وطن-
هددت السلطات الإماراتية شركة الخوادم التي تحتضن موقع صحيفة “وطن” الإلكترونية بمقاضاتها ان لم تقم بحجب الموقع عن العالم ملوحة بقرار صادر عن محكمة إماراتية يقضي بحجبه.
وتلقت الشركة رسالة من السلطات الممثلة للاتصالات وشبكة الإنترنت مرفقة بحكم قضائي صادر عن محكمة إماراتية.
وهذه ليست المرة الأولي التي تلجأ فيها السلطات الإماراتية لأسلوب التهديد والمطالبة بحجب صحيفة “وطن” فقد أرسلت قبل عامين رسالة مشابهة لاقت استنكارا واسعا من قبل المنظمات الحقوقية واعتُبرت الرسالة سابقة لدولة لا تكتفي بحجب المواقع التي تنتقد سياساتها بل اصبحت تطارد هذه المواقع خارج حدودها بهدف تكميم أفواهها.
ونشرت العديد من الصحف الأمريكية والغربية عن محاولات الإمارات اغلاق موقع “وطن” ومنها صحيفة وول ستريت جورنال.
وحاكمت الإمارات قبل نحو ثلاثة أعوام صحيفة وطن – يغرد خارج السرب دون اخطارها أو تبليغها بفحوى الاتهام. وعلمت “وطن” من الصحف الإماراتية بأن اتهامات وجهت لناشرها “نظام المهداوي” بأنه عضو مخضرم – على حد وصف جهاز أمن الدولة – بالتنظيم العالمي للإخوان وانه قدم دعما عبر صحيفته لـ”المتهمين” وهي التهمة التي أثارت تندر متابعي “وطن” وقتذاك وخصوصا أن بعضهم ينتقد “ليبراليتها” التي يصفونها بالزائدة.
وتهمة الإنتماء إلى الإخوان غالبا ما تستخدمها الإمارات ضد من ينتقد سياساتها ودورها في التخطيط ودعم الثورات المضادة. على الرغم بأن اعضاء التنظيم لا يخفون انتماءاتهم للإخوان.
ومنذ أكثر من ثلاثة أعوام مارست الإمارات ضغوطا كثيرة لاغلاق موقع “وطن” ومن بين تلك الضغوط تهديدات شركات الخوادم التي تحتضن الموقع بالإضافة إلى تعرضه إلى هجمات إلكترونية مستمرة.
وبسبب ضغوط الإمارات الغت وكالة إعلان مقرها دبي عقدا سنويا احتكاريا لاعلانات تنشر في الموقع بالتزامن مع وسائل ضغط اخرى مارستها اجهزة أمن الإمارات وتهديدات ضد ناشرها “نظام المهداوي”.
يذكر ان موقع “وطن” تم حجبه في الإمارات حتى قبل صدور الأمر القضائي. وعادة ما تحجب الإمارات المواقع التي تخالف سياساتها بدون أمر قضائي لكنها حاكمت وطن ضمن محاكمتها لأكثر من تسعين إماراتي اتهمتهم بمحاولة قلب نظام الحكم واتهمت الصحيفة بأنها قدمت دعما لمواطنيها.! ووصفت منظمات حقوقية كثيرة هذه المحاكمات بالهزلية وانها تفتقر للعدالة وانها محاكمات مسيسة جاءت ردا على مطالبة المتهمين بالإصلاح عبر كتاب تم توجيهه لرئيس الدولة. وهذا ماكشفته “وطن” منذ بدأت حملة اعتقال الإماراتيين ولا يختلف عما جاء بعد ذلك في تقارير كل الهيئات الحقوقية والتابعة للأمم المتحدة والبرلمان الأوروبي.
ولا تملك الإمارات أي حق بحجب أي موقع إلكتروني خارج حدودها حتى وان استعانت بقضائها الذي تسري أحكامه داخل حدود دولته إلا انها تحاول بكل الوسائل اغلاق “وطن” التي تحظى بانتشار واسع حول العالم وخاصة في دول الخليج رغم حظرها في المملكة العربية السعودية والإمارات.
وتتمسك “وطن” رغم كل الضغوط بشعارها الشهير “التغريد خارج السرب” منذ تأسيسها قبل خمسة وعشرين عاما وتتصدى للإعلام المضاد وتعطي صورة مغايرة عن الإعلام المؤجر وما ترويه الحكومات أو تحاول ترويجه ضمن أسطول هائل من الفضائيات والمواقع والصحف والإذاعات واللجان الإعلامية الأمنية.
وخاضت الصحيفة من قبل الثورات العربية صراعات مع عدة حكومات وأحزاب ولجأت بعض الجهات إلى القضاء الآمريكي لمحاكمتها وبعد الثورات تعرضت لضغوط أكبر من عدة جهات متزامنة ضمن حرب الثورات المضادة لتطلعات الشعوب العربية.
وأدناه نص الرسالة التي أرسلتها السلطات الإماراتية إلى شركة الخوادم التي تحتضن موقع “وطن”