشفها للعمل على الحد منها واقتراح خطة عمل لمواجهتها ومنعها.

وستعمل الفرق التي يعتزم البرنامج تكوينها إضافة إلى العمل الميداني في رصد وتوثيق الانتهاكات بعدد من الأنشطة والفعاليات في إطار البرنامج الذي يستمر حتى نهاية إبريل/ نيسان من العام القادم 2013، وسيكون لها دور كبير في إعداد تقرير سنوي حول حالة الحريات الإعلامية في العالم العربي.

ورغم أن الشبكة التي بدأت أعمالها بدعم من السفارة النرويجية في العاصمة الأردنية عمّان تعمل على تأسيس فرق وطنية للرصد والتوثيق في كل من مصر وتونس والأردن كمرحلة أولى، إلا أنها ترصد بشكل عام كافة قضايا الحريات الإعلامية في باقي الدول العربية، حيث يأمل المشرفون على الشبكة تأسيس فرق وطنية في دول عربية أخرى مستقبلاً.

ويسعى المركز من خلال هذا البرنامج إلى نقل تجربته في رصد وتوثيق الانتهاكات الواقعة على الإعلام إلى دول الربيع العربي، إضافة إلى نقل خبرته في إعداد تقرير حالة الحريات الإعلامية في الأردن والذي يصدره منذ عشر سنوات في الثالث من أيار من كل عام بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، بحيث ينتقل هذا التقرير من المستوى المحلي إلى المستوى الإقليمي بصفته التقرير الوحيد من نوعه في المنطقة العربية.

وفي هذا الإطار أنهى المركز بصفته المنسق الإقليمي للبرنامج اجتماعاً تنسيقياً في عمان حضره منسقو البرنامج في كل من مصر وتونس لوضع خطة تنفيذية تبدأ بالإعداد لورشتي عمل في كل من البلدين، وستضم كل ورشة 25 مشاركاً من صحفيين ومحامين ونشطاء وباحثين، بهدف تطوير القدرات على آليات جمع الشكاوى ورصد وتوثيق الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون.

وفي ذات الاتجاه وبالشراكة مع مركز صحفيون متحدون تنطلق الورشة الوطنية الأولى لرصد وتوثيق الانتهاكات الواقعة على الإعلام من القاهرة يوم الأربعاء المقبل 29/6 وتستمر حتى يوم السبت 30/6/2012، ويشارك بها 25 إعلامياً وإعلامية وباحثاً من مختلف المؤسسات الإعلامية والحقوقية.

وسيشكل المتدربون في كل بلد فريقاً وطنياً لرصد وتوثيق الانتهاكات الواقعة على الإعلام في بلدانهم، وسيعملون ميدانياً لمدة 6 شهور على الأقل وفق خطة زمنية لجمع المعلومات والشكاوى ورصد الانتهاكات الواقعة في العام الجاري 2012، وسيتلقون بعد ذلك تدريباً متقدماً في ورشة تدريبية ستعقد في سبتمبر المقبل حول آليات التوثيق والتحقق من الانتهاكات وكيفية إعداد التقارير.

ويشارك في البرنامج عدد من الباحثين والمختصين بقضايا الحريات وحقوق الإنسان في ست دول عربية أخرى خاصة في دول الربيع العربي والدول التي تتكرر فيها انتهاكات جسيمة على الحريات الإعلامية، حيث سيرصد الباحثون أبرز الانتهاكات الواقعة على الصحفيين في بلدانهم.

وسيعمل المنسقون والباحثون بالتنسيق مع مركز حماية وحرية الصحفيين الذي يدير هذا المشروع على إعداد وإصدار تقرير سنوي حول حالة الحريات الإعلامية في العالم العربي.

التقرير سيركز على الانتهاكات الواقعة على الإعلام وسيقدم توصياته للحد منها في كل من الأردن ومصر وتونس بعد أن تعمل الفرق الوطنية للرصد بتقديم المعلومات التي قامت بجمعها ميدانياً، لكنه سيغطي أيضاً باقي الدول العربية بشكل عام.

وستتولى إدارة البرنامج الإشراف على إعداد التقرير وطباعته بصيغته النهائية وتوزيعه في الدول المستهدفة، وسيتم الإعلان عن إطلاقه في مؤتمر صحفي إقليمي.

ويستهدف البرنامج صانعي القرار من الحكومات والبرلمانات ومؤسسات المجتمع المدني في البلدان الثلاث لتغيير السياسات والتشريعات الوطنية من أجل الحد من الانتهاكات ومعاقبة مرتكبيها من خلال حملات لكسب التأييد دعماً للتوصيات التي سيخرج بها التقرير العام حول حالة الحريات الإعلامية في العالم العربي.

الرئيس التنفيذي لمركز حماية وحرية الصحفيين الزميل نضال منصور اعتبر أن “إطلاق شبكة المدافعين عن حرية الإعلام في العالم العربي خطوة على الطريق لدعم حرية الإعلام والمساهمة في بناء الديمقراطية وتجذيراً لمسيرة الإصلاح التي نادى بها العرب في ثوراتهم وحركاتهم الاحتجاجية”.

وقال منصور “لن تتوقف الانتهاكات ضد الإعلام بين ليلة وضحاها، ولكننا نريد الحد منها، والأهم مساءلة من يرتكبونها حتى لا يفلتوا من العقاب”.

وناشد منصور المؤسسات الإعلامية ومؤسسات المجتمع المدني إلى مؤازرة هذا الجهد مذكراً أن حرية الإعلام حق للمجتمع في المعرفة.

ومن جانب آخر وتعزيزاً لكشف الانتهاكات الواقعة على الإعلام والدفاع عن الحريات الإعلامية يهدف البرنامج إلى تأسيس مرصد للحريات الإعلامية في العالم العربي، وهو مرصد إلكتروني يعمل على رصد الانتهاكات الواقعة على الصحفيين في كل الدول العربية.

وسيعمل المرصد الذي يتولى إدارته مركز صحفيون متحدون في مصر وبالتعاون مع إدارة البرنامج على المساعدة في الرصد من خلال استقبال الشكاوى واتخاذ الإجراءات العاجلة في الانتهاكات الخطيرة والدعوة للتحرك السريع بشأنها.

وسيروج المرصد لأنشطة وأهداف البرنامج وسيعمل ليكون أداة لرفع الوعي بحقوق الصحفيين ووسيلة للاتصال مع الإعلاميين وتبادل المعلومات ونشر المواد والتقارير حول حالة الحريات الإعلامية.

ويساهم المرصد في الترويج لتأسيس شبكة من المدافعين عن حرية الإعلام في العالم العربي بشكل أساسي ومباشر.

وسينظم البرنامج في الثالث من أيار من العام المقبل 2013 وبمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة ملتقى المدافعين عن حرية الإعلام، وهو الملتقى الثاني بعد أن نظم المركز الملتقى الأول في ديسمبر من العام الماضي وكانت إحدى توصياته الرئيسية تأسيس المشروع الإقليمي “شبكة المدافعين عن حرية الإعلام”.

ويهدف الملتقى الثاني إلى التشبيك بين المدافعين عن حرية الإعلام وسيعقد في العاصمة عمان، وسيناقش الملتقى كافة محاور المشروع الإقليمي والنتائج التي خرج بها والإعلان شبكة المدافعين وترويج الدعوة للانضمام إليها والتفاعل معها من قبل الصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان والمؤسسات والمنظمات العربية والدولية المدافعة عن حرية الإعلام.

وسيناقش الملتقى إحدى القضايا الساخنة التي تمس الحريات الإعلامية بشكل مباشر، وسيشارك به منسقو المشروع الإقليمي والفرق الوطنية لرصد وتوثيق الانتهاكات والتي ساهمت في إعداد التقرير العام لحالة الحريات الإعلامية في العالم العربي والذي سيعلن عنه خلال الملتقى، إلى جانب شخصيات عربية فاعلة ذات تأثير تتبنى الدفاع عن حقوق وحريات الإعلاميين العرب.