Skip links

إعلاميون عراقيون يتهمون الصحافة الأردنية بأنها مخترقة ويطالبونها بشطب كلمة احتلال

تقدم اعلاميون عراقيون بارزون من نظرائهم في الاعلام الاردني امس بطلبات شبه اعجازية من بينها وقف استخدام كلمة احتلال امريكي عند التحدث عن العراق، وادراك حقيقة ان العراق ليس عربيا بالكامل اضافة لمواجهة التأثير الصدامي علي الصحافيين في الاردن واجتثاث البعثيين والاسلاميين الذين يدعمون المقاومة
وعرضت هذه الطلبات في اطار ملتقي اعلامي نظم بين الجانبين بهدف التقارب والتفاهم والتصالح والبحث في مستقبل العلاقة الاردنية ـ العراقية وشهدت الندوة الرئيسية في الملتقي انتقادات قاسية من جانب العراقيين المشاركين للاعلام الاردني وحتي للمزاج الشعبي الاردني فيما اتهم المشاركون الاردنيون نظراءهم من العراق بالمبالغة والتهويل وعدم ادراك حقائق الرأي العام في الاردن.
ورفض عبد الوهاب الزغيلات رئيس تحرير صحيفة الرأي في الاردن ما وصفه برائحة الاتهام المنبعثة من المداخلات العراقية وقال ان الاردن يرفض هذه الاتهامات، مشيرا الي ان اول واكثر دولة تتعرض للسيارات المفخخة هي المملكة الاردنية ومؤكدا ان بين عمان والقدس ما لا يقل عن 15 كم متوقعا من الاخوة العراقيين ادراك الحقيقة التي تقول بان الشعب الاردني لا يرحب بالدبابة الامريكية ومطالبا بالاعتراف بوجود ازمة في العلاقات حاليا لا بد من مناقشتها ومواجهتها بروح الاخوة والمسؤولية وبعيدا عن اللغة الاتهامية.
ورفض مدير وكالة الانباء الاردنية الرسمية فيصل الشبول الاعتراف بقصة رائد البنا وتفجير مدينة الحلة التي وترت العلاقات بين الاردن والشارع العراقي متسائلا ما اذا كان الشعب الاردني يستطيع تحميل الشعب العراقي مسؤولية مقتل مئات الاردنيين من تجار وسائقين داخل الارض العراقية، معتبرا ان ابو مصعب الزرقاوي لم يكن يوما اردنيا ومستغربا كيف اصبح هذا الرجل بالنسبة لبعض التعبيرات العراقية اردنيا خصوصا بعدما كانت اول عملياته الاجرامية في الاردن.
وبدورهم هاجم رؤساء تحرير عراقيون بشدة الصحافة الاردنية وقال رئيس تحرير صحيفة الصباح محمد عبد الجبار انه عندما يقرأ الصحف الاردنية يشعر بأنها مخترقة من قبل البعثيين والذين كتبوا بالقلم المتعمد بدولارات صدام حسين والذين استرزقوا ويكتبون بلغة منتصف القرن الماضي.
واعتبر عبد الجبار ايضا ان صحافة الاردن مخترقة من قبل اسلاميين متطرفين يتحدثون عن الجهاد ضد المحتل في العراق ومخترقة طائفيا فبعض الكتاب في الاردن يكتبون عن العراق ضد الاحتلال نيابة عن العراقيين، الأمر الذي يؤثر علي صناعة الرأي العام في الاردن ويحدد موقف الجماهير الاردنية من الاحتلال الامريكي.
وكان الاعلامي العراقي اسماعيل زايد اكثر قسوة في انتقاد الاعلام الاردني مطالبا بعدم ترديد كلمة الاحتلال لانها تكرس الخطاب الذي يمس بمشاعر العراقيين، ومؤكدا ان العراق انتهي من الاحتلال وهو ليس تحت الاحتلال رسميا الان، مشيرا الي تجمعات تدعو لجمع الاموال للمقاومة العراقية في الاردن، ومعتبرا ان الاحتلال بعد سقوط صدام حسين كان من اسعد لحظات الشعب العراقي لان هذا الشعب لديه الان جهة محددة تتحمل مسؤولية الجرائم خلافا لما كان يحصل ايام عهد صدام.
وقال الصحافي الكردي فرياد الراوندوزي ان علي الاردنيين ان يعرفوا بان صدام حسين لم يعد موجودا وان اللغة التي كان يتحدث بها معهم لم تعد لغة الواقع الان، مشيرا الي ان العراق ليس بلدا عربيا خالصا.
وبالكثير من الدبلوماسية حاول عدة صحافيين اردنيين الرد علي الملاحظات العراقية فرفض الكاتب سلطان الحطاب الكلام عن الاختراق الاعلامي الاردني، مشيرا الي ان من سقط هو نظام صدام وليس الاردن، ولوجود بعثيين في الاردن ليسوا بالضرورة عملاء لصدام، وقال الحطاب ان في الاردن تعددية سياسية تعبر عن نفسها ومواقفها وهي ليست ثمرة لرشوة صدام كما يحاول ان يوحي بعض الاخوة الضيوف وقال ان هناك دلفا بالسقف العراقي والجسد العراقي دخل الانعاش واصيب بجلطة ولذلك طرحنا قصة الهلال الشيعي بمعني انها محاولة لتصدير الفكرة السياسية عبر الفكرة المذهبية. وبنفس الوقت تحدث الكاتب الاردني عريب الرنتاوي عن تيارات واصوات اصولية عراقية مقلقة بدأت تمارس تحت تأثير حساباتها الطائفية نفس اخطاء النخب الاردنية في ما قبل سقوط نظام صدام حسين، معتبرا ان صانع القرار الاردني لم يكن دوما مطمئنا لجاره الشرقي.