وكالة وطن للأنباء-
نشر “المركز الاسرائيلي لمراقبة وسائل الاعلام الفلسطينية”، مقالا كتبه كل من ايتمار ماركوس ونان زيبرديك، جل ما فيه هو تحريض على وكالة وطن للأنباء، مستندين الى تقرير اخباري نشرته وطن للأنباء حول معاناة اسر الشهيدين غسان وعدي ابو جمل بتاريخ 15 /11/ 2015 الذي يصادف الذكرى الاولى لاستشهادهما، وقد قام الكاتبان بترجمة التقرير كاملا، مع عرض مقدمة من عدة اسطر جوهرها التحريض على وكالة وطن باعتبار ان ما قدمته في هذا التقرير ” يتعارض مع تعريفها لنفسها كوسيلة اعلام تؤمن بالديمقراطية والسلام والعدالة الاجتماعية”.
ويعتبر”المركز الاسرائيلي لمراقبة وسائل الاعلام الفلسطينية”، والذي تأسس عام 1996 بهدف ، مراقبة وسائل الاعلام الفلسطينية كما يذكر في التعريف عن نفسه، وتقديم تقارير عن رصدهم لهذه الوسائل اضافة الى المناهج للسياسيين الاسرائيليين والمنظمات و الحكومات في العالم، كما يراقب نشاطات مخيمات الاطفال الصيفية وصولا الى ما تتضمنه الكلمات المتقاطعة، حيث يفخر المركز انه استطاع بهذا التأثير على قرارات الكونغرس في عدد من القضايا التي عمل عليها.
يشكل ما قدمه هذا المركز اشارة تحريضة واضحة ضد وكالة “وطن للأنباء“، والتي لا تخفي خطها الوطني الفلسطيني باعتباره انحيازا للوطن وقضيته، اضافة لمحاولته فرض سلوك اعلامي مفصل على الاعلام الفلسطيني من خلال التأليب عليه.
وطن للأنباء ليست في معرض استنكار لما قدمه المقال، لانها تتبنى سياسة تحريرية اساسها ايضا الانتماء الوطني الفلسطيني والدفاع عن القضية الوطنية وهي تفخر بانحيازها هذا بعيدا عن كل ادعاءات الحياد السلبي لوسائل اعلام اخرى. او مداراة الاحتلال وسياساته.
لقد دفعت وكالة “وطن للانباء” ثمن موقفها الوطني وانحيازها لمقاومة الاحتلال اكثر من مرة، سواء عبر اقتحام قوات الاحتلال لمقر الوكالة عام 2012، ومصادرة اجهزتها والتفتيش في وثائقها او عبر احتجاز كثير من الاجهزة والمعدات الخاصة بالوكالة ومنع دخولها للاراضي الفلسطينية، عدا عن اعتقال بعض موظفيها، وتعرض كثير من مراسليها ومصوريها اما لقنابل الغاز او الاصابة بجروح ورغم كل هذه المضايقات فان وطن لم تحد عن مواقفها المعهودة والتي باتت بوصلة للباحث عن الخبر الفلسطيني المستقل.
لقد عرض التقرير معاناة اسر ثكلت ابناءها وهدمت بيوتها، وتعرضت لتشتيت أسري، فهل يمكن هنا الحديث عن اخفاء حقيقة سياسة العقوبات الجماعية الاحتلالية كما يرغب الموقع الاسرائيلي؟.
وهل راقب هذا الموقع، ما تعج به وسائل الاعلام الاسرائيلية حكومية او مستقلة، يسارية ام يمينية، من مواقف ومرؤى تعبر عن فاشية معلنة ومتبناة رسميا؟
“وطن” لن تخاف من الاحتلال وهي تعرف سياساته، ولذلك فان مهمتها فضح السياسات الاسرائيلية المحتلة والمستوطنة والقاتلة ، وعلى الاحتلال ان يفهم ان الوعي الفلسطيني لا يحتاج الى محرض بعد كل ما يمارسه جنده وضباطه وجكومته من قهر يلمسونه على جلدهم وفي تفاصيل حياتهم اليومية.
لم يسأل المركز السؤال الذي ينسف كل تحريضه، وهو من اي دافع خرج كثير من الفلسطينيين للمقاومة؟ لان الاجابة على هذا السؤال تقتضي ان يغلق هذا المركز ابوابه او ان يحول نشاطه الى قراءة دور همجية الاحتلال في استيلاد الاشكال المختلفة من المقاومة.