فقدت المبعوثة الخاصة لمجلة “ليبراسيون” الفرنسية فلورانس اوبينا ومترجمها العراقي حسين حنون السعدي منذ الاربعاء في العراق، حسبما اعلنت الصحيفة مساء امس الخميس 6/1/2005، معبرة عن قلقها البالغ على مصيرهما. ويأتي اختفاء الصحافية المحتفرة فلورانس اوبينا (43 عاما) ومساعدها بعد حوالى اسبوعين من الافراج عن الصحافيين الفرنسيين كريستيان شينو وجورج مالبرونو الذين عادا الى فرنسا بعد ان احتجزا 124 يوما في العراق.
ولم تنشر الصحيفة الخبر اولا على امل ان تتصل بها الصحافية. الا انها اعلنت مساء الخميس انها “لم تتمكن من الاتصال بفلورانس اوبينا منذ 24 ساعة”، موضحة ان الصحافية وصلت الى العراق في 16 كانون الاول/ديسمبر 2004. واوضحت الصحيفة ان “الصحافية الفرنسية التي تعمل بشكل دائم في (ليبراسيون) يرافقها مترجمها العراقي حسين حنون السعدي الذي يتعاون مع مراسلي الصحيفة منذ حوالى سنتين”. وتابعت ان اوبينا والسعدي لم يشاهدا منذ مغادرتهما الفندق الذي يقيمان فيه في بغداد صباح الاربعاء.
وقال مدير النشر في الصحيفة سيرج جولي لشبكة التلفزيون الفرنسية “ال سي اي” ان الموفدة الخاصة للصحيفة “تعمل على موضوعين هما النساء المرشحات للانتخابات والناجون في الفلوجة”. واضاف انها “حددت مواعيد لقاءات تتعلق بالموضوعين لكنها الغتها لانها كانت ستجرى في مناطق بالغة الخطورة. لا نعتقد انها ذهبت الى هذه اللقاءات”.
من جهته، قال مدير التحرير في الصحيفة انطوان دي غوديمار إن “ليبراسيون” اختارت كشف نبأ فقدان الصحافية “لاننا قلقون وقد نتمكن من حمايتها بهذه الطريقة”. وتابع “من الافضل ان نؤكد انها صحافية فرنسية تعمل لصحيفة فرنسية يومية في بغداد حيث تعمل موفدة خاصة”.
وفلورانس اوبينا (43 عاما) صحافية متفرغة مع ليبراسيون منذ 1986 وقامت بتغطية الحوادث في رواندا وكوسوفو والجزائر وافغانستان والعراق. وقال سيرج جولي “انها صحافية تتمتع بخبرة كبيرة”. واضاف “لا نتحدث حاليا عن احتجازها رهينة لاننا لا نعرف شيئا. كل ما نريده هو التعبير عن قلقنا”.
واكدت وزارة الخارجية الفرنسية ان الاتصال بالصحافية قطع موضحة ان “كل الجهود ستبذل للعثور على فلورانس اوبينا ومترجمها”. وذكرت الخارجية مجددا “بالنصائح الموجهة الى الرعايا الفرنسيين، بمن فيهم ممثلي وسائل الاعلام بتفادي التوجه الى العراق نظرا للمخاطر الراهنة على سلامتهم”. وقال ميشال بارنييه اليوم ان باريس تشعر بالقلق لكنها ليست لديها اي تأكيدات حول مصير الصحافية في “ليبراسيون” فلورانس اوبينا. وقال بارنييه “لا نعرف ما الذي حدث” مضيفا انه يشاطر هيئة تحرير الصحيفة قلقهم حول سلامة الصحافية. واضاف “هناك فرضيات (…) نشعر بالقلق لكن ليس هناك اي شىء مؤكد”. واضاف ان الصحافية اوبينا ومترجمها “يتمتعان بخبرة كبيرة جدا”، مؤكدا “نبحث عنهما ونطلب معلومات. طلبنا ذلك من السلطات العراقية وسألنا في مستشفيات”.
وفي رد فعل على خطف الصحافية، قال جورج مالبرونو الذي احتجز رهينة في العراق من قبل “ستكون هناك عمليات خطف كثيرة. لم نعد نستطيع العمل على الارض في بغداد”. وتم الافراج في 21 كانون الاول/ديسمبر في العراق عن الصحافيين الفرنسيين كريستيان شينو وجورج مالبرونو بعد احتجازهما طيلة اربعة اشهر في العراق.