سودان تريبيون- صادر جهاز الأمن والمخابرات السوداني، صباح الأحد، نسخ صحيفة “الخرطوم”، ورجح عاملون في الصحيفة أن تكون أسباب الإجراء عائدة إلى كاريكتير نشر في الصفحة الأولى ويسخر من عملية الحوار الوطني.
وأطلق البشير دعوة للحوار الوطني في يناير 2014، لكن دعوته واجهت تعثرا بعد نفض حزب الأمة يده عنها ورفض الحركات المسلحة وقوى اليسار التجاوب معها من الأساس، إلى جانب انسحاب حركة “الإصلاح الآن”.
وتشير “سودان تربيون” إلى أن جهاز الأمن ينفذ منذ يوم الجمعة الماضي سلسلة مصادرات بحق الصحف رغم تأكيدات لآلية “7+7” الخاصة بالحوار الوطني، بأن هناك اتفاق مع الحكومة لتهيئة الأجواء للحوار بالتوقف عن الاعتقالات ورفع الرقابة عن الصحف واتاحة الحريات أمام الأحزاب والأفراد.
وصادر منسوبو جهاز الأمن يومي الجمعة والسبت نسخ صحيفة “السوداني” من المطبعة بسبب تحقيق صحفي حول تلوث مياه النيل الأبيض بالخرطوم، ومقالات خطها رئيس التحرير انتقد فيها طريقة اعتقال الصحفية صاحبة التحقيق.
وتمثل مصادرة “الخرطوم” سابقة نادرة لجهة أن صحفيون في الصحيفة قالوا لـ “سودان تربيون” إن سبب المصادرة عائد لكاريكتير بريشة الكريكتيرست هاشم كاروي، حيث أن الصحف السودانية قليلا ما تحتفي بالكاركتير في الصفحة الأولى.
وقال كاروري لـ “سودان تربيون” إنه أراد من خلال الكاريكتير ايصال رسالة بأن الحوار الذي يمضي حاليا غير مجدي أو أنه يمضي وفقا لفكرة واستراتيجية المؤتمر الوطني الحاكم فقط.
ويظهر الكاريكتير رجلا يشد آخر “المؤتمر الوطني” الذي يكابد للحاق بإمرأة “الحوار” مع كتابة تعليق “أموت في الحوارات”.
وأكد كاروري أن صحيفة “الخرطوم” اعتمدت استراتيجية جديدة لإبراز الكاريكتير في الصفحة الأولى.
وأشار إلى أنه كفنان كاريكتير لا ينتمي إلى أي حزب، قبل أن يوجه انتقاده للحكومة والمعارضة معا، قائلا “نحن مع الشعب المسكين الذي يعاني من المعيشة وخلافات السياسيين”.
وطالب كاروري السلطات بقبول النقد برحابة صدر، وزاد “نحن لا نسيئ لأحد، ولكننا نتحدث بلغة يفهمها العوام من الشعب”.
وتعاني الصحافة السودانية من تغول السلطات الأمنية للحد الذي يصل في كثير من الأحيان لمراقبة رجال الأمن القبلية للصحف.
ورغم توقف الرقابة القبلية، إلا إن جهاز الأمن دائما ما يعمد إلى مصادرة الصحف من المطبعة والذهاب بالنسخ إلى مكان مجهول، مطبقا عقوبة مذدوجة بالخسائر المادية والمعنوية.