شهد الشهر الماضي تصعيدا في انتهاك الحريات الاعلامية في الاراضي الفلسطينية , حيث اتسعت حملة الاعتقالات في صفوف الصحفيين لتطال احد عشر صحفيا من قبل الاجهزة الامنية الفلسطينية في الضفة والقطاع, في حين قامت قوات الاحتلال الاسرائيلي باحتجاز ثلاثة صحفيين واعتدت على اخر, وقام المستوطنون بالاعتداء على خمسة صحفيين.
ان استمرار سياسة الاجهزة الامنية في غزة في حظر تغطية بعض الاحداث كما حصل في جامعة الازهر, وحتى الاشتباه في الصحفيين الذين يتواجدون في المنطقة, كما حدث مع طاقمين لوكالة رامتان وغيرها من وسائل الاعلام, دفع بالصحفيين لتجنب تغطية الاحداث الداخلية, الامر الذي يشكل انتهاكا فظا لحرية الاعلام, ويفرض على الصحفيين ممارسة الرقابة الذاتية.
كما ان قيام جهاز المخابرات في بيت لحم بارغام مصور تلفزيون الاقصى اسيد عمارنة على التوقيع على تعهد بعدم العمل مع تلفزيون الاقصى, ومحاولة فرض نفس الامر على زميله محمد اشتيوي, والضغوط التي مورست على طارق شهاب دفعته لترك العمل مع اذاعة الاقصى, يعتبر ليس فقط انتهاكا فظا لحرية الاعلام بل يؤدى ايضا الى حرمان بعض الصحفيين من مصادر رزقهم.
ان مركز مدى ينظر بخطورة بالغة الى استمرار الاعتداءات الاسرائيليةعلى الصحفيين خاصة من قبل المستوطنين, الامر الذي يشكل خطرا على حياتهم.
————————-
تفصيل الانتهاكات:
(2/10)- اعتقال مصور الاسوشيتدبرس محمدعمر عذبة من قبل جهاز الامن الوقائي في مدينة قلقيلية, وقال والده انه تم استدعاء محمد الى مقر الوقائي ثالث ايام العيد حيث تم اعتقاله منذ ذلك التاريخ , واشارالى يعاني من وجود حصى في الكلية,حيث يقومون بنقله للمستشفى كلما اشتدت معاناته من هذا المرض,يذكر انه عذبة اعتقل في الثامن من ايار الماضي من قبل جهاز المخابرات الفلسطينية واطلق سراحه في الحادي والعشرين من حزيران.
(8/10)- ارغام مصور تلفزيون الاقصى اسيد عمارنة من قبل جهاز المخابرات الفلسطيني في مدينة بيت لحم على التوقيع على تعهد بعدم العمل مع تلفزيون الاقصى, وقال عمارنة الذي اعتقل في 21 ايلول, انه وضع في الفترة الاخيرة من اعتقاله في زنزانة انفرادية, واخبروه انه لن يتم الافراج عنه حتى يوقع على التعهد بعدم العمل مع تلفزيون الاقصى, مما اضطره للتوقيع في الثامن من تشرين الاول, قاموا بعدها باطلاق سراحه, يشار الى ان عمارنة قد اعتقل عدة مرات من قبل الاجهزة الامنية الفلسطينية خلال العامين الحالي والماضي.
(12/10)- اعتقال الصحفيين المستقلين أكرم خالد اللوح, يوسف علي فياض, وهاني احمد إسماعيل من سكان دير البلح, من قبل جهاز الأمن الداخلي التابع للحكومة المقالة في قطاع غزة,وكانت ثلاث مجموعات تابعة لجهاز الأمن الداخلي قد اقتحمت منازل الصحفيين الثلاثة, في نفس الوقت تقريبا, في حوالي الساعة الواحدة والنصف من صباح يوم الأحد الموافق 12/10وقامت باعتقالهم, ووفقا لأقوال ثلاثة من أشقائهم, فقد صادروا من بيت الصحفي فياض جهاز حاسوب له وهاتفه المحمول بالإضافة لجهاز حاسوب لشقيقه اشرف, ومن منزل الصحفي اللوح صادروا جهاز كمبيوتر وكاميرا وجهازيه المحمولين بالإضافة إلى وثائق, وفي منزل الصحفي إسماعيل صادروا جهاز حاسوب له.
(14/10)- اعتقال الصحفي إياد شعبان سرور من مكتب يافا للإعلام, في مدينة الخليل, وقالت والدته ان مجموعة من جهاز المخابرات حضروا الى بيته, في حوالي التاسعة ليلا وقاموا باعتقاله ثم عادوا بعد نصف ساعة وطلبوا مفتاح مكتبه، حيث تبين لاحقا انهم قاموا بتفتيش المكتب ومصادرة ثلاثة اجهزة كمبيوتر وملفات خاصة بالعمل.
