شهدت عملية التغطية الاعلامية لانتخابات مجالس المحافظات حالات عرقلة و مضايقات و احتجاز لصحفيين في بغداد و محافظات اخرى .

حيث تعرض في بغداد ،التي شهدت اكبر تجمع لوسائل الاعلام ، مراسل قناة البغدادية علاء الربيعي و مصوره و مساعديه للاحتجاز.

وقال الربيعي ، لمرصد الحريات الصحفية ، ان قوة من الجيش العراقي ، في منطقة زيونة ، احتجزت سيارتهم المخول لها بالتجوال و صادرت معداتهم الصحفية ، دون مبررات واقعية ، ثم افرج عنهم بعد اتصالات مكثفة بقيادات عسكرية .
فيما اعترض الجيش الامريكي الذي كان منتشراً في بعض الأماكن ببغداد ، اعترض صحفيين و مساعدين اعلاميين في منطقة الكرادة .

و ابلغ محمود سعيد مراسل قناة بلادي الفضائية ، مرصد الحريات الصحفية ، ان قوة امريكية اعترضت فريق عمل القناة الخاص بتغطية الانتخابات عند جسر الطابقين و منعته من الحركة ، برغم وجود تصاريح رسمية لديهم بذلك .

و اضاف سعيد ، ان الجنود الامريكيين هددوه و مرافقيه بعدم ضمان سلامتهم اذا ما تحركوا ، و قد "طلبوا من شرطة المرور عدم السماح لنا بالتحرك " .

و اعترضت القوة ذاتها مراسلة وكالة عين الاخبارية رؤى سعد في منطقة الجادرية .

وقالت سعد ، لمرصد الحريات الصحفية ، ان القوة الامريكية ارغمتها على ترك السيارة – المخولة بالمرور- التي كانت تقلها و عدد من المساعدين و الفنيين في نقطة التفتيش المتحركة التي كانت تلك القوة قد اقامتها ، مما اضطرت لقطع مسافة عدة كيلومترات سيراً على الاقدام ،بعد اصرار القوة الامريكية على ذلك .

و في الفلوجة غرباً ، قال عضو مرصد الحريات الصحفية هناك ، ان احد الصحفيين الذي يعمل لصالح صحيفة اجنبية ، ورفض الكشف عن اسمه ، تعرض لتهديد بأطلاق النار عليه من قبل جنود عراقيين اثناء حديثه لبعض الناخبين عندما كانوا يغادرون مراكز الاقتراع بعد اكمال عملية التصويت .

عضو المرصد اضاف ، ان قيادة الشرطة في الفلوجة خصصت سياراتها لنقل الصحفيين الى مراكز الاقتراع في انحاء المدينة ، لكنه اوضح ان ضابطاً في الجيش اعترض صحفيين ، قرب مركزرئيسي للاقتراع ، و منعهم من تسجيل اراء و توجهات المواطنين الذي كانوا قد صوتوا للتو .

و في الموصل شمالاً اشتكى صحفيون من عدم وجود تصاريح كافية قياساً بأعداد الصحفيين الذين كانوا يستعدون لتغطية عملية التصويت في انحاء المدينة .

وقال عضو مرصد الحريات الصحفية في الموصل محمد جفال ، ان مصاعب عدة واجهت الصحفيين اثناء تنقلهم لعدم امكانية حصولهم على الباجات الخاصة بهم و سياراتهم " وقضوا الليل في مركز عمليات الموصل بأنتظار منحهم تلك الباجات لكن دون جدوى " . بالاضافة لفتح ثلاثة مراكز انتخابية امام تغطيتهم من عدد 637 مركزاً متوزعاً على انحاء المحافظة. فيما تعرضت سيارات الاعلاميين ، التي حصلت على باجات التنقل ، الى اطلاق نار من قبل عناصر في الجيش . بسبب عدم معرفتهم بصلاحية تخاويل المرور و التجوال ، التي تلصق على الزجاج الامامي للسيارات .

وفي ديالى شمال شرق بغداد ، ابدى صحفيون استيائهم لعدم وجود مراكز كافية لاستقبال الصحفيين ، و قال عمر الدليمي رئيس رابطة الاعلاميين الموحدة في ديالى ، ان مفوضية الانتخابات خصصت مركزين فقط في المحافظة للتغطية الاعلامية . فيما "حظرت دخول الصحفيين الى عشرات المراكز الاخرى" الموزعة على مركز المحافظة و الاقضية و النواحي الاخرى .

و في مركز تكريت ، قال عضو مرصد الحريات الصحفية هناك ، ان صحفياً يعمل لفضائية صلاح الدين تعرض للمنع و المضايقة من قبل ضابط في الجيش العراقي .

و اوضح ، ان الصحفي مروان ناجي جبارة مقدم البرامج في فضائية صلاح الدين و مصوره منعا من ادخال معداتهما و التصوير داخل المركز الانتخابي الذي يسمح للصحفيين العمل من داخله ، وان الضابط منعه و مصوره و ابعدهما عن المركز الانتخابي دون ذكر الاسباب .

اما في بابل فتعرض مراسل قناة المسار الفضائية صباح الطائي للاحتجاز من قبل قوات الجيش و منع من الوصول الى مراكز الاقتراع .

وقال مصور قناة المسار ثائر الموسوي في بابل ، ان زميله الطائي تعرض للاحتجاز لعدة ساعات و مزق الجيش هوياته الخاصة بتغطية الانتخابات و وجهت له عد اهانات .

و في كربلاء قال مراسل قناة الحرية الفضائية عمار المسعودي ، ان ضابطاً في القوى الامنية منعه من دخول ناحية الحسينية .واضاف المسعودي انه احتجز لمدة نصف ساعة ثم امره الضابط بمغادرة المنطقة " دون ان يسمح لي بممارسة عملي " .

وكان العراق قد شهد في الاسبوع الماضي تعرض (64) من الصحفيين والمساعدين الاعلاميين في بغداد و محافظات البصرة و بابل و الانبار الى المنع و الضرب والشتم و تحطيم معداتهم من قبل حراس أمن و قوات اخرى تابعة للجيش العراقي ، أثناء تغطيتهم لعملية الاقتراع الخاص بمنتسبي وزارتي الداخلية و الدفاع و الاجهزة الامنية الاخرى والراقدين في المستشفيات والسجناء الذين تبلغ إحكامهم اقل من خمس سنوات. فضلاً عن الانتهاكات و التضييق التي ذكر في هذا التقرير ، و التي بلغ عددها (11) انتهاكاً ، فأن تغطية الانتخابات المحلية في العراق تكون الاقسى للصحفيين من نوعها حيث بلغ العدد الكلي للانتهاكات خلال الايام ثلاثة الماضية (75) انتهاكاً ضد الصحفيين و المساعدين الاعلاميين ، و هذا ما يعطينا مؤشراً ان قوات الجيش العراقي مازالت غير متفهمة لعمل الصحفيين اضافةً الى ان مفوضية الانتخابات لم تقم بالواجب المطلوب منها للحفاظ على حرية الصحافة و حاولت وضع قيود امام التغطية الاعلامية ولكن سرعان ما تراجعت عن قراراتها بسبب الضغوط التى مورست ضدها من قبل المنظمات المحلية و الدولية ، الا انها لم توجه موظفيها من المراقبين و المدراء في المراكز الانتخابية على ضرورة تسهيل عمل الصحفيين بأعتبارهم جهة رقابية تقيم نزاهة الانتخابات . لذا فأن مفوضية الانتخابات تتحمل مسؤولية كبيرة تجاه ما تعرض له الصحفيون وعليها ان تعالج جميع الاخفاقات في المراحل الانتخابية المستقبلية و على الجيش العراقي المتمثل بوزارة الدفاع ان يكون بمستوى المسؤولية تجاه وسائل الاعلام و الامتناع عن اعتراضهم او احتجازهم .