أعادت الشرطة الإسبانية اعتقال مراسل الجزيرة في إسبانيا تيسير علوني الذي كان رهن الإقامة الجبرية, بعد أن أبلغ أن موعد محاكمته قد قدم من 26 من الشهر الحالي إلى الاثنين المقبل دون أن يعرف سبب هذا التقديم.
وقال خوسي لويس غالان محامي علوني في اتصال مع الجزيرة نت إنه ليس على اتصال بموكله الذي سينقل الليلة إلى سجن غرناطة على أن ينقل الاثنين المقبل إلى مدريد حيث رجح قراءة الحكم في جلسة علنية.
وقال لويس غالان إنه ينوي استئناف الحكم ضد علوني إن لم يبرأ من التهم الموجهة إليه أمام المحكمة العليا الإسبانية ثم المحكمة الدستورية, وإن لم تكلل مساعيه بالنجاح فسيطعن في الحكم أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان التي لا تنظر في القضايا إلا بعد استنفاد كل الطرق القانونية أمام محاكم الدول الأعضاء فيها.
ورجح لويس غالان أن تكون حالة علوني النفسية سيئة, خاصة أنه فقد أمه في الأيام الأخيرة وبدل السماح له بحضور جنازتها, أدخل السجن, وإن اعتبر اعتقاله لا يخالف القانون الإسباني الذي يسمح بالاعتقال قبل المحاكمة.
وكانت فاطمة الزهراء زوجة علوني ذكرت في لقاء مع الجزيرة أن تيسير اعتقل مساء الجمعة بعد إبلاغه بتقديم موعد محاكمته إلى الاثنين المقبل, ورجحت أن يكون سبب التوقيف الخوف من هربه, قائلة إنه لو أراد الفرار لفعل ذلك من قبل.
ورجحت فاطمة الزهراء أن يصدر حكم بالسجن تسع سنوات على علوني رغم فشل الادعاء في إثبات صلته بالقاعدة أو بـ”أبو الدحداح” أحد أعضاء ما يعرف بخلية مدريد المتهمة بلعب دور في هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001, وبقيت التهمة الوحيدة المسلطة عليه هي لقاؤه الصحفي في أفغانستان بزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في 2001.
واعتبرت فاطمة الزهراء أن محاكمة زوجها أصبحت سياسية بعد أن اعتبر المدعي العام بيدرو روبيرا عمل علوني مراسلا للجزيرة بأفغانستان دليل إدانة, بدعوى أنه لم يفسر سبب سماح طالبان ببقائه في البلاد, لكنها أكدت أن زجها مستعد لدفع ضريبة مهنيته سواء كانت تسعة أعوام أو 90 عاما.
البراءة والإدانة السياسية
من جهته اعتبر الناطق باسم اللجنة العربية لحقوق الإنسان هيثم المناع أن تغيير موعد المحاكمة يعبر إما عن تلاعب أو تخبط من القضاء الإسباني, فلا يمكن حسب قوله تغيير تاريخ ثلاث مرات, لأن هناك حجزا لمراقبين دوليين سيحضرون المحاكمة, وقد عدل موعد هذا الحجز مرة ومرتين.
وقال المناع إن 12 خبيرا دوليا سيقدمون تقريرا يثبت الخروق التي شابت التحقيق مع تيسير ومحاكمته, واعتبر أن الحكم الذي سينطق به إما أن يكون براءة أو إدانة ستكون سياسية قبل كل شيء وسينوء بثقلها من وقفوا وراءها.
وقد اعتقل علوني بأمر من قاضي شؤون الإرهاب الإسباني بالتسار غارسون بعد أن ظل خاضعا للمراقبة بطلب من مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي, قبل أن يوضع في مارس/آذار الماضي تحت الإقامة الجبرية بعد اعتلال صحته, وسط حملة تضامن دولية واسعة.
وقد أسقط القضاء الإسباني كل التهم الموجهة إليه باستثناء تهمة لقاء زعيم القاعدة أسامة بن لادن بأفغانستان.
الرئيس والمرؤوس
وكان علوني اعتبر في لقاء سابق مع الجزيرة أن المدعي العام لم يكن واثقا من التهم الموجهة إليه, بدليل أنه كان يقول له بالحرف الواحد خلال المحاكمة إنه يشك كثيرا في علاقته بالقاعدة, لكنه لم يقطع دابر ذلك الشك باليقين حسب قوله.
وأضاف علوني أن المدعي العام فاجأ جميع من حضروا محاكمته بقوله إنه في لقائه مع زعيم القاعدة أسامة بن لادن كان يبدو كمن يتحدث إلى رئيسه لا كصحفي يجري حوارا صحفيا.
من جهة أخرى استنكرت اللجنة الدولية للدفاع عن تيسير علوني اعتقال الزميل تيسير قبيل صدور الأحكام يوم الإئنين 19 سبتمبر وتطالب بالبراءة وعدم تسييس قرار المحكمة.