(16/10)- اعتقال مصور وكالة رامتان محمد أبو سيدو وفني الصوت محمد الزعانين في مدينة غزة من قبل الاجهزة الامنية, وأفاد أبو سيدو انهم كانوا يقفون بجانب بوابة جامعة الأزهر بعد قيامهم بتغطية أعمال ندوة في مبنى مجاور, عندما تقدمت منهم مجموعة من أفراد الامن بزي مدني وسألوهما ان كانوا قد صورا داخل حرم الجامعة فأجابا بالنفي, عندها طلبوا منه تسليمهم الكاميرا الا انه رفض , فاستدعوا سيارة للشرطة و نقلوهما الى مركز الشرطة(الجوازات)حيث قاموا بتوجيه الشتائم لهما اثناء الطريق, بعد وصولهم قام الناطق باسم الشرطة إسلام شهوان باستعراض الشريط المصور ثم أعاده لهما. وقد أطلقوا سراحهما بعد نصف ساعة . وكان ابو سيدو قد تعرض للضرب وتخريب كاميرته من قبل القوة التنفيذية في 7/9/2007 .
(16/10)- اعتقال مراسل تلفزيون الأقصى علاء جبرالطيطي من قبل جهاز الامن الوقائي الفلسطيني في مدينة الخليل, وقال والده ان مجموعة من جهاز الامن الوقائي حاصروا منزلهم في مخيم العروب وطالبوا بخروج علاء, فاخبروهم انه ليس في البيت, فلم يصدقوا ذلك رغم انهم طلبوا منهم دخول المنزل وتفتيشه, بل انهم طلبوا قوة اخرى شاركت في حصار المنزل الذي استمر ساعتين, في اثناء ذلك اتصلت العائلة بعلاء الذي كان متواجدا في مدينة الخليل, فاخبرهم انه سيتوجه الى مقر الجهاز, حيث تم اعتقاله بعد وصوله الى هناك, يذكر ان الطيطي اعتقل عدة مرات من قبل الاجهزة الامنية الفلسطينية كان اخرها في في السابع والعشرين من تموز لمدة 22 يوما.
(18/10)- الاعتداء على المصورين الصحفيين الشقيقين عبد الحفيظ ونايف الهشلمون, من قبل مجموعة من المستوطنين اليهود في مدينة الخليل, وقال مصور وكالة التصوير الأوربية EPA عبد الحفيظ الهشلمون انه كان يغطي قطف الزيتون في تل الرميدة بمشاركة متطوعين فلسطينيين وإسرائيليين ودوليين عندما حضرت مجموعة من المستوطنين, وعندما شاهدوا الصحفيين واصلوا سيرهم باتجاه مجموعة أخرى من قاطفي الزيتون فخمن انهم قد يعتدون عليهم لعدم وجود صحفيين بقربهم, وقد سبقهم وقام بتصويرهم فهجموا عليه وقاموا بضربه مما أدى إلى إصابته بجروح طفيفة ورضوض في أنحاء مختلفة من جسمه, كما قاموا بالاعتداء على متضامنة بريطانية عندما حاولت انتزاع كاميرته منهم, وقد نقل إلى مستشفى الخليل الحكومي حيث تلقى العلاج, من جهته قال نايف الهشلمون مصور رويتر انه هرع للدفاع عن شقيقه, فقاموا بالاعتداء عليه أيضا بالضرب.
(18/10)- اعتقال عبد الباسط الرازم المراسل السابق لتلفزيون الاقصى, من قبل جهاز الامن الوقائي, وقال الرازم في بيان اصدره بعد الافراج عنه انه توجه من مكان سكنه في مدينة القدس لحضورحفل زفاف ابن عمه في مدينة الخليل حيث تم اعتقاله لمدة ثلاثة ايام, تعرض خلالها للتعذيب والتحقيق بشكل مكثف.
(21/10)- احتجاز طاقم تلفزيون وطن (المراسل محمد مدنية, المصور إبراهيم حماد والمنتج إبراهيم بدوان) من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي, وافاد مدنية انهم ذهبوا الى قرية كفر قدوم لتغطية موسم قطف الزيتون وعندما ساروا باتجاه حقول الزيتون مع رئيس المجلس القروي وعدد من أهالي القرية كانت مجموعة من المستوطنين تسير بمحاذاتهم, وبعد قليل من وصولهم وقيامهم بتصوير عملية القطاف بمشاركة متضامنين دوليين حضرت دورية للجيش الإسرائيلي وتقدم باتجاههم احد الجنود وسالهم مع اي مؤسسة اعلامية تعملون ثم ذهب وعاد بعد قليل وطلب بطاقات هوياتهم واخبرهم بانهم رهن الاعتقال ثم تم اقتيادهم وحجزهم بجانب الجيب العسكري حوالي ساعة ونصف, وقد حاول الجنود مصادرة الشريط الذي صوروه.
(21/10)- اعتقال الصحفي طارق عبد الله شهاب من قبل جهازالمخابرات الفلسطينية في مدينة طولكرم, وافادت عائلته انه تم استدعاء شهاب الى مقر جهاز المخابرات في مدينة طولكرم حيث تم اعتقاله, وقد تم التحقيق معه حول علاقته مع اذاعة صوت الاقصى, رغم انه ترك العمل فيها بعد اعتقاله في الثالث والعشرين من اذار الماضي وانه حاول ايجاد عمل له مع احدى وسائل الاعلام, الا انه لم ينجح في ذلك. يذكر ان شهاب اعتقل ايضا لمدة ثلاثة ايام في الخامس من كانون ثاني الماضي من قبل الاجهزة الامنية الفلسطينية.
(23/10)- اعتقال مدير مكتب تلفزيون الأقصى في الضفة الغربية محمد اشتيوي في مدينة رام الله من قبل جهاز الأمن الوقائي, وافاد اشتيوي انه تم استدعائه للمقابلة في الساعة الحادية عشرة صباحا بمقر الجهاز برام الله حيث تم اعتقاله بعد وصوله الى هناك, وتعرض للشبح ثلاث مرات لمدة تتراوح بين ساعتين وثلاث ساعات في كل مرة, وقد فقد الوعي في المرة الثالثة حيث كان صائما,واشار الى ان التحقيق معه تركز حول مراسلي تلفزيون الاقصى واجهزة ومعدات التلفزيون ومصادر اخباره, واضاف ان احد ضباط الجهاز قام بالاتصال بعائلته وطلب منهم احضار كمبيوتره الشخصي وكاميرا تعود لشقيقه, وانه لن يطلق سراحه الا اذا تم احضارهما, وقد قامت عائلته بتسليم الكمبيوتر والكاميرا حيث تمت مصادرتهما, وقد رفض التوقيغ على تعهد بعدم العمل مع الاقصى, هذا واطلق سراحه في اليوم الثالث لاعتقاله ليلا.
(24/10)- الاعتداء على مصور قناة الجزيرة حسن التيتي من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي, وافاد التيتي انه ذهب لتغطية قطاف الزيتون في قرية كفر قدوم (قلقيلية), وقد طلب منه الضابط الاسرائيلي المسؤول ومن الصحفيين الاخرين عدم التصوير بحجة انها منطقة عسكرية مغلقة, فرد عليه ان هذا يسري على الناس العاديين ولا يسري على الصحفيين , ثم قام بتصوير الجنود الذين كاموا يقومون باعتقال احد المزارعين عندها طلب الضابط من الجنود اعتقاله فدفعه الجنود بعيدا لكن الضابط صرخ عليهم طالبا اعتقاله, ثم حضر ضابط شرطة اسرائيلي واخبره بانه يوجد امر توقيف بحقه فساله لماذا ؟ فرد الضابط هكذا وتعال معي والا اعتقلتك بالقوة, عندها تجمهر حولهم عدد من الناس والصحفيين وجرى نقاش حول ذلك, قام خلالها التيتي بمغادرة المكان.
(31/10)- اصابة مصور الفرانس برس حازم بدر,مصور رويتر يسري الجمل, ومصور الاسوشيتدبرس اياد حمد, نتيجة اعتداء مستوطنين عليهم في مدينة الخليل, وافاد بدر انه توجه مع صحفيين اخرين لتغطية اعتداء مستوطنين على بيت احد المواطنيين, وبعد تصوير الاضرار الناتجة عن الاعتداء, وقفوا في حديقة المنزل فشاهدهم عدد من المستوطنيين وقاموا بقذف الحجارة باتجاهم, مما ادى الى اصابة بدر بجراح في راسه حيث تم نقله الى المستشفى الاهلي, حيث قام الاطباء بعلاجه وخياطة جرحه(8 غرز), وغادر المستشفى مساء اليوم االيوم التالي, هذا وقد اصيب الجمل بجرح طفيف في ساقه اليمنى, وحمد بجرح طفيف في ساقه اليسرى لحكم بالسجن و الغرامة على فؤاد الشربجي